ما الذي يريده البرادعي من الاخوان وماالذي تريده الجماعة المحظورة منه؟ سؤال طرح علي اغلب المدونات التي يشرف عليها ويشارك بها شباب الجماعة, الذين انقسموا علي انفسهم بسبب التقارب المفاجيء الذي حدث بين البرادعي وبين قادة جماعتهم, فبعد ان أعلنت الجماعة عن تحفظها تجاه البرادعي بدعوي انه يحمل اجندة مختلفة عن اجندتهم شكلا وموضوعا, حدث تقارب مفاجيء بين المحظورة وبين الرجل الذي كان يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لسنوات. ورغم حرص الطرفين, البرادعي والاخوان, علي احاطة هذا التقارب بالسرية فقد تمكنت وسائل الاعلام من التقاط اللقاء الذي عقده البرادعي مع احد قادة الاخوان في لندن, وهو اللقاء الذي كشف عنه الزميل حمدي رزق, رئيس تحرير مجلة المصور, وفسره برغبة الجماعة في ان يكون البرادعي عراب تقديمهم للغرب ثم جاء لقاء البرادعي والكتاتني, رئيس الكتلة البرلمانية للاخوان, ليكشف عن استراتيجية جديدة في تعاطي كل منهما مع الاخر. فبينما خرج الكتاتني بتأكيدات فحواها ان البرادعي صرح بأحقية الجماعة في تكوين حزب سياسي, فان الاخير صرح لوكالات الانباء بأنه لن يكون وسيطا بين الجماعة والاخوان.شباب الاخوان الذين اربكتهم مواقف قياداتهم بين رفض البرادعي والقبول به اثاروا عددا من التساؤلات, كما طالبوا القيادات بأخد ضمانات اكبر من البرادعي, اذا ماكانت النية تتجه لمزيد من التعاون, وعلي خلفية مطالبهم بهذه الضمانات مافعله عبدالناصر بعد الثورة. اما اكثر التساؤلات إلحاحا علي شباب الاخوان فكان فحواها كيف تسمح الجماعة للبرادعي بالقفز علي تاريخها واستخدام نضالها لتنمية رصيده, علي حد قولهم, وماهي الضمانات التي سوف يمنحها البرادعي حتي لايتنكر فيما بعد لمن ساندوه, وما هو موقفه الاساسي من المادة الثانية من الدستور, والتي تردد انه قد صرح في احدي وسائل الاعلام بأنها مادة غير ضرورية بالمرة, فضلا عن الاتهام الذي اعرب عنه كثير من شباب الاخوان في كون البرادعي اداة للغرب, كل هذه التساؤلات والاتهامات انقسم حولها شباب الاخوان.بينما اكد محمد حسن, احد شباب الاخوان, ترحيبه بالبرادعي باعتبار ان اي حراك سياسي مفيد للجماعة, فعلي حد قوله فإن اخطر شيء علي مصر وعلي الاخوان وعلي اي مستقبل سياسي لهذا البلد هو حالة الركود والتجمد التي تعيشها مصر الان علي كل المستويات, فان اخوانيا اخر رفض ذكر اسمه يري ان هذا التقارب سوف يكون في مصلحة البرادعي وليس الجماعة, فعلي حد قوله فإن البرادعي فشل في جمع التوقيعات التي كان يأمل بها لتغيير الدستور, ومن ثم فإن الجماعة قد تساعده في هذا الشأن, في حين ان البرادعي نفسه لن يكون مفيدا للجماعة الان. وعليه يضيف انه من الضروري الحصول علي الضمانات اللازمة حتي لايغدر بهم البرادعي. وفيما اكد احمد زيدان علي ضرورة التمهل في العلاقة بالبرادعي, زيدان يؤكد ذلك علي خلفية اللقاء الذي حدث مؤخرا بين البرادعي وبين سكوبي سفيرة الولاياتالمتحدة في مصر في منزله. غير ان اللقاء بالمسئولين الغربيين ليس اكثر مايتحفظ شباب الاخوان بشأنه, فهذا مصري بيحب مصر, الذي يتساءل كيف يمكن التقارب بين الجماعة التي انتمي اليها لانها تدعو لاقامة دولة اسلامية وتطبق الشريعة الاسلامية, علي حد قوله, وبين الرجل العلماني الذي يرتكز برنامجه الانتخابي علي الغاء المادة الثانية من الدستور والتي تنص علي ان الدين الاسلامي احد مصادر التشريع. ومعه يتفق مجدي بدراوي الذي يقول البرادعي يطالب بإلغاء مادة الشريعة الاسلامية من الدستور, كما انه يطالب بحذف خانة الديانة من البطاقة الشخصية, وذلك يختلف اختلافا جذريا مع فكر جماعة الاخوان المسلمين التي ترفع شعار الاسلام هو الحل, وتطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية فكيف يكون هناك التقاء بين البرادعي والجماعة. هذا السؤال الاخير يجيب عنه الوليد الحذيفي محاولا ايجاد ارضية دينية لاستراتيجية الجماعة في تقاربها مع البرادعي حيث يقول التعايش مع الباطل قد يكون ضرورة اذا كان من باب اخف الضررين لتفويت اكبرهما وتفويت اصغر المصلحتين لتحصيل المصلحة الكبري, و الاسلام مبني علي تحصيل المصالح وتكثيرها وعلي درء المفاسد وتقليلها, وهو في رايه ما يعطي للجماعة الحق في التعامل مع البرادعي باعتباره اخف الضررين. فيما اعرب اخر رفض ذكر اسمه عن قبوله لهذا التقارب فعلي حد قوله فإن الجما عة طالها الهجوم حين رفضت مساندة دكتور ايمن نور بدعوي انها اضاعت علي نفسها فرصة ذهبية, فكيف تهاجم مرة اخري حين تقرر مساندة البرادعي حتي لاتفوت الفرصة الذهبية مرتين, علي حد زعمه. فيما اكد وجدي ابراهيم ان الاخوان لن يساندوا البرادعي رئيسا للدولة وانما سوف يساندونه فقط لتغيير الدستور, وهو مايعد مطلبا شعبيا علي حد قوله. فيما تحفظ محمود صلاح علي الموضوع برمته نافيا وجود انقسام من اي نوع داخل صفوف شباب الاخوان, ويقول محمود اصبحت مقولة شباب الاخوان نغمة شاذة, وعلي مثيري الفتن اختيار نغمة اخري غير هذه النغمة, لانه بفضل الله99.99% من شباب الاخوان متفقون مع رؤية شيوخ الاخوان, اما النسبة الباقية من شباب الاخوان وان كانوا مختلفين مع شيوخهم فإنهم بفضل الله متأدبون بآداب الاخوان في الاختلاف والشوري علي حد قوله. هذه التساؤلات لم تتداول فحسب داخل مساحات شباب الاخوان ومنتدياتهم. الدكتور عصام العريان عضو مكتب الارشاد بالجماعة المحظورة اكد ان اسئلة كثيرة تصلهم في مكتب الارشاد, وانه وقيادات الجماعة يجيبون عنها دائما بأن بين الجماعة والبرادعي نقاط اتفاق ونقاط خلاف, وان نقاط الاختلاف لاتعني عدم التعاون معه وتفويت الفرصة في تحقيق نقاط الاتفاق, وعن التخوف من تكرار سيناريو عبدالناصر مع الجماعة قال العريان ان البرادعي يختلف عن عبدالناصر في كونه مدنيا بينما كان الاخير عسكريا, مؤكدا ان التخوفات من البرادعي مبالغ فيها, حيث ان الجماعة تنظر للرجل باعتباره داعيا للاصلاح فحسب.