هل تعتبر السير الذاتية نوعا من الأدب..؟ بهذا السؤال بدأ الكاتب والمؤلف علاء الأسواني حديثه في الندوة التي أقامها بصالونه الخاص لمناقشة كتاب حليم وأنا الذي كتبه الدكتور هشام عيسي الطبيب الخاص بالراحل عبد الحليم حافظ واستكمل الأسواني حديثه فقال البعض يري أن العمل الأدبي يعتمد علي الخيال.... والسيرة الذاتية نقل للواقع ولكن تغيرت وجهة النظر هذه لأنهم اكتشفوا أنه يمكن أن نصل إلي هذا الأدب بالتركيب والاكتشاف... أو أن تحكي ما حدث لك وإن وصلت إلي العمق يكون هذا نوعا من الأدب ودلل الأسواني علي كلامه هذا بالكاتب هنري ميلر الذي ظل خمسة عشر عاما يحاول أن يكتب الروايات ففشل.. فقرر أن يكتب حياته كما هي بدون إضافات فخرجت اعمالا ادبية كبيرة جدا.. وكذلك شارلي شابلن الذي استطاع من خلال سيرته الذاتية التي حكي فيها قصة كفاحه وفقره الشديد بشكل مأساوي جعله يخلق عملا ادبيا عظيما ويؤكد أن العمل الأدبي ليس له شكل معين وعن كتاب حليم وأنا قال الأسواني استطاع الدكتور هشام عيسي استخدام ادوات الأدب ليعرفنا من هو حليم.. ولقد استطاع أن يقترب وبدقة من أشياء عديدة تخصه سواء قالها أو اقترب منها أو حتي اعطي للقاريء مجالا ليفكر فيها واضاف الأسواني موضحا النجومية فقال اري أن النجوم جميعهم يتشابهون في بعض الصفات منها الحياة المرتبكة وغير المستقرة وأحيانا تضمر حياتهم بسبب الشك الدائم في علاقاتهم الإنسانية لاعتقادهم بأن من يتقربون منهم يفعل ذلك لشهرتهم أو لمصلحة ما ولهذا فالنجم شخص غير قابل للصداقة.. أما حليم فقد أثر علي تكوينه وقدراته الشقاء والبؤس الذي عايشهما فمن ناحية الصوت هناك من يتخطي حليم صوتيا ولكن قوته تكمن في احساسه وقدرته علي إدارة موهبته.. فالموهبة برأيي شيء وفن إدارة الموهبة شيء أخر فحليم جعل الفن في مقدمة أولوياته واهتماماته ولهذا وصل للقمة كما فعل عبدالوهاب وأم كلثوم.. لقد استخدم عبدالحليم قدرات الأخرين من عمالقة الفكر والأدب والفن وأخذ منهم الخلاصة لصالح فنه مثلما فعلت أم كلثوم حينما جمعت حولها كبار الملحنين والشعراء لصالح فنها.. وهناك شيء آخر فعله حليم بذكاء عندما غني ومثل لمن يشبهونه من الجماهير العريضة لأنه كان يعلم جيدا أن الجمهور لن يلتف حوله إلا إذا اقترب هو منهم وعبر عنهم.. حليم لم يكن مغنيا فقط وانما كان مؤسسة تركت علامة فارقة فهو حقا صاحب مشوار يثير الاعجاب ثم التقط الحديث عن الكتاب الدكتور هشام عيسي الطبيب الخاص للعندليب فقال.. عندما بدأت كتابة حليم وأنا تملكتني حيرة شديدة خاصة أن هناك احداث كثيرة مرت علي حليم وكنت أنا شاهدا عليها لأنني كنت أحد افراد المؤسسة التي كونها حليم واعرف الكثير من الحكايات التي مرت به ولكن اعلم جيدا أن هناك من الأحداث ما يمكن كتابته وهناك أحداث لا تحكي إلا في مجالس خاصة كعلاقته بأسرته مثلا.. وأضاف عيسي أن كل ما كتب عن حليم سواء كان رواية أو قصة أو فيلما أو مسلسلا لا يمت لحليم بصلة إلا القليل وفيلم حليم تحديدا لا يوجد به ظل من الحقيقة لأن كثيرين ممن كتبوا عن حليم كتبوا من خيالهم ومن دون الرجوع إلي من عاشوا معه ليعرفوا الحقيقة ونسبوا مواقف وحوارات تجمعهم بحليم بعيدة تماما عن الحقيقة.. واستكمل الطبيب لقد عاش حليم حياة شديدة الارهاق بسبب مرضه وقد كنت ألازمه ليل نهار وفي كل مكان خاصة بعد أن أشتد عليه المرض بسبب نقل دم ملوث بفيروس بي تسبب في ظهور اعراض التهاب كبدي وبائي عليه فأصبحت احمل معي شنطة اسعاف محمولة بها كل الأدوية اللازمة وزجاجات دم تحسبا لأي موقف مفاجيء وقد اجريت له عمليات نقل دم في كل مكان.. بمنزله وعقب حفلات الغناء وبالمصيف وبمستشفيات بالمغرب ولندن وباريس وقد واجه حليم كل هذا بشجاعة وبسالة متخطيا وبقوة حاجز الخوف واليأس. وعن قصة الزواج الذي ربط بين العندليب وسعاد قال عيسي سعاد حسني كانت الحب الحقيقي في حياة حليم وكل إمرأة احبها وكل قصة حب عاشها بعد ذلك كان يبحث من خلالها عن سعاد أخري فقد كان مقدما علي الزواج من السندريلا بشكل جدي ولكن هي التي رفضت هذا الزواج رغم أنهاكانت تحبه وبصدق ولكنها قالت لو تزوجت حليم كان علي أن أعيش في جناح الزقازيق واحل محل ابن خالته وزوجته لأتحول لربه منزل وبنهاية الندوة قال الطبيب الخاص بالعندليب لقد عاش حليم داخل مثلث اضلاعه الحب والمرض والغناء ولكنه استطاع أن يترك لنا رصيدا كبيرا من الفن يعيش علليه كل محبيه.