أصبحت عودة مشروع الخريجين مرة أخري وتسليم أراض للشباب بدلا من الوظيفة حلما يراود الشباب من أبناء محافظة كفرالشيخ وخاصة أن هناك مساحات واسعة من الأراضي البور لا تجد من يستصلحها رغم وجود عشرات الآلاف من الشباب العاطل الحاصل علي مؤهلات عليا ومتوسطة يمكنهم استصلاح هذه الأراضي بأنفسهم إذا أتيحت لهم الفرصة لذلك وكان المشروع قد توقف منذ مدة عقب الانتهاء من تسليم خمس دفعات من أبناء المحافظة ضمن المشروع الذي كان يتم التقدم له من قبل الخريجين من دفعات سنوية معينة ويتم عمل اختبارات في الأمور الزراعية بمعرفة المتخصصين ثم بعد ذلك يتم إجراء قرعة علنية لتحديد الشباب الحاصلين علي أراض وحصلت الدفعة الخامسة والأخيرة علي دورة تدريبية في ادارة نظم الري بمنطقة النوبارية الرئيسية للمشروع القومي لشباب الخريجين وهو ماجعل المشروع كله فوائد حيث فتحت آلاف الأسر( بيوتها) عقب المشروع وحققت اكتفاء ذاتيا بعد الحصول علي الخمسة أفدنة التي لم يستفد منها الخريج وأسرته بالكامل ثم بعد ذلك أسرته الصغيرة إذا استثنينا من ذلك الدفعة الخامسة التي تسلمت أراضيها بعد بلوغ الخريجين أكثر من45 عاما لكن المشروع توقف منذ سنوات طويلة حتي جاء المستشار محمد نبيل بديني محافظ كفرالشيخ الأسبق وتم في عهده في عام2003 استصلاح8 آلاف فدان مطوبس وكان المحافظ الأسبق ينوي تسليمها للخريجين بنفس الشروط السابقة التي تسلمت من خلالها الدفعات الخمسة إلا أنه رحل وجاء المحافظ السابق اللواء صلاح سلامة الذي قام بإلغاء المشروع.. عندما جاء المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفرالشيخ الحالي الذي يسير علي نفس المنوال ويرفض فكرة استصلاح أراضي للزراعة ويفكر فقط في المشروعات السمكية لكن الغريب أنه لا يسلم الأراضي لشباب الخريجين حيث قام بإنشاء1800 فدان مزارع سمكية ببرج البرلس ويقوم بتسليمها للصيادين بحق انتفاع كما يقوم حاليا بالإعداد لإنشاء10 آلاف فدان علي الطريق الدولي الساحلي بمطوبس مزارع سمكية أسماها مشروع المستثمر الصغير والغريب أن الوحدات المحلية للمراكز والمدن أعلنت في بداية الأمر عن التقديم علي أراض للخريجين وبعد أن فرح شباب المحافظة وهرولوا حاملين الأوراق التي تثبت حصولهم علي مؤهلات بالإضافة إلي مسوغات التعيين الأخري مثل شهادات الخدمات العسكرية وغيرها وبعد أن قاموا بالتقديم بالفعل منذ عدة أشهر وتم قبول أوراقهم فوجئوا بعد أسابيع بخبر نزل علي الجميع كالصاعقة وهي أن الأراضي التي تم التقديم عليها من حق أي مواطن خريج أو مزارع أو صياد أو غيره الحصول عليها بشرط أن يدفع المبالغ المالية المطلوبة التي تعتبر تعجيزية بالنسبة لشباب حديثي التخرج. ويقول أحمد فؤاد عجور بكالوريوس طب بيطري: بعد الانتهاء من دراستي عام2006 كنت أتمني الحصول علي قطعة أرض ضمن مشروع الخريجين إلا أنني علمت بإيقاف المشروع منذ مدة رغم وجود مساحات كبيرة في المحافظة لا تجد من يستصلح وهناك آلاف الشباب يستطيعون استصلاح هذه الأراضي بأنفسهم دون الحاجة لاستصلاحها علي نفقة الدولة خاصة أن معظم الأراضي في كفر الشيخ لا يوجد بها صخور أو مواد صلبة ومن الممكن استصلاحها بسهولة إذا تم منحها للشباب طبقا للشروط التي كان معمولا بها من قبل أو طبقا لأي شروط جديدة يراها المسئولون بعيدا عن دفع مبالغ مالية لا يقدر عليها الشباب. ويضيف أحمد حسن محمد بكالوريوس تجارة قائلا: كنت أحلم بقطعة أرض من مشروع شباب الخريجين واثناء الإعلان عن شروط التقديم علي أراضي عام2003 في عهد المحافظ الأسبق نبيل بديني كنت في المرحلة الثانوية وكنت آمل أن يستمر المشروع بعد ذلك لأحصل علي قطعة أرض خاصة أنه لم يعد هناك وظائف حكومية وكانت رغبتي الشديدة في الحصول علي قطعة أرض أزرعها من السفر للخارج او المعاناة مع البطالة إلا أن كل شيء تبدد بعد ذلك ورحل المحافظ وتوقف المشروع الي أن علمنا منذ أشهر قليلة بقيام المحافظة باستصلاح عشرة آلاف فدان بمنطقة مطوبس علي الطريق الدولي لانشاء مزارع سمكية يتم توزيعها علي شباب الخريجين بواقع4 أفدنة لكل خريج وذهبنا الي الوحدة المحلية التابعين لها وقمنا بتقديم أوراقنا وفحصها المسئولون وأعطونا ما يثبت أننا قمنا بالتقديم علي الأرض وفوجئنا بعد أسابيع قليلة بأخبار تؤكد أن الأرض سيتم تسليمها لمن يدفع أكثر ثم أخيرا فوجئنا بان المطلوب أن يدفع كل خريج40 ألف جنيه عن القطعة بالاضافة الي ثلاثة آلاف جنيه تقريبا كل عام عن الفدان ولانعرف من أين يستطيع الخريج الحصول علي هذه المبالغ لدفعها.. وكانت المفاجأة أنني وزملائي علمنا أنه من حق أي مواطن حتي لو كان عاطلا الحصول علي الأرض بشرط دفع المبالغ المطلوبة. ويقول حازم سلوم غيط دبلوم زراعة: إنني لم اترك أي فرصة للتقديم علي أراض إلا وحاولت للاستفادة منها إلا أنني دائما لا أفوز بالقرعة حتي جاء الاعلان عن العشرة آلاف فدان الأخيرة وتمت بتجهيز اوراقي وتقديمها في الوحدة المحليه إلا أنني علمت بعد ذلك بأن الأراضي ليست للخريجين رغم أن مشروع توزيع الأراضي علي الخريجين نجح في كفر الشيخ نجاحا منقطع النظير لدرجة ان شباب المحافظة كانوا يشعرون بالتفاؤل الشديد عقب التخرج خاصة أن المحافظة زراعية ولن يعاني اي خريج من زراعة الأرض او تأجير عمال وبعد أن استند الجميع للتقديم علي أراض في الدفعة السادسة في عام2003 جاء المحافظ السابق بقرار إنشاء مزارع سمكية وتسليمها للخريجين ولكن الغريب هو الموقف الأخير للمهندس احمد زكي عابدين بمحافظ كفر الشيخ الذي أعلن عن اقامة العشرة آلاف فدان لتسليمها للشباب مزارع سمكية ثم فوجئنا بعد تقديم الطلبات في الوحدات المحلية بالشروط القاسية التي أشرف علي وضعها المحافظ ودفع40 ألف جنيه بالاضافة الي ألفي جنيه عن كل فدان كل عام فمن أين يأتي الشباب بهذه المبالغ وبالتالي فان هذه الأراضي سيحصل عليها القادرون والأغنياء بينما الشباب الفقير لن يحصل علي شيء وأطالب المحافظ باعادة النظر في مساحة ال10 آلاف فدان وتسليمها لشباب الخريجين مثلما كان يحدث من قبل خاصة أن آلاف الشباب كانوا قد تقدموا بأوراقهم علي أنها أراض للخريجين ثم قام المحافظ بعد ذلك ببيعها للمستثمرين فلماذا تم الاعلان علي أنها أراض لشباب الخريجين في البداية؟!! المهندس احمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ أكد ان مساحة العشرة آلاف فدان خاصة بمشروع المستثمر الصغير وليس لها علاقة بشباب الخريجين وقال بالحرف الواحد: لم اتحدث عن شباب الخريجين ولم أقل لمسئولي الوحدات المحلية أن الأراضي سيتم تسليمها لشباب الخريجين انما الشباب هم الذين اندفعوا للتقديم علي الأراضي عندما علموا بفتح باب التقديم مشيرا الي أن الشروط ليست قاسية( علي حد قوله) وأن الأرض ليست للبيع ولكن حق انتفاع ومن يريدها سواء كان خريجا او غيره عليه ان يدفع40 ألف جنيه في البداية عن4 افدنة ثم تكون هناك فترة سماح لمدة عام بعدها يتم دفع مبلغ ألفي جنيه(2000 جنيه) عن كل فدان لمدة20 عاما وهي مدة الانتفاع.. اضاف المحافظ كما ان الأولوية في التسليم ستكون للمجاورين للمنطقة وليس لأي أحد انتهي كلام المحافظ والسؤال الذي يطرح نفسه.. هو كيف يستطيع شاب حديث التخرج ان يدفع40 ألف جنيه ثم ثمانية آلاف جنيه كل عام عن4 فدانين ليصبح اجمالي ما يدفعه الشاب خلال20 عاما مائة الف جنيه وبحسبة بسيطة فان ايجار الفدان في العام الواحد يقترب من الثلاثة آلاف جنيه وهو الايجار الساري حاليا بالنسبة لفدان الأراض الزراعية بالمحافظة وهي الأراضي الجيدة التي تحقق اعلي انتاج بشرط الابتعاد عن الزراعات التقليدية التي يتم تسليمها للحكومة بشق الأنفس فلماذا يلجأ الشباب للمحافظ وينتظرون القرعة وفي النهاية يكون الايجار واحدا وفي نفس الوقت هم يفهمون أكثر في الزراعة عن تربية الاسماك؟!!