بينما يرفع الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء تقريرا مفصلا إلي الرئيس حسني مبارك حول نتائج قمة مجموعة الثماني الأكثر نموا في العالم الإسلامي, شهدت القمة التي استضافتها العاصمة النيجيرية أبوجا تجمعا للفرقاء أو بمعني أدق تجمعا للعلاقات الباردة فقد وجدنا الدكتور أحمدي نظيف رئيس مجلس الوزراء يجلس بجوار الرئيس الإيراني أحمد نجاد الذي كان حريصا علي التلويح بإشارة النصر لدي دخوله قاعة الاجتماعات برفقة نظيف وعبد الله جول رئيس تركيا ومعهما الرئيس النيجيري جوناثان. كما جمعت القمة ايضا بنجلاديش وباكستان وأندونيسيا وماليزيا وهي الدول التي فشلت في تغليب المصلحة العامة علي الخاصة مما أدي إلي الفشل الجماعي في التوصل إلي إنشاء منطقة تجارة حرة, الأمر الذي دفع القادة للإعراب عن أسفهم لعدم تحقيق الكثير من التقدم في هذا المجال. وقال نائب رئيس الوزراء الماليزي تان سري محيي الدين في هذا الشأن إن مجموعة الدول النامية الثماني لم تتمكن من تحقيق كامل أهدافها. كما كانت القمة فرصة للبعض للظهور العالمي والإقليمي, فها هو الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان الذي تولي السلطة في مايو بعد وفاة سلفه عمر يار أدوا, يستغل القمة لاستقطاب الاستثمارات لبلاده, التي رغم موارد نيجيريا الهائلة من النفط والغاز فإنها تفتقر إلي الكهرباء بسبب ضعف مصافيها بسبب الفساد الذي يعترف به القادة والساسة في نيجيريا علنا في محاولة لمحاربته. لغة المصالح وبعيدا عن لغة المصالح والعلاقات الباردة فإننا نحاول في هذا التقرير إلقاء الضوء علي آراء رؤساء الوفود الذين شاركوا في القمة واستطلاع آرائهم في نتائجها, حيث أكد رئيس الوفد المصري الدكتور أحمد نظيف أهمية قمة أبوجا والنتائج التي توصلت إليها من خلال الإعلان الختامي الذي حظي بموافقة ومباركة جميع الدول الأعضاء. ووصف نظيف القمة بالناجحة وأنها حققت عدة أهداف لمناقشتها قضايا حالية علي درجة كبيرة من الأهمية والحساسية وفي مقدمتها قضية الأمن الغذائي. وقال إنه كان هناك اتفاق في وجهات النظر تجاه هذه القضية وكذلك موضوع أمن الطاقة, مشيرا إلي أن الدول النامية لديها وجهة نظر تجاه ذلك ومن الضروري أن تبدي الدول الكبري اهتماما بهذه الموضوعات وألا تكون علي حساب الدول النامية, وهو ما تم الاتفاق عليه وتناوله الإعلان الختامي للمجموعة. وأوضح نظيف أن شعوب دول الثماني تعد سوقا كبيرة باعتبار أن التجمع في أساسه اقتصادي, وبالتالي فإن أي فرصة لتعزيز التجارة البنية أو الاستثمار بين هذه الدول يعد إضافة كبيرة لاقتصاديات دول المجموعة. وردا علي سؤال حول دور القطاع الخاص في جهود التنمية ومشاكل العمالة بين دول المجموعة اكد نظيف أهمية هذا الموضوع, مضيفا أن أي تشجيع للاستثمار لابد أن يتم من خلال القطاع الخاص, كما تم التنويه لذلك في كلمة الرئيس حسني مبارك التي وجهها للقمة, وضرورة الشراكة بين القطاعين العام والخاص, وأنها تعد فرصة لكل المستثمرين لاستغلالها لزيادة استثماراتهم في مصر, ونوه بالقانون الجديد الخاص بالشراكة بين القطاع العام والخاص, الذي أقره البرلمان المصري مؤخرا. وفي رده علي سؤال حول إنشاء صندوق للأمن الغذائي قال نظيف إن هذا الاقتراح تحت الدراسة حاليا, بحيث يتم تمويله من الدول الأعضاء, وسيتم بحثه بتفصيل أكثر خلال المرحلة القادمة. وبشأن الرؤية التي طرحها الرئيس مبارك في كلمته لتطوير عمل مجموعة الثماني النامية قال إنه تم التركيز بشكل كبير علي القضايا الرئيسية التي نتعاون فيها وأن الرئيس حدد مجموعة من القطاعات الجديدة التي يمكن التعاون فيها مثل تكنولوجيا الاتصالات والطاقة النظيفة والزراعة. تعزيز الاستثمارات وقال جودلاك جوناثان رئيس نيجيريا الذي تم تعيينها رئيسا للقمة في دورتها الثامنة إننا نسعي كدول للمجموعة بصفة عامة إلي تعزيز الاستثمارات والتعاون فيما بين الأعضاء الثماني, كما نهدف إلي في محاولة ناجحة إلي حد كبير لزيادة تحسين علاقات التعاون بين الدول الاعضاء. هدفنا هو زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الأعضاء إلي1.7 تريليون دولار في عام2012 وأبرز الرئيس النيجيري أهمية تطوير النقل البحري للوصول إلي الهدف. التمكين الاقتصادي وقال نائب رئيس الوزراء الماليزي تان سري محيي الدين إنه علي الرغم من أن دور الحكومة كمحفز والتمكين للنمو الاقتصادي لايزال محوريا, والدافع الأساسي لهذه العملية يجب أن يكون القطاع الخاص. وأضاف المسئول الماليزي الذي سلمت بلاده الرئاسة إلي نيجيريا ان علي الدول الاعضاء أن يدركوا أن هذه الحركة لم تتمكن من تحقيق أهدافها بشكل كامل, مشيرا إلي أن إحصاءات التجارة بين الدول الثماني قد تبدو إيجابية ولكن هذا النجاح قد يرجع أساسا إلي المبادرات القائمة في التجارة الثنائية بدلا من الاستفادة من التعاون والمبادرات التي تقوم بها المجموعة كمنظمة. وطالب محيي الدين بضرورة البحث في تعاون اقتصادي حقيقي بين الدول الأعضاء, ودعم الاستثمار والمشاريع الاقتصادية لتعزيز أهدافها الاقتصادية التعاونية, لافتا إلي أهمية العمل علي تفعيل المجالات الخمسة التي تم اعتمادها في قمة كوالامبور الأخيرة والتي تتمثل في المجالات ذات الأولوية التجارة, والزراعة والأمن الغذائي, والتعاون الصناعي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة, والنقل, والطاقة والمعادن. ويقدر حجم التجارة بين الدول الاعضاء في((D8 التي أنشئت في عام1997 في محاولة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول النامية الإسلامية ب68 مليار دولار في العام, أي نحو3% من التجارة العالمية. وقد تم التوقيع في أبوجا علي اتفاق التجارة التفضيلية( منطقة التجارة التفضيلية) لتسهيل وتحسين الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء. قمة بعيون تركيا ومن جانبه, وصف الرئيس التركي عبدالله جول نتائج القمة بالجيدة وقال إن الهدف الذي نسعي إلي تحقيقه كدول للثماني الإسلامية هو تحقيق الاكتفاء الذاتي لطعام شعوبنا وشعوب العالم الإسلامي دون الحاجة إلي غيرنا أو تتحكم قوي أخري في مصيرنا, كما أن الهدف الرئيسي هو إزالة العقبات أمام البضائع المتداولة داخل الكتلة وتشمل المنتجات النفطية من نيجيريا, والبتروكيماويات والزيوت الصالحة للأكل من ماليزيا, والسلع الاستهلاكية والسيارات والمواد الخام الاساسية مثل المطاط, مضيفا أن الهدف هو مضاعفة حجم التبادل التجاري في السنوات الخمس المقبلة, فيما طالبت وزيرة الاقتصاد بإندونيسيا بتعزيز التعاون الاقتصادي فيما بين البلدان الأعضاء من خلال تبادل الخبرات في مجالات الطاقة والنقل والسياحة والمصارف والمؤسسات المالية, وتطوير البنية التحتية وتنمية الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا, والعمال المهاجرين والتحويلات المالية, والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم, فضلا عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتعزيز مشاركة الدول الأعضاء في عملية صنع القرار علي الصعيد الدولي. إيران والهجوم علي أمريكا ومن جانبه, وكعادته حول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المهمة التي جاء من أجلها واستغل القمة ووسائل الإعلام العالمية ليشن هجوما علي الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها ديكتاتور عالمي. في جانب آخر من كلمته قال إنه وبلطف من الله سبحانه وتعالي وبهمة الشعوب التواقة للحقيقة, ومن بينها الشعب الإيراني والشعب النيجيري فإن الظلم الذي تعيشه الشعوب ومن بينها لاشعب الفلسطيني سينتهي وأن الصهاينة سيقعون في قبضة العدالة.