في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لخوض السباق الرئاسي المقرر في أغسطس2014, أكد المحللون أن آمال أردوغان تتبدد قبيل إجراء الانتخابات خاصة بعد أن خسر كثيرا من مؤيديه خلال الفترة الماضية لقمعه المظاهرات المعارضة لحكمه ولسياسته الخارجية التي لطخت سمعة بلاده وشوهت صورتها أمام دول المنطقة. وأشاروا إلي أن أردوغان رئيس الحكومة الإسلامي المحافظ استطاع أن يهيمن علي الساحة السياسية في تركيا لمدة تزيد علي10 سنوات استطاع خلالها أن ينقل تركيا من دولة فقيرة اقتصادها متهالك إلي دولة تمتلك مفاتيح الاقتصاد في المنطقة وهو ما أعاد لتركيا هيبتها في المنطقة إلا أن حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان قرر أن يعيد أمجاد الماضي بمحاولة إحياء ما يسمي بالخلافة العثمانية في ثوبها الجديد, وهو ما دفع تركيا للعب دور المشاكس في المنطقة. وقال موقع جلوبال ريسيرش الكندي إن أردوغان قبل تولي منصبه اختلف كثيرا عن أردوغان اليوم فبعد أن عرفت بالديمقراطية إذ دائما ما كان يستمع لآراء الآخرين بات يتخذ قرارات فردية وسرعان ما تحول إلي ديكتاتور متسلط صاحب سياسات ارتجالية وهو الأمر الذي دفعه لاستخدام أساليب القمع والعنف مع المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للمطالبة بتغيير الحكومة في احتجاجات هزت البلاد, وهو الأمر الذي انتهي بتدهور شعبيته ووصولها إلي الحضيض. وأكد المحللون أن شخصية أردوغان المتسلطة التي استطاع من خلالها أن يحكم قبضة الجيش التركي برزت بشكل أكبر في مشاكسته لجيرانه من الدول مثل سوريا التي تعكرت علاقتها بتركيا بعد دعم أردوغان لقوات المعارضة وتسهيل دخولهم إلي الأراضي السورية, وهو ما يزيد من حدة القتال هناك, كما أكد دعمه مرارا وتكرارا للرئس المعزول محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان مهاجما الجيش المصري الذي حافظ علي الثورة المصرية زاعما أنه قام بانقلاب عسكري للسيطرة علي الحكم, علما بأن الحاكم الفعلي لمصر هو رئيس المحكمة الدستورية الرئيس عدلي منصور, وهو الأمر الذي يفضح أجندة أردوغان الخبيثة في المنطقة, ويؤكد دوره الكبير في عملية إحياء الأميراطورية العثمانية تحت غطاء ما يسمي بأسلمة الدولة. ولم يكن حلم الامبراطورية العثمانية لأردوغان وحده بل أعلنها صراحة وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو الذي أكد أن هدف السياسة التركية أن تنضم منطقة البلقان والقوقاز والشرق الأوسط مع تركيا ليتم احياء الامبراطورية, لذا فليس من الغريب أن تدعم تركيا الجماعات الإسلامية والمتشددة في سوريا ولا الإخوان في مصر لأنها تري في ذلك تحقيق لأجندتها الخفية في المنطقة كما أن دعمها للإخوان ليس دفاعا عن الحريات والإسلام كما تدعي بل من أجل طموحات النزعة العثمانية الجديدة, والدليل علي ذلك أن أنقرة انحازت للجماعة التي تسعي إلي تخريب مصر ونشر الفتن والفوضي فيها لأن اقصاءهم من الحياة السياسية في مصر يهدد المشروع التركي, غير مباليين بتخفيض النظام في مصر لتمثيله الدبلوماسي مع بلادهم أو طرد سفيرها من القاهرة. وأكد المحللون أنه علي الرغم من أن استطلاعات الرأي تؤكد فور المعسكر الإسلامي إلا أن احتمالات فوز أردوغان باتت مستحيلة في ظل مشاعر الاستياء التي تتزايد يوميا داخل وخارج تركيا بعد أن بات مصدر تهديد للديمقراطية والحريات ولتقسيمه المجتمع التركي. رابط دائم :