أثار تصريح وزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب الذي أعلن فيه انتهاء الوزارة من إعداد مشروع قانون لمنع كتابة العبارات المسيئة علي جدران المنشآت العامة والخاصة لعرضه علي مستشاري مجلس الوزراء لدراسته والموافقه عليه حفيظة البعض حيث اعتبروه قيدا من القيود التي تفرض علي حرية الإبداع خاصة إن كان يشمل هذا المنع رسم الجرافيتي الذي يعتبر أحد أهم المنافذ النقدية في العصر الحديث, فيما اتفق البعض الآخر ووافق علي سن هذا القانون ولو بشكل مؤقت حتي نرسخ لقواعد الدولة المدنية والوصول بمصر إلي بر الآمان فيما يري أن أربع سنوات كثيرة ولابد وأن يكون العقاب مناسبا لحجم الجرم. وحول تباين هذه الأراء التقي الأهرام المسائي ببعض الفنانين الذي تباينت آراؤهم علي النحو التالي. من جانبه قال الدكتور صلاح بيصار أمين عام نقابة التشكيلين إن البلد تمر بظروف صعبة جدا وتحتاج بشكل كبير إلي الاستقرار ولكي نصل لهذه الظروف قد نضطر لسن قوانين شديدة, فمازلنا نعاني من الإرهاب وبقايا الإخوان وحكومتها التي أفسدت أشياء عديدة وخير دليل علي ذلك المطالبة بإزالة الاهرام وتدمير تمثال طه حسين وما حدث بتمثال نهضة مصر كلها اشياء تستدعي وقفة خاصة ونحن في طريقنا لترسيخ قواعد المجتمع المدني الذي نحلم به وأتصور لو وضعت هذه القوانين لحين الاستقرار يمكننا أن نطالب بإلغائها بعد ذلك, فقانون التظاهر بما فيه من بعض القيود علي الحريات وقانون الجرافيتي كلها قوانين يمكن العمل بها بشكل مؤقت لحين استقرار الأوضاع, فما زلنا نعاني الفوضي ولابد من حلول سريعة. ويؤكد الدكتور أحمد سليم أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة أن وضع مثل هذا القانون يعد كبتا للحريات ومصادرة للإبداع لأن الجرافيتي يعد طريقة من طرق النقد المهمة والتي شاركت بشكل كبير في ثورة يناير واستطاعت أن تحرك مفاهيم وتنشر حقائق وكان هذا الفن أقوي من السلاح الذي اشهر في وجه المتظاهرين وهو بالفعل أنه وسيلة للنقد لا يخشاها إلا الحكومات الفاشية التي تخشي أن يفضح أمرها وأضاف سليم وإن كان القانون يعني من يقومون بالرسم علي الحوائط بشكل عشوائي وبدون فهم حقيقي أعتقد هذا ليس علاجه الحبس لأن القانون لن يستطيع السيطرة علي ذلك فمن يكتب ويرسم يفعل ذلك في الخفاء ودون أن يراه أحد وهو يخرج طاقته واعتراضه علي الحائط ويمكننا بدلا من منعه توجيهه وإتاحة جدران مخصصة لذلك وتوعية الشباب الذي يهوي مثل هذا كما فعلت أمريكا التي خصصت معهدا لفن الجرافيتي, علينا أن نشجع الشباب ولكن بتوعيته في عدم استخدام العبارات المسيئة وعدم المساس بحقوق الآخرين. وقال الفنان التشكيلي عز الدين نجيب مع بقاء الدفاع عن حرية التعبير ففيما يتعلق بالجانب الفني والإبداعي لرسوم الجرافيتي في مواقع يتم الاتفاق عليها فلا مانع كما يحدث في جميع الدول المتقدمة مع تجريم العبث بالأماكن والمسطحات العامة والخاصة خاصة إذا كان ذلك مرتبط بكلمات بذيئة مخلة بالآداب محرضة علي الفتنة التي تستهدف أغراضا حزبية لأنها تخرج عن نطاق حرية التعبير والديمقرطية التي نعهدها فالحفاظ علي الملكية العامة وحرمة الملكية الخاصة حق للمواطن والدولة والدخول في مناطق استفزازية كما رأينا تصرفات فئة سياسية معينة في المرحلة الأخيرة ضد الدولة جديرة بأخذ كل الإجراءات التي تحول دون تواجدهم ولكني أري أن يكون القانون بشكل متدرج في العقوبة كأن يبدأ مثلا بشهر أو شهرين ثم ينتهي بسنة وأن يصحب هذا القانون حملة توعية عامة وحوار مجتمعي للتميز بين حرية التعبير وإساءة استخدام الحرية. رابط دائم :