سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. حسين خالد أستاذ الأورام ونائب رئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا والبحوث
في حوار شامل لالأهرام المسائي:
انتشار فيروسي سي وبي في مصر سيقفز بسرطان الكبد
إلي المركز الأول في أسباب الوفيات
في حوارنا مع د. حسين خالد الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا والبحوث ومدير المجلس العربي للدراسات العليا والبحوث التابع لاتحاد الجامعات العربية التابع بدوره لجامعة الدول العربية لم يكن من السهل أن نفصل بين خبرته في مجال الأورام بصفته أستاذا للأورام بجامعة القاهرة وعميد المعهد القومي للأورام سابقا وبين منصبه الحالي خصوصا وأن د. خالد كان صاحب مبادرة إنشاء أول مرصد عربي لمكافحة الأورام علي مستوي البلاد العربية والذي دشنه من خلال الملتقي الأول للجامعات العربية الذي عقد بجامعة القاهرة, يونيو الماضي, فضلا عن المبادرات الثلاث التي أعلنها الملتقي وانتهي من صياغتها النهائية الشهر الجاري فيما عرف باسم إعلان القاهرة في مجال مكافحة الأورام ومجالي الطاقة المتجددة وإدارة الموارد المائية. كشف د. خالد العديد من الإحصائيات والحقائق المخيفة عن وضع السرطان عالميا وفي مصر علي وجه التحديد داعيا الحكومة لتنفيذ قرار مجلس الشعب الصادر منذ عامين بانشاء المجلس القومي لمكافحة الأورام ليضم جميع الجهات العاملة في هذا المجال والذي من شأنه تنظيم حركة تلك الجهات في عمل قومي واحد. كما أكد أن سرطان الكبد سيكون أول وأخطر نوع من أنواع السرطان التي ستتفشي في الدول النامية ومنها مصر نظرا لانتشار فيروسي التهاب الكبد الوبائي سي وبي مشيرا الي أن مصر مسجل بها حاليا150 حالة جديدة لكل100 ألف نسمة مؤكدا أن مصر حتي الآن مازالت في الحزام الأخضر للسرطان وإلي نص الحوار: *جاء الملتقي الأول للجامعات العربية في يونيو الماضي يتنظيم من المجلس العربي للدراسات العليا والبحوث لنسمع للمرة الأولي عن هذا المجلس, فما دوره وإلي أي جهة ينتمي؟ ** المجلس العربي للدراسات العليا والبحوث إحدي الجهات التابعة لاتحاد الجامعات العربية التابع بدوره لجامعة الدول العربية والمجلس تم إنشاؤه بقرار من الاتحاد بعضوية مايزيد علي220 جامعة عربية وللمجلس فروع في جميع الجامعات العربية. وقد قرر المجلس التنفيذي بالمجلس تشكيل ثلاث مجموعات علمية لدراسة ثلاثة مجالات تهم المواطن العربي في حياته وهي مكافحة الأورام ومجالا الطاقة المتجددة وإدارة الموارد المائية والمجلس الذي أنشئ منذ عدة سنوات له أنشطة متعددة ولكنها انحسرت قبل الإدارة الجديد لجامعة القاهرة حيث مقر المجلس الرئيسي في ورش العمل والدورات التدريبية, ولكن التوجه الجديد لإدارة الجامعة هو تفعيل دور المجلس في مجال الدراسات العليا والبحوث في الجامعات العربية الأعضاء ومنها الجامعات المصرية كهيئة بحثية يمكن الاستفادة من وجودها في تعظيم دور البحث العلمي بالجامعات العربية وبالتالي تشكلت المجموعات العلمية التي ذكرتها كبداية لتفعيل هذا الدور. * وفي ظل التوجه الجديد ماهو المنتظر من المجلس خاصة أن له صبغة عربية واسعة؟ ** المنتظر منه في المستقبل القريب من خلال تلك المجموعات العلمية أن يكون له دور واضح في قضايا ثلاث تهم جميع المجتمعات العربية واتمني أن يخرج من المبادرات التي وضعتها تلك المجموعات أمثلة أكاديمية صالحة للتطبيق في كل دولنا العربية, وفي سبيل ذلك تمت مخاطبة جميع الجامعات الأعضاء في الاتحاد ومخاطبة المستخدم النهائي من الأفكار التي تشتمل عليها المبادرات الثلاث, فمثلا في مجال مكافحة الأورام ستتم مخاطبة منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي لمكافحة السرطان وجميع المستشفيات التابعة لكل الجامعات العربية والمستشفيات التعليمية والمراكز المتخصصة في علاج وتشخيص الأورام وتقديم جميع الافكار البحثية الصالحة للتطبيق في هذا المجال خاصة واننا ننظر الي تلك المجموعات باعتبارهاThinktanks أو مجموعات فكرية * رصدت الأهرام المسائي خلال الملتقي معاناة الكثير من الباحثين من ضعف تمويل اتحاد الجامعات العربية للهيئات التابعة له, ومنها المجلس العربي للدراسات العليا والبحوث.. بحكم منصبك كيف يمكن ان نقف علي حقيقة ذلك ؟ ** بالطبع الميزانيات المتوفرة ضعيفة خاصة أن العمل الذي يقوم به المجلس بتسم بالطابع العربي المشترك وبالتالي الدعم قليل, لكننا نحاول من خلال تعظيم دور المجلس أن نشجع كل الهيئات والجهات المستفيدة من جهد المجلس وأيضا الجامعات العربية لتقديم المزيد من الدعم التقني والمادي لهذا المجلس وهذا لن يتحقق إلا بوسيلة واحدة هي الإقناع. * وهل من شأن هذا الوضع أن ينسحب علي وضع مبادراتكم التي خرج بها الملتقي من حيث التنفيذ؟ ** بالطبع المتوفر قليل ولايكفي لمباشرة المهام المطلوبة ولكننا نحاول من خلال بيان اوجه النشاط وتوفير الموارد الذاتية من أنشطة المجلس توفير الميزانيات المطلوبة * بالاطلاع علي مبادراتكم في مجالات مكافحة الأورام والطاقة المتجددة وإدارة الموارد المائية يري البعض أنها مجرد خطوط عامة وليست محددة بخطوات واضحة..ما ردك علي ذلك؟ ** مهمة المجلس ليست تنفيذ أفكار وإنما مهمته التفكير ووضع الأولويات لعدد من الأفكار البحثية التي تهم المجتمعات العربية ثم يتم عرضها علي الجهات التي تملك التنفيذ لتنفيذها ثم تقوم تلك الجهات بتمويل تنفيذ تلك الأفكار سواء كانت علي مستوي الحكومات أو علي مستوي الجهات المستفيدة. *هل معني ذلك أنكم لاتملكون الضغط في سبيل تفعيل تلك المبادرات بالخطوات التي تضعها الجهات المنفذة والمستفيدة؟ ** لسنا جهات تنفيذية, والخطوات التنفيذية التي تضع الأفكار البحثية ونتائج الأبحاث موضع التنفيذ والتطبيق علي الجامعات العربية هو أمر خارج قدرات المجلس, وبالتالي لاتوجد وسيلة لفرضها علي تلك الجهات ولكن إذا مانجحنا في إقناعها بجدية تلك الأفكار وصلاحيتها للتطبيق ستكون موضع التنفيذ بمنتهي السهولة. * هذا يعني أنكم انتهيتم من الصيغة النهائية لتلك المبادرات.. فهل بدأتم في مخاطبة الجهات المنفذة والمستفيدة منها سواء في مصر أو في الدول العربية؟ ** بدأنا في ذلك من خلال الانتهاء من صياغة مبادرات مكافحة الأورام والطاقة المتجددة وإدارة الموارد المائية في صورتها النهائية وسوف نبدأ علي الفور في إرسالها إلي الجهات المعنية. * وما هي تلك الجهات؟ ** سنقوم بمخاطبة جميع الجهات المعنية بكل مبادرة فمثلا في مجال مكافحة الأورام سترسل المبادرة إلي جميع كليات ومراكز علاج الأوراك والمراكز البحثية المهتمة بهذا المجال وجميع المستشفيات الجامعية والمستشفيات والهيئات التابعة لوزارة الصحة وينطبق ذلك أيضا علي كل دولة عربية وكذلك مخاطبة جهات الإعلام المختلفة وبذلك يتكون رأي عام في صالح تنفيذ تلك المبادرات وهو ما يمكن تعميمه علي مجالي الطاقة المتجددة وإدارة الموارد المائية. * ومتي سنلمس نتائج تلك المبادرات علي واقع المواطن العربي بوجه عام والمصري بوجه خاص؟ ** خلال عام من الآن. ولكن سنعمل خلال هذا العام علي متابعة التنفيذ بحيث نعرضه علي الملتقي الثاني للجامعات العربية العام المقبل. * وما هو المنتظر من الملتقي العام المقبل بشأن تلك المبادرات نظرا لأهميتها؟ ** سيتم رصد ما تم تنفيذه من خطوات وبنود كل مبادرة منها والمشكلات التي واجهت تطبيقها نظريا وإيجاد آلية واضحة للتنفيذ والبحث عن مصادر للدعم. * ماذا تقصد بمصادر للدعم؟ ** علي سبيل المثال الخبرات التقنية والفنية وإيفاد بعثات للخارج وتدريب كوادر من شباب الباحثين ودعم الأفكار والمشروعات البحثية وتطبيقها والتواصل مع عدد أكبر من الجهات الحالية وهذا كله يحتاج لمصادر دعم. * هذا يعيدنا إلي النقاش حول ضعف الميزانيات التي يوفرها الاتحاد للجهات التابعة له؟ ** المجلس بالفعل مرتبط باتحاد الجامعات العربية وجامعة القاهرة ولكن يمكن من خلال أنشطته من ورش عمل ودورات تدريبية والتعاون مع الجهات البحثية سواء المصرية أو الاقليمية أو الدولية وكذلك قبول بعض الدعم من الأفراد المقتنعين بدور المجلس. * هل تتفق معي في ضرورة وجود توعية بالمجلس والتعريف بدوره وأنشطته أولا؟ ** بالطبع وهذا يتطلب التوعية بالمجلس ودوره كي يسهل حصوله علي الدعم والتمويل اللازم. * ولكن هل توجد بالمجلس آلية لمتابعة تنفيذ ما يضعه من أفكار ومشروعات بحثية أيضا لمتابعة تنفيذ مبادراته؟ ** يعقد لقاء شهري للمجلس ونتواصل من خلال الانترنت وسنعقد لقاء الشهر المقبل لتحديد ما تم منذ إعلان المبادرات في يونيو الماضي. * ما الذي تحتويه مبادراتكم في المجالات الثلاثة ولنبدأ بإدارة الموارد المائية؟ ** بالنسبة لمجال إدارة الموارد المائية أكدت المبادرة أن هذا المجال علي قمة الأولويات علي مستوي جميع الدول العربية نتيجة للشح المائي إضافة إلي الزيادة السكانية خاصة مع التغيرات المناخية والهدف الوصول إلي عالم عربي مكتف مائيا لتلبية احتياجاته الاساسية والتوصل إلي أنسب الطرق وتنمية القدرات البشرية لتخطي الأزمة المائية ودعم اتخاذ القرار في رسم السياسات الخاصة بإدارةالإمداد والطلب علي المياه علي المستوي القطري والاقليمي. * وماذا عن الطاقة المتجددة؟ ** في مجال الطاقة المتجددة سوف نقوم بإعداد استراتيجية علمية لتوفير قاعدة لتبادل الأفكار وتطوير البحث العلمي في الجامعات العربية في مجال البحث عن مصادر الطاقة المتجددة المتاحة في البلدان العربية وتجميع القدرات العلمية والبحثية في الجامعات العربية لتكوين مجموعة متميزة قادرة علي البحث والتطوير للاستغلال الأمثل للطاقة المتجددة بالاضافة إلي اعداد خريطة مناخية للدول العربية. وفي سبيل ذلك قمنا بتشكيل مجموعة عمل من الجامعات العربية في هذا المجال تضم7 دول تشمل مصر وسوريا والأردن وفلسطين والعراق والسودان وليبيا وذلك لمتابعة تنفيذ خطة العمل التي تشتمل عليها المبادرة. * بصفتك أستاذا للأورام وعميد المعهد القومي للسرطان السابق وفي ظل وجود مبادرة لمكافحة السرطان.. فما هو المرصد؟ وما هو الدور المنتظر أن يؤديه؟ ** كان أول إجراء تنفيذي للملتقي العربي الأول للجامعات العربية بعد إعلان مبادرته تدشين أول مرصد عربي لمكافحة الأورام, والمنتظر منه الوصول إلي استراتيجية علمية متكاملة تجمع كل التخصصات في مجال مكافحة الأورام, ورسالة المرصد هي وضع وتطوير أسس الوقاية والاكتشاف المبكر والتشخيص والعلاج ونظم الرعاية الصحية لمرضي السرطان وكذلك البحث العلمي بالاضافة إلي تضافر الجهود لتخطيط البرنامج المنشود لرعاية مرضي السرطان. * وما هي خطوات تنفيذ تلك الخطوط العريضة؟ ** مهمته تتلخص في ضمان حق كل مواطن في الوصول إلي رعاية صحية في مجال الأورام بتكلفة مناسبة, وتوحيد طرق جمع البيانات في هذا المجال, وترتيب أولوية الأهداف المطلوب تحقيقها في ضوء محدودية الموارد وتشجيع المشاركة والتعاون بين جميع العاملين في حقل مكافحة السرطان, وكذلك وضع آلية لضمان تواصل تحقيق الأهداف بغض النظر عن تغير القيادات, والعمل علي استمرارية عملية التقييم لهذه الجهود للتوصل لتحقيق الأهداف المنشودة وتشجيع التعليم المهني والتوعية الإعلامية والأبحاث في هذا المجال وتسمية وتنمية شبكة من المراكز المميزة للعلاج والبحوث والتدريب في مختلف أرجاء الوطن العربي والالتزام بالمعايير العالمية لضمان الجودة في مجال مكافحة الأورام. * اشتملت الخطة كذلك علي خطة استراتيجية للتنفيذ فكيف تلخصها لنا؟ ** وضعنا خطة استراتيجية لتنفيذ تلك المبادرة تجيب عن عدد من الاسئلة: أين نحن الآن فيما يتعلق بالحالة الراهنة لمشكلة السرطان؟ أين نريد أن نكون؟ وذلك من خلال وضع وإقرار السياسة العامة وتشمل تحديد السكان المستهدفين وتحديد الأهداف والغايات واتخاذ قرار بترتيب الأولويات, والسؤال الأخير كيف نصل إلي هناك؟ وذلك من خلال تحديد الخطوات اللازمة لتنفيذ تلك السياسة وتشمل عملية التنفيذ ستة محاور: الوقاية والاكتشاف المبكر والتشخيص والعلاج والرعاية الملطفة وتسجيل السرطان والتدريب والبحث العلمي. * لماذا تتخذ تلك المبادرة هذا النهج في التنفيذ؟ ** لأن السرطان هو ثاني أكثر أسباب الوفيات بعد أمراض القلب والأوعية الدموية وهو في تزايد مستمر, فخلال السنوات القليلة المقبلة وخاصة بحلول عام2020 سيصل عدد المصابين بالسرطان إلي16 مليون مصاب عالميا بعد أن وصل في عام2000 إلي10 ملايين مصاب وللأسف أغلب الحالات المصابة ستتركز في الدول النامية. ** وما هي أسباب تلك القفزة السريعة في سنوات قليلة جدا لمرضي السرطان؟ * لسببين رئيسيين اولهما تفشي أسباب السرطان في الدول النامية وازدياد اعمار سكان تلك الدول بفضل تقدم مستوي الرعاية الصحية بها, فالمعروف عن السرطان انه مرض العمر المتقدم, وكلما كبر سن الفرد زادت احتمالية اصابته بهذا المرض, اما السبب الثاني فهو ازدياد اعداد السكان إلي جانب الأسباب المتفشية التي تشمل التدخين بجميع انواعه خاصة الشيشة والتلوث البيئي بكل انواعه ونمط الحياة المختل من عادات غذائية سيئة وقلة الرياضات البدنية وتفشي الأمراض المعدية وابرزها فيروس الكبد الوبائي( سي) و( بي) وهما من الفيروسات المسببة لسرطان الكبد والفيروس الحلمي والخاص بعنق الرحم والبلهارسيا. * كيف تشخص لنا وضع السرطان في مصر تحديدا؟ ** السرطان في ازدياد في مصر مثلها مثل بقية الدول النامية, رغم ان مصر مازالت في الحزام الأخضر, ونسبة حدوث السرطان في مصر حوالي150 حالة جديدة لكل100 ألف نسمة كل عام, والنسبة في الدول المتقدمة حاليا600 حالة جديدة لكل100 الف نسمة, واكثر الأنواع شيوعا في مصر لدي السيدات سرطان الثدي ولدي الرجال سرطان المثانة البولية, ولكن من المتوقع خلال سنوات قليلة ان يقفز سرطان الكبد من المركز الثاني إلي المركز الأول وسيقل معدل الإصابة بسرطان المثانة. * وهل تملك مصر خريطة لمكافحة السرطان خاصة في ظل الحقائق التي تعكسها الاحصائيات التي كشفتها لنا؟** لدينا في مصر خريطة لمكافحة السرطان تشمل المعهد القومي للأورام وهو أكبر جهة متخصصة في هذا المجال في مصر والشرق الأوسط وشمال افريقيا بالإضافة إلي اقسام تشخيص وعلاج الأورام بالجامعات الحكومية و8 مراكز لعلاج الأورام تابعة لوزارة الصحة والمستشفيات التابعة لمؤسسات اهلية مثل مستشفي57357 لعلاج سرطان الأطفال ومركز علاج الاورام بفاقوس وعدد من المستشفيات الخاصة والعامة. * زيارة واحدة للمعهد القومي للأورام تؤكد أننا ينقصنا الكثير.. فما الذي ينقصنا بحكم خبرتك وموقعك؟ ** ينقصنا في مصر ترشيد مكافحة الأورام من خلال ضم جميع تلك الجهات في هيئة واحدة تنظم حركتها وتضع قواعد عامة لعملها وذلك لن يتوفر الا من خلال انشاء مجلس قومي لمكافحة الأورام في مصر, وفي حدود علمي ان مجلس الشعب قد أصدر قرارا بالفعل لإنشاء هذا المجلس منذ عامين, لهذا فأنا ادعو من خلال الأهرام المسائي لسرعة تنفيذ هذا القرار. * هل تمتلك مصر احصائيات دقيقة عن انتشار السرطان والحالات المصابة به تمكنها من رسم خريطة انتشاره كخطوة في طريق السيطرة عليه؟ ** لدينا بالفعل احصائيات بأعداد الحالات المصابة بالأورام وظروف انتشار السرطان علي وجه التحديد منذ سنوات طويلة وتحديدا منذ السبعينيات حيث شهدت هذه الفترة أولي احصائيات هذا المرض في القاهرة الكبري وكذلك الاحصائيات الخاصة بالمعهد القومي للأورام وظلت تلك الاحصائيات تعبرعن نفسها بصورة جزئية إلي أن انشئ اول سجل معتمد عن اعداد الحالات المصابة بالسرطان بالمقارنة بعدد السكان وتم اعلانه في محافظة الغربية عام1999 بعدها تم انشاء سجل آخر بالتعاون بين3 وزارات ويشمل الصحة والتعليم العالي والاتصالات ومقره الحالي هو المعهد القومي للأورام ويشمل محافظتي الغربية واسوان وستضاف قريبا محافظة المنيا, وفي مرحلته الثانية ستتم اضافة محافظة في شرق الدلتا, وأخري في غربها, وبذلك يكون هناك اول سجل قومي لحالات السرطان مثلما يحدث في الدول المتقدمة كالولاياتالمتحدةالأمريكية مثلا. * وهل5 محافظات فقط كافية لإعطاء صورة ممثلة لانتشار السرطان في جميع ارجاء مصر؟ ** مناسبة في ضوء تعداد السكان العالي جدا في مصر, وحتي الولاياتالمتحدة نفسها فإن سجلها القومي لتسجيل حالات السرطان ممثل فيه13 ولاية فقط وليس ال50 ولاية مجتمعة, بالإضافة إلي ان السجل بهذا الشكل يراعي التوزيع الجغرافي السليم في مصر. * تطرقنا إلي المعهد القومي للأورام.. وهو المعهد الذي يثار حوله جدل بين الحين والآخر فما تقييمك لتجربته؟ ** المعهد القومي بخير والمبني الشمالي حيث المقر الحالي للمعهد بعد اخلاء مبناه الجنوبي قرب من انتهاء عملية تطويره بشكل كامل حيث تم تطوير الحجرات الخمس الخاصة بالعمليات وأصبح حاليا يعمل بكامل طاقته, وبالنسبة للمبني الجنوبي فقد تم الانتهاء من وضع خطة ترميمه وحاليا تسلمت الشركة المسئولة عن التنفيذ النصف الاسفل من المبني وتعمل حاليا علي تطويره بالشكل المطلوب وسينتهي العمل به خلال عام ونصف تقريبا. * وما الذي يمكن ان تكشفه لنا عن المبني الثالث للمعهد الذي سيقام علي أرض جامعة القاهرة ب6 أكتوبر؟ ** تفضلت السيدة سوزان مبارك بانشاء مؤسسة أهلية تحت رئاستها لتكون مسئولة عن تخطيط وتنفيذ المبني الثالث للمعهد بأرض جامعة القاهرة بمحافظة6 أكتوبر والمقام علي مساحة50 فدانا والذي سيمثل اضافة للجهات التي تقدم الخدمة العلاجية والتشخيصية لمريض السرطان في مصر ويشمل احدث التقنيات في هذا المجال ومراعاة للاتجاهات الحديثة في علاج السرطان خاصة في تصميم المبني وتنفيذه وتوفير سبل الراحة للمريض, ونتوقع ان يتم الانتهاء منه في غضون4 سنوات خاصة ان السيدة سوزان مبارك مهتمة شخصيا بهذا الموضوع. * تتداخل خبرتك في مجال السرطان مع موقعك الحالي كنائب لرئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا والبحوث ومن هذا المنطلق ما الذي يواجه ابحاث السرطان بالجامعات من مشكلات ومعوقات؟ ** ما يواجه أبحاث السرطان بالجامعات هي نفسها المشكلات التي تواجه البحث العلمي في الجامعات المصرية بشكل عام وابرزها قلة الموارد المالية وعدم تفرغ اعضاء هيئات التدريس والباحثين لعملهم, واناشدهم التفرغ الكامل لمهمتهم البحثية والتدريسية خاصة ان السرطان اصبح مجالا حيويا, اما بالنسبة للموارد المالية فميزانية البحث العلمي في مصر اقل من0,5% من إجمالي الدخل القومي مقارنة بنسبة3% من الدخل القومي في الدول الأوروبية وحوالي4,7% في اسرائيل. * نعود لمنصبك كنائب لرئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا والبحوث ومدير المجلس العربي للدراسات العليا والبحوث.. وما الذي يحتاجه ذلك القطاع الحيوي بالجامعات؟ ** الدراسات العليا احد أهم اجنحة البحث العلمي بمستوييها بالماجستير والدكتوراه وهي تحتاج إلي دعم شديد خاصة لشباب الباحثين وتشجيع كبير للهيئة المعاونة التي تشمل المعيدين والمدرسين المساعدين خاصة في نشر ابحاثهم ونتائج دراساتهم بالخارج ولابد من وضع خطط استراتيجية واضحة للدراسات العليا بالجامعات المصرية ومن هذا المنطلق ادعو لإنشاء كلية للدراسات العليا في كل جامعة لتكون مهمتها التنسيق في هذا المجال وتدعيمه وتطويره, خصوصا وان ذلك نظام معمول به في العديد من جامعات العالم. * وماذا عن دعم الدولة للبحث العلمي خاصة في الجامعات؟ ** لابد أن تقوم الدولة بدور اكبر في هذا المجال ولكن علي الجامعات الا تقف مكتوفة الايدي بل تعمل علي تنمية مواردها الذاتية باعتبارها هيئات مستقلة وذلك من خلال تفاعلها مع المجتمع ويبقي الدور علي المجتمع الأهلي ورجال الأعمال والصدقات والتبرعات والزكاة والعشور لانني اعتقد انه أصبح حلالا ان توجه تلك الموارد بصورة كاملة لقطاعي التعليم والصحة في مصر. * كيف يمكن ان تستفيد الجامعات المصرية من فرصة السنة الفراغ فيما يتعلق بقطاع الدراسات العليا والبحوث؟ ** هي فرصة ذهبية لالتقاط الأنفاس خاصة في هذا المجال ولابد من أن يعيد البحث العلمي وقطاع الدراسات العليا بالجامعات استغلال تلك السنة التي ستمتد من4 إلي7 سنوات بالكليات لإعادة ترتيب اوراقة وأولوياته البحثية, صحيح اننا لن نتأثر في مجال البحث العلمي كثيرا بتلك السنة, ولكن ستكون هناك المساحة الزمنية التي تسمح لاعضاء هيئات التدريس بالاهتمام اكثر ببحوثهم العلمية, واود ان اوضح ان الجامعة بها ثلاثة انواع من الأنشطة وتشمل البحث العلمي, والامتحانات والتدريس والأنشطة الجامعية الأخري وأحد سبل تطوير الأداء الجامعي ان يكون هناك تخصص بتلك المجالات. بمعني ان يتم تقسيم اعضاء هيئة التدريس بكل جامعة إلي مجموعات تخصصية كل مجموعة تتخصص في نشاط من الأنشطة الثلاثة لتتخصص مجموعة في البحث العلمي ومجموعة في التدريس والامتحانات ومجموعة في الأنشطة الأخري وهكذا.