هو الشاعر الذي يكتب أشعاره كلماتها باللغة العربية الفصحي والتي يعرفها ويتعامل معها كل من يتكلم العربية بصرف النظر عن اللغات واللهجات المحلية مثل العامية المصرية والعامية الشامية والعامية الخليجية وغيرها والشمال الافريقي( تونس والجزائر والمغرب) لغتهم العامية كلمات عربية ممزوجة بكلمات فرنسية ولكن يجمع العرب جميعا لغتهم العربية الفصحي وهي لغة القرآن الكريم. وكنا ونحن طلبة في المدارس منذ أكثر من ستين عاما نحفظ النصوص الشعرية لقدماء الشعراء أمثال المتنبي وأبو العلاء المعري وأحمد شوقي وحافظ ابراهيم ونتغني بأشعارهم وأجمل وأحلي أغاني وقصائد أم كلثوم هي التي يحفظها ويغنيها كل الشعب العربي وهي كلمات لشعراء مصريين وسودانيين وسعوديين وباكستانيين ولأنهم جميعا يتعاملون باللغة الجميلة عاشت أشعارهم وأغانيهم. وكثير من الأمراء العرب يهتمون بكتابة الشعر ويقيمون له الندوات والمهرجانات والمسابقات وأجهزة الإعلام إذاعة وتليفزيون وصحافة لا تهتم كثيرا لا بالشعر ولا الشعراء تذكرت أشياء كثيرة وأنا استمع للمطربة والملحنة جيهان مراد وهي تغني وتصور في الاوبرا المصرية قصائد شعرية بألحان شرقية صميمة من كلمات الشاعر العربي الكبير الدكتور محمد العمودي وكنت قد قرأت للشيخ العمودي بعض القصائد من ديوان اسمه( منتهي الحب) وقصيدة سكن الليل ولم أكن أعرف أنه تغني بأشعاره عدد كبير من الفنانين آمال ماهر وهاني شاكر وأصالة ومحمد عبده وكاظم الساهر وهذا النوع من الغناء العربي الفصيح يجب أن تسلط عليه الأضواء حتي تزيل وتغسل ما في نفوسنا من أغاني كلماتها هابطة وبالطبع ألحان أكثر من هابطة. والكلام العربي الفصيح له احترام وله الوقع والرنين الجميل الذي يجعل الملحن والمطرب أو المطربة يهتم ويجيد حتي يكون اللحن والغناء في نفس درجة وحلاوة اللغة وظهور شاعر يهتم الملحنون بتلحين كلماته هذا ثراء للغناء العربي وحفاظ علي لغتنا العربية الجميلة والشاعر الدكتور محمد محمد العمودي من الجزيرة العربية التي انجبت لنا شعراء غني لهم عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاح سلام وكثير من مطربي ومطربات المنطقة العربية وأغلب شعراء الفصحي ليس غرضهم عند تأليف القصيدة التربح من غنائها لا أمير الشعراء أحمد شوقي ولا حافظ ابراهيم ولا الهادي آدم ولا محمد اقبال ولا الأمير فيصل ولا الدكتور محمد العمودي ولكن حبهم واهتمامهم باللغة والحفاظ عليها. واتمني أن يظهر شعراء في مصر والبلاد العربية حتي تكون منافسة وإعلاء شأن الكلمة واللغة العربية وأن تكون هناك لغة وسطية تجمعنا جميعا وبإرتفاع درجة حرارة الكلمة ترتفع درجة حرارة التلحين ودرجة حرارة المطربين. ونخرج من مستنقع الحنطور والحمار والخرنج ونذهب إلي حديقة القصائد والأغاني الجميلة( أغدا ألقاك سكن الليل منتهي الحب الجندول الكرنك مجنون ليلي ولد الهدي رباعيات الخيام يامالكا قلبي وقف الخلق) وغيرها وهذا الشاعر الفصيح حرك بداخلي احساسا قويا وجميلا للاهتمام بالكلمة حتي ينصلح حال الغناء في كل الأمة العربية. والله ولي التوفيق