تحت عنوان "الصفقة النووية تشعل الحرب الباردة بين السنة والشيعة" نشرت صحيفة "ميدل ايست مونيتور" البريطانية تقريرا أشارت فيه إلي أن الصفقة التي عقدت بين طهران والدول الكبري في جنيف والتي تنص علي وقف طهران لتخصيب اليورانيوم زادت حالة التوتر بين طهران والسعودية بشكل كبير والتي حذر منه المحللون، وأكدوا أن الأمر قد يتطور إلي نشوب حرب باردة جديدة في الشرق الأوسط لا تقل خطورة عن تلك التي شهدها العالم بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي وذلك برغم حرص دول الخليج العربي علي عدم التورط في أي صراع مباشر مع طهران. وقالت الصحيفة إن دول الخليج تسعي دائما إلي تجنب الدخول في صدام مع طهران إلا أن الصراع الدائر بين السعودية ذات الأغلبية السنية وإيران ذات الأغلبية الشيعية يدور حول السلطة والمال حيث إن البلدين يعتبران من عمالقة البترول في المنطقة. كما أن طهران تسعي إلي السيطرة علي مضيق هرمز وهو الممر المائي الضيق الذي يمر عن طريقه أكثر من 20% من البترول العالمي و40% من البترول المنقول بحريا، كما أنها تسعي إلي بسط سيطرتها علي منطقة الخليج العربي ذات الأغلبية السنية وهو ما ينذر بحرب طائفية بين سنة وشيعة المنطقة خاصة وأن أعداد الشيعة في تلك المنطقة العربية لا يتعدى 10% من اجمالي عدد السكان. وأكد المحللون أن الاختلافات الثقافية والأيدلوجية والدينية تلعب دورا كبيرا في التوتر السائد بين البلدين، كما أن زيادة النفوذ الاقليمي لإيران يمثل تهديدا كبيرا للسعودية والخليج العربي بأكمله وبدأ هذا الصراع الخفي بين البلدين منذ اندلاع الثورة الإسلامية في طهران عام 1979 وجاءت الثورة بالخميني الي الحكم فخشيت السعودية وقتها من تصدير تلك الثورة الي بلدان الخليج لذا عندما هاجم العراقإيران في عام 1980 دعمت السعودية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وشجعته علي خوض تلك الحرب ومنذ ذلك الحين أصبح صدام الحصن المنيع ضد التوسع الإيراني في المنطقة حتى جاء الغزو الأمريكي للعراق وأطاح به عام 2003، وتم استبدال نظامه بحكومة تهيمن عليها احزاب سياسية شيعية صديقة لطهران التي سرعان ما تحولت الي كابوس يخيف دول الخليج وأبرزها الأردن التي حذر حاكمها الملك عبدالله الثاني من بزوغ نجم الهلال الشيعي في الشرق الأوسط بشكل مخيف. وتخشي دول الخليج الدور الخبيث الذي تلعبه طهران في المنطقة اذ أنها تشجع الأقليات الشيعة فيها علي اثارة الفوضى في بلدانهم للإطاحة بالحكام والملوك وهو ما رأيناه في البحرين والكويت والسعودية خلال العامين الماضيين. وأضافوا أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية بين سنة وشيعة العراق في 2006 و2007 زاد التنافس الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط وباتت إيران تبسط سيطرتها علي شيعة لبنانوالعراق وهو ما اثار مخاوف السعودية التي تعتبر نفسها حامي حمي الخليج العربي ومصدر الأمن والآمان له وإذ أعربت عن مخاوفها من تسييس طهران لقضية الهوية الدينية. ومن جانبها قالت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية إن الرئيس حسن روحاني يسعى الي طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة مع دول الخليج العربي، مؤكدا رغبته في القيام بجولات في دول الخليج من شأنها أن تعيد الاستقرار الاقليمي للمنطقة، وبالفعل وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلي الدوحة بعد زيارته للكويت وعمان لعقد اجتماعات مع كبار المسئولين يؤكد فيها أن الاتفاق لن يضر بمصالحهم في المنطقة. رابط دائم :