وباء أنفلونزا الخنازير, وضع وزارة التربية والتعليم في مأزق شديد ويعيش المسئولون في حيرة شديدة بين التاجيل والالغاء في ظل اجراء انتخابات رئاسية في شهر مارس ثم احتفالات شم النسيم التي تدمر امامها اسبوعا دراسيا أخر غير إجازات الاعياد القومية، والمطلوب في ظل خريطة دراسية ان تبدأ امتحانات المستوي الرفيع والنقل لاخر العام في اول مايو. وهذا معناه أن الطالب سيكون نصيبه حصتين او ثلاث من كل مادة وان الحل امام المدرسين هو حشو المنهج في شكل واجبات للطالب بدون شرح وينتقل الي العام الدراسي التالي بدون فهم والاخطر ان هناك مناهج مرتبطة طوال سنوات المرحلة بشكل تراكمي فماذا يفعل الطالب في دروس مرتبطة بمنهج العام الماضي وهو لم يدرسها وهذا يتطلب قرارا جريئا من وزير التربية والتعليم بعدم تأجيل الدراسة لمصلحة الطلاب مع وجود تنسيق علمي دقيق مع وزارة الصحة وشفافية في توضيح حقيقة المرض حتي لايعيش الناس مع الاشاعات التي تتناقل وهناك خطط مشتركة بين الوزارتين منذ ظهور المرض منذ اربع سنوات ماضية وهي اغلاق فصل في حالة ظهور حالة واحدة فيه وعدة حالات لا اعرف رقمها بالتحديد لاغلاق المدرسة بالكامل حتي لا يضار باقي التلاميذ وأن تأجيل الدراسة لاقدر الله لايتم الا اذا تحول المرض الي وباء وفي هذه الحالة لامفر أمام المسئولين وفي هذه الحالة ايضا تضطر الوزارة الي اعادة النظر في مناهج العام الجديد لوجود فراغ علمي لدي الطالب خاصة في المواد المترتبة علي السابقة وأري ان تأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني سيؤثر اقتصاديا علي الاف العاملين المرتبطة المهن الخاصة بهم بالدراسة مثل شركات نقل التلاميذ والتي تتعامل مع المدارس باليومية وايضا الادوات الكتابية ومطابع طباعة الشيتات والمذكرات للتلاميذ ورواتب المدرسين التي يدفعها اصحاب المدارس الخاصة وايضا التي تدفعها الحكومة بالملايين لمدرسيها فتأجيل الدراسة له تاثيراته السلبية منهجيا واقتصاديا من هنا جاءت صعوبة اتخاذ قرار التأجيل امام المسئولين في الحكومة واتمني ان لا يرضخ المسئولون لضغوط وتهويلات الاعلام الذي يبحث عن إثارة الخوف في قلوب المواطنين والبحث عن قضايا يجذب بها المشاهدين ولو علي حساب المصلحة الوطنية فيخلق من الحبة قبة كما يقول المثل المصري الشائع في ذلك لانني شاهدت العديد من البرامج الفضائية تتحدث عن ظهور حالات في مدارس لم تبدأ الدراسة بها اصلا وحالات في مدارس دولية وعندما ترسل الوزارة لجانا للتحري عن الحالات لاتجد حقيقة الا اسم المدرسة ودارت أحدي الحلقات عن موت مدرسة باحدي المدارس بمرض انفلونزا الخنازير وهذا خطر علي تلاميذ المدرسة التي لم تبدا الدراسة بها بعد واتضح ان وراء الاشاعة التي اخذ بها معد ومقدم البرنامج ولي أمر في مشاكل مع ادارة المدرسة ووقعت القناة في فخ ولي الامر الذي دفع اصحاب المدرسة برفع قضية علي القناة ومقدم البرنامج والمعد بالتعويض المادي بسبب التاثير السلبي علي المدرسة وان ذكري لذلك حتي تكون قرارات المسئولين حقيقية ونابعة من الواقع وتصب في مصلحة المواطنين لا في مصلحة الاشاعة لان هناك من لايريدون الاستقرار لهذا البلد فتكون الاشاعات هي أداة تنفيذ مخططاتهم فالعقل والمصلحة العامة للبلاد وفي ظل الاحداث المتلاحقة سواء سياسية او طبيعية تتطلب عدم تأجيل الدراسة حتي يستفيد الطلاب بالقدر الاكبر من المناهج الدراسية وحتي لايدمر بالكامل الفصل الدراسي الثاني بسبب التاجيلات والاجازات المتكررة, فالمواطن في أمس الحاجة الي الاستقرار والسكينة لانه لم يعد يستحمل المشاكل اليومية التي تنهار علي رأسه سواء سياسية أو اقتصادية في ظل اسعار ترتفع يوما بعد يوم وامنية حيث البلطجة والسرقات والأغتيالات اليومية فالتأجيل له أيضا تأثيراته السلبية علي المواطن المنهك سياسيا واقتصاديا وتعليميا