واهم من يظن أن المواجهة المصرية مع الإخوان يمكن حسمها ببيان صحفي أو تصريح تليفزيوني أو لافتة في شوارع مصر. وكان علينا قبل تحويل منابر الفضائيات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي إلي منصات ثابتة ومتحركة لإطلاق بيانات لرفض التحريض الإخواني لدي بعض دول العالم ضد مصر أن نتساءل: وماذا قدمنا دوليا لإقناع العالم بإرادة الشعب في مواجهة الإخوان وإسقاط دولتهم؟ وماذا قدمنا لتأكيد إرهابية التنظيم الإخواني؟ بل وماذا قدمت الدبلوماسية والأحزاب والقوي السياسية والثورية والشعبية وحتي المطبلاتية غير البيانات وتشنجات الصوت العالي؟ المشكلة أن الموقف الإخواني يتكرر ونحن أيضا نكرر رد فعلنا مع كل زيارة يقوم بها وفد من التنظيم الإرهابي, فما حدث خلال زيارة وفد إخواني لجنوب إفريقيا تكرر مع نفس الزيارة والتحرك في السنغال وأعدنا تمثيله مع لقاءات الإخوان بمسئولين بالنمسا ويستمر الموقف دون تغيير ولا تعديل, التنظيم يتحرك, ونحن نندب, ونطلق صواريخ البيانات الطائشة ونكرر نفس الخطأ وفي كل مرة ننتظر نتائج مختلفة وهذا يؤكد إدمان الغباء السياسي. المهم أننا نستخدم أدوات قد لا تصلح بالمرة لحسم تلك المعركة من عينة أن التنظيم الدولي للإخوان التقي شخصية يهودية في النمسا للإشراف علي تحركات وفد التنظيم ضد مصر ومحاولة عزلها دوليا وأن رئيس المخابرات التركي اجتمع بممثلي مخابرات7 دول من بينها أمريكا واسرائل لبحث إسقاط السيسي وإعادة الإخوان للحكم وأن التنظيم بتعاون قطري تركي يستعين بكبري الشركات العالمية في تنظيم الحملات السياسية لتوجيه ضربات متلاحقة للسلطة الحالية في مصر و تعمد تشويه ما يتم اتخاذه من إجراءات والنيل من اية خطوة يتم الانتهاء منها في خارطة الطريق والاستعانة بتقارير صحفية وأفلام ومقاطع فيديو وصور للنيل من مصر ما بعد ثورة30 يونيو التي أسقطت دولة الإخوان في مصر وتمهد لإسقاطها في العالم. وهذه الأدوات لا تليق بدولة كبيرة في مواجهة تنظيم صغير يتحرك بعض قياداته التي تمكنت من الهروب خارج مصر دوليا تحت ستار ما تسميه بالوفد المصري للدبلوماسية الشعبية المناهضة للانقلاب ومثلما يبررون ما يقومون به في مصر وما يرتكبونه من عمليات إرهابية وتصفية لمواطنين عزل وأفراد تابعين للجيش والشرطة وتعطيل مصالح الناس والاعتداء علي من يرفض تحركاتهم المدعومة بالمولوتوف والخرطوش والأسلحة الآلية يدافعون عن شرعيتهم المفقودة وكان الأجدر بالدبلوماسية المصرية والقوي السياسية والأحزاب أن تتحرك بشكل أكثر احترافية مما تبدو عليه سواء في الجولات والتحركات المحدودة التي تقوم بها وزارة الخارجية مدعومة بدعم و رؤية وزيرها نبيل فهمي والتي تسقط في ظل حالة عدم الاحترافية التي تتعامل بها السفارات التي تبدو معظمها وكأنها تتحرك مع وفود الإخوان أكثر مما تتحرك مع جهود الخارجية. وأكاد أجزم أن غالبية المصريين لا يشعرون بأي دور أو مهمة أو تحرك لكيان حكومي يسمي بهيئة الاستعلامات ولا بأوهام رسمية يسمونها بالمكاتب الثقافية ولا بوظائف منقرضة يعرفونها بالملحقين الثقافيين بالخارج وغيرها من الكيانات والمسميات التي تشبه بيوت العنكبوت وكأن أذرع الدولة المصرية خارج حدودها تعيش حالة من التجمد أو التجميد المتعمد بفعل انتظار لحظة فارقة قد تتشكل وفق ما تسفر عنه التحركات التحريضية في مواجهة الجهود الفقيرة الرسمية للانتصار لصورة الواقع وليس لافتراءات وأكاذيب التنظيم الإرهابي التي يقصدون بها أبواب الصحف ووسائل الإعلام ومسئولي الدول وبدلا من مواجهتها بالحجة والبرهان والتحرك السليم نكتفي بأن نتحزم بالشعارات ونتحول إلي قرعة تتباهي بشعر غيرها, فنطلق الأفراح والليالي الملاح برفض فايننشال تايمز وغيرها نشر حملة إعلانية للإخوان ضد مصر ونتوقف عند حدود تلك الفرحة المؤقتة ولا نتجاوزها إلي طرح البديل الذي يتوافق مع رغبة الملايين التي خرجت في30 يونيو وأكدتها في3 يوليو وأثبتتها في التصويت علي الدستور الجديد. وأري أن زيارة المشير عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي إلي موسكو نموذج متميز للصورة التي ينبغي أن يكون عليها التحرك الحكومي لمواجهة مخططات الإخوان والتي ابتعدت تماما عن رتوش بعض سكان القصر الجمهوري ولمسات الحكومة وهمسات القوي السياسية والحزبية وأحلام القوي الثورية باستحضار الواقع السياسي العالمي والتعامل مع الوضع الإقليمي بلغته ومراعاة الموقف العربي الحالي ولعبت مع الكبار بالكبار فاستحقت هدفا صحيحا في مرمي الإرهاب وداعميه لا يقترب من مناطق التسلل التي نقع فيها دائما بمحاولة إحراز أهداف ب ندب الحظ, ولطم الخدود, ومواجهة الأعداء بشاشات الأبيض والأسود وليتها تفيد أو تقدم خطوة للأمام. وكنت أتمني أن يكون لدينا وفد للدبلوماسية الشعبية المناهضة للإرهاب وأن يتجه إلي بلدان العالم بحقائق متكاملة لكشف صورة الإرهاب الإخواني ولكن وفودنا تختار دبي والرياض ولا تعرف السفر إلي أوربا أو أمريكا ولا حتي إفريقيا وآسيا; لأن أعضاء تلك الوفود يحسبونها بطريقة أخري غير التي يحسبها الإخوان رغم أن كليهما يميل للسلطة بإظهار التأييد للسلطة الحالية تماما كما كان يفعل الإخوان في حروب النفاق والخداع من أجل سوء استخدام السلطة أيضا!