افتتحت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية امس' الاثنين' مركز الترميم ومحطتي الطاقة الكهربائية وإطفاء الحريق بمشروع المتحف المصري الكبير, اللذين يمثلان المرحلتين الأولي والثانية من مراحل المشروع الثلاث حيث تم الانتهاء منهما تماما. وتفقدت قرينة السيد رئيس الجمهورية عقب الافتتاح معامل مركز الترميم المختلفة وضمت9 معامل يتم فيها ترميم مختلف أنواع الآثار وإعادتها لشكلها الطبيعي. وفي معمل الخزف والزجاج والمعادن, شاهدت سوزان مبارك الخطوات التي يتم اتباعها لترميم الاواني والتماثيل المصنوعة من المواد غير العضوية, وشاهدت عرضا علي الكمبيوتر عن الآثار قبل وبعد عملية الترميم التي يشرف علي كل منها اخصائي ترميم آثار يتولي بنفسه وضع خطة الترميم للأثر الذي يقوم بترميمه ومراحله التي تشمل التنظيف الميكانيكي تعقبه عملية التنظيف الكيميائي ثم عملية استكمال الأثر وتقويته. كما تعرفت سوزان مبارك- أثناء تفقدها معمل الأخشاب- علي كيفية ترميم القطع الأثرية المصنوعة من الأخشاب مثل التوابيت والتماثيل بأنواعها والأثاث الجنائزي والنماذج الخشبية والمراكب والأدوات والنواويس الخشبية دواليب حفظ الآلهة. واستمعت من المرممين طرق علاج وصيانة وترميم القطع الأثرية المصنوعة من الخشب سواء المزخرف أو غير المزخرف. وشاهدت السيدة سوزان مبارك عملية التوثيق العملي المتكامل للقطع الأثرية التي تتم صيانتها باستخدام برامج الكمبيوتر الحديثة, ثم توجهت إلي معمل الأحجار وفيه تخضع القطع الأثرية الحجرية الكبيرة لعملية الترميم. وأجرت حوارا مع اخصائيي الترميم بالمعمل عن الفكرة العامة في عملية ترميم هذه القطع وكيفية تجميعها, حيث أكدوا ان ترميمهم لهذه الآثار يخلق نوعا من العلاقة والكيمياء بينهم وبين الأثر ذاته مما يجعل الأثر يفصح عن النوع الذي يحتاجه من الترميم. وفي المخزن العام للآثار مرت سيادتها علي القطع الأثرية المحفوظة بالمخزن والتي يبلغ عددها نحو3 آلاف قطعة خضعت جميعها لعملية صيانة أولية. كما تفقدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية معمل الميكروسكوب الاليكتروني النافذ والذي يضم نوعا متميزا من الميكروسكوبات الفائقة الدقة في تحليل العينات وتطويرها عن طريق نفاذ الضوء خلال ذراتها لمعرفة تركيبها الداخلي. وفي معمل الميكروبيولوجي, استمعت قرينة الرئيس إلي المهمة التي يتولاها هذا المعمل والمتمثلة في قيام العاملين به علي تحديد أنواع الكائنات الحية المسببة لتلف الأثر مما يسهل تحضير المواد الكيميائية اللازمة لوقف نمو هذه الكائنات. وعقب ذلك شاهدت السيدة سوزان مبارك خلال تفقدها لمعمل الميكروسكوب الالكتروني الماسح وسائل تجهيز العينات والمكونات الكيميائية قبل إرسالها لمعمل الميكروبيولوجي. وفي معمل المومياوات' البقايا الآدمية', استمعت إلي آليات ترميم المومياوات من الطيور خاصة طيور أبو منجل' الإله حورس' والذي يعد أحد معبودات الفراعنة, ثم زارت السيدة سوزان مبارك معمل المنسوجات والجلود وشاهدت طرق ترميمها. وكان الاحتفال بافتتاح المرحلتين الاولي والثانية من مشروع المتحف المصري الكبير قد بدأ بكلمة من وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلي للآثار فاروق حسني, وصف خلالها المشروع بأنه أكبر مشروع ثقافي في العالم وان الجميع في مصر وخارجها يترقبون افتتاحه منذ وضع الرئيس مبارك حجر الأساس لإنشائه في فبراير عام2002. وأشار وزير الثقافة إلي أن الرئيس مبارك حريص دائما علي الحفاظ علي تراث مصر وثقافتها, حيث قام باختيار موقع المتحف الذي تري جميع جوانبه أهرامات الجيزة من خلفها, مما يعكس بانوراما مصرية تبهر زوار المتحف والسائحين من جميع الأعمار والجنسيات. وأشاد فاروق حسني وزير الثقافة باهتمام السيدة سوزان مبارك بالمشروع ودعمها له في كل مراحله لمايعبر عنه من حضارة مصرية خالدة وإرث انساني يعتبر ملكا للبشرية كلها. وأوضح أن تكلفة إقامة المتحف تبلغ600 مليون دولار منها300 مليون دولار قرضا يابانيا ميسرا يتم تسديده علي عشر سنوات بفائدة لا تتجاوز1,5%, و300 مليون دولار من وزارة الثقافة والتبرعات التي بلغت حتي الآن27 مليون دولار. وقال إن المرحلتين الأولي والثانية من المشروع استغرقتا عامين, شملت المرحلة الأولي مرحلة تأهيل وإعداد موقع المشروع, بينما تمثلت المرحلة الثانية في إقامة مركز ترميم الآثار والمخازن الأثرية ومحطة الطاقة الكهربائية ومحطة إطفاء الحريق. وأضاف أن المرحلة الأخيرة تشمل مرحلة تشييد المبني الرئيسي للمتحف بمساحة801 ألف متر مربع وفيها يتم بناء مباني المتحف وصالات العرض المتحفي ومتحف الدارسين والعلماء ومركز الاجتماعات والمسرح وسينما ثلاثية الأبعاد والمكتبة الأثرية ومتحف الطفل ومتحف ذوي الاحتياجات الخاصة ومركز الوسائط المتعددة والمركز الثقافي والتعليمي ومركز الحرف والفنون التقليدية والمنطقة الترفيهية والاستثمارية والحديقة المتحفية والمسار السياحي والثقافي لربط المتحف بهضبة الهرم. يقع المتحف علي مساحة117 فدانا بجوار نادي الرماية بالهرم علي طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي, ويضم مائة ألف قطعة أثرية من جميع العصور القديمة, ويعد نموذجا رائدا وحضاريا لعمارة المتاحف حيث يضم أكبر وأعظم مجموعات التحف الفرعونية في العالم. يضم المتحف الكبير بعد افتتاحه مركزا عالميا للاتصالات ومتحفا للأطفال يخاطب كافة المراحل العمرية, بالإضافة إلي قاعات وعروض متحفية مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة ومركزا للمحاضرات وأخري للعروض المسرحية والاوبرالية. ويقع مركز الترميم في الجانب الغربي من المتحف, بينما تقع جميع معامل الترميم للآثار والمخازن تحت مستوي سطح الأرض لتحقيق الأمن اللازم وتوفير المناخ والظروف البيئية المستقرة والمطلوبة لحفظ الآثار, وقد تم بناؤه في مبني مستقل يربطه بالمبني الرئيسي للمتحف نفق تحت الأرض يصل بين معامل الترميم وصالات العرض مباشرة ويمكن من خلال هذا النفق نقل الآثار بعد الانتهاء من ترميمها في ظروف أمنية مشددة ومناخية محكمة ومعزولة عن البيئة الخارجية للمبني الرئيسي.