شهدت فعاليات اليوم الثالث والأخير لمؤتمر مبادرات في التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون بين أمريكا والدول الإسلامية, الذي نظمته مكتبة الإسكندرية في الفترة من16 إلي18 يونيو, جلسة خاصة تحدث فيها الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية, والدكتور ويليام فيندلي الأمين العام للمؤتمر العالمي حول الأديان من أجل السلام, وقدمها الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية. وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين: إن الدكتور علي جمعة والدكتور ويليام فيندلي قد أسهما من خلال أعمالهما في العديد من المناقشات التي توضح طبيعة الدين الإسلامي, وتدعم الحوار بين الأديان, مشيرا إلي أنهم يعتبران من أبرز قادة العالم الذين نشروا مفهوم الحوار بين الأديان, وهو ما يأتي ليدعم هدف المؤتمر في تعزيز الحوار والتعاون بين الدول الإسلامية والولاياتالمتحدةالأمريكية في العديد من المجالات.وفي كلمته قال الدكتور علي جمعة: إن المؤتمر يعد خطوة بناءة في طريق تدعيم ثقافة التسامح, وإيجاد اقتراحات جديدة وعملية للتعاون بين الدول الإسلامية والولاياتالمتحدة بعد مرور عام من إلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلمته للعالم الإسلامي من القاهرة, وأكد أهمية أن نستدعي الروح الجديدة لخطاب أوباما الذي دعا إلي بناء علاقة جديدة بين الطرفين قائمة علي المصلحة المشتركة, والاحترام المتبادل بحيث لا يكون هناك تعارض أو تنافس, بل قواسم واهتمامات مشتركة كالعدالة, والتقدم, والتسامح, والكرم, وشدد علي أهمية ترجمة تلك الاهتمامات في شكل برامج عالمية تنقلنا من مفهوم الحوار إلي مفهوم المشاركة. وأكد جمعة أن تحقيق السلام الشامل والعادل في فلسطين سيكون له أبلغ الأثر في تحسين العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الإسلامية, وتحقيق السلام بين الأديان, وهذا السلام يعد ضمان نجاح أي مبادرة لتحقيق التقارب, والأساس الذي يجب أن نبدأ به عهدا جديدا من التعاون, مشيرا إلي أن مسئولية تحقيق التعاون تقع علي الجانبين, وهي الطريقة الوحيدة لبناء عالم أكثر إشراقا وازدهارا, فبالتعاون والاحترام لا يستحيل شيء علي الإنسانية, وتحدث عن أهمية الحوار لإزالة التوتر بين الجانبين, وتعزيز التصالح, وتدعيم الأصوات المعتدلة علي طاولات الحوار بين الأطراف المتعددة من أجل الصراعات, وهي الغاية التي يلتزم بها العالم الإسلامي. وقدم المفتي للحضور مجموعة من الحقائق التي تحدد معالم جديدة في طريق المشاركة بين الإسلام ودول الغرب, ومنها أن الإسلام دين يدعو إلي التسامح والرحمة, فالرحمة هي أساس الدين, وهو ما يبينه حديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء, وهو أول ما يتعلمه طلبة العلم. وأضاف أن الإسلام يحث المسلم علي التعاون والانخراط في تنمية المجتمع, وبناء الحضارة, وتعمير الأرض, والعبادة, وهو ما يبينه قول الله تعالي: وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان. وأوضح مفتي الديار المصرية أن الإسلام قد تقبل تعددية الحضارات عبر التاريخ, ولم يصطدم بأي ثقافة أو حضارة, واستوعب حضارات متعددة منها الفارسية والهندية والصينية وغيرها, وهي حقيقة تاريخية واقعية يؤكدها التاريخ والمصادر الإسلامية. وأضاف أن الإسلام يتعاون مع كل الحضارات التي تسهم في بناء المجتمعات, وينشئ مشاركات مع الجهات التي تستهدف تطوير الحياة الإسلامية, وهو تعاون يستلزم الوسطية الإسلامية واعتمادها كمرجع للتفاهم. وتحدث جمعة عن أهمية دور المرأة في الإسلام, مبينا أن أول من أسلم كان امرأة وهي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها, مؤكدا أن مكانة المرأة في الإسلام عبر العصور لم تتغير, فقد حكمت وتولت القضاء, وباشرت الحسبة, وشاركت بالرأي, ويشهد بذلك التاريخ الإسلامي وتؤكده الفتاوي الصادرة عن دار الإفتاء المصرية, وتطرق أيضا إلي قضية المرجعية العالمية للمسلمين, وأكد أن منظمة المؤتمر الإسلامي تلعب دورا رائدا في هذا المجال بدعم من مؤسسات عالمية أهمها جامعة الأزهر. وأكد أن العالم في أمس الحاجة للحوار الآن في ضوء المشكلات العالمية التي يواجهها العالم الآن, مشيرا إلي أن هذا الحوار ينطلق من الاعترافات بالهويات والحقائق واحترام خصوصيات الآخرين, علي أن يقوم الحوار علي التعددية الدينية, والتنوع الثقافي.