استيقظت بورسعيد أمس علي فاجعة مصرع المواطن محمد أحمد مدين محاسب 34 عاما ونجليه يوسف8 سنوات وعبد الرحمن3 أعوام غرقا بمرسي معديات بورفؤاد المواجه لقسم شرطة الميناء بعدما غرقت السيارة المقلة لهم حين انزلقت مقدمة المعدية لمياه قناة السويس.. واهتز وجدان نصف مليون بورسعيدي علي مدي يوم أمس وهم يتابعون التفاصيل الحزينة للدقائق الرهيبة للواقعة المؤسفة وروايات الشهود المؤلمة عن الأسرة المكلومة, ووقائع تشييع جثامين الأب الراحل وابنيه من مسجد مريم عقب صلاة ظهر أمس. وفجرت المأساة براكين الغضب تجاه هيئة قناة السويس المسئولة عن مرفق المعديات والتي لم تلتفت علي مدي السنوات الماضية لصرخات آلاف العابرين من أهالي مدينة بورفؤاد ممن أشاروا للكم الهائل من مظاهر الإهمال السارية بالمرفق, وانعدام خدمات الأمن والنظام والنظافة, وتوقعوا حدوث الكوارث في أي لحظة وهاهي المقدمة التي وقعت فجر أمس. وداخل الشارع البورسعيدي الملتاع علي ضحايا الحادث سجلت الأهرام المسائي امس تعليقات المواطنين من أهالي بورفؤاد والقيادات الشعبية. في البداية قال كريم فتحي محام من المؤكد ان مرفق المعديات فاشل, بداية من المسئولين عن تنظيم صفوف السيارات, و عن تنظيم دخول و خروج السيارات من المعدية وسائقي المعديات, وهذا كله مستمروا يحدث تحت قيادة فاشلة تكتفي بالجلوس في المكاتب المكيفة. والدليل علي ذلك سيظهر غدا إن شاء الله عندما نري جميعا انتظاما وانضباطا تام في مرفق المعديات بعد تلك المأساة التي حدثت أمس, سنري جميعا المسئولين عن المعديات يقومون بواجبهم في التنظيم وفي اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة لحماية أرواح الركاب, يقينا سنجد كل ما كان يجب أن يتبع من إجراءات صحيحة تكفل سلامة المواطنين الذين يدفعون الضرائب صاغرين مقابل أبسط الخدمات الطبيعية والبديهية, وهي الحفاظ علي أرواحهم و أرواح أولادهم. ويضيف لا نملك حيال حادثة المعدية المشئومة إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن تسبب في هذا الحادث الأليم.. وكنا في الماضي نري في المعدية الواحدة مابين اثنين أو تلاثة عاملين مسئولين عن المعدية بخلاف القبطان والآن لانري إلا القبطان وربما يجلس بجواره في الكبينة شخص آخر..إنه الإهمال..أزمة ضمير. ويقول أيمن جبر رجل أعمال لو حدث خطأ بحري من ربان أحد السفن العابرة لقناة السويس, حتي ولو حدث الخطأ بسبب المرشد التابع لهيئة القناة, يقام عليه الحد, وغرامات بملايين الدولارات وتحكيم دولي.. ونيابة.. واحيانا التحفظ علي السفينة.. ومصادرتها. أما عن إهمال هيئة قناة السويس المسئولة عن توفير خدمات المعديات بهذا الشكل المخزي الذي لم يتطور منذ حفر القناة للآن.. فحدث ولاحرج, والنتيجة سقوط ضحايا أبرياء.. بالاضافة للفوضي والزحام.. إلخ.... فلا حياة لمن تنادي. وقد أصدرت مديرية امن بورسعيد أمس بيانا رسميا حول الواقعة المؤسفة وجاء فيه: تلقت المديرية من إدارة شرطة مواني بورسعيد بلاغا بسقوط سيارة ملاكي من المعدية رقم12 المتجهه من بورسعيد الي بورفؤاد.. اثناء تراكيها علي المرسي المخصص لها... حيث تخطت السيارة الحاجز الأمامي للمعدية وسقطت بمياة القناة. وانتقل علي الفور اللواء مدير الامن وقيادات المديرية لمكان الواقعة.. وتم اخطار فرق الانقاذ التابعة لهيئة قناة السويس, وتمكنت فرق الانقاذ من انتشال السيارة.. والتي تبين انها ماركة ميتسوبيشي فضية اللون تحمل رقم ط.ع.د3475 وتبين غرق مستقليها قائد السيارة ونجليه هم: محمد أحمد مدين عبد الوهاب34 محاسب ومقيم دائرة بورفؤاد اول. ويوسف محمد احمد مدين8 سنوات, وعبد الرحمن محمد احمد مدين3 سنوات. تمنقل الجثامين لمستشفي بورفؤاد العام... وبالعرض علي النيابة العامة قررت التصريح بدفن جثث المتوفيين, وطلب سائق المعدية وشهود الواقعة لسؤالهم بتحقيقات النيابة... مع استمرار التحفظ علي السيارة علي ذمة النيابة العامة لحين للقصة الحقيقية لسقوط سيارة من المعدية رقم12. روايات الشهود روي بعض الشهود لالاهرام المسائي تفاصيل الواقعة المؤسفه واجمعوا علي أنه أثناء دخول السيارات الي المعدية كانت السيارة التي سقطت هي اول سيارة بالمعدية, وعندما امتلأت المعدية عن اخرها, جاء اسعاف وبه حالة( الله اعلم), وطلب الدخول ضروريا. وعليه طلب منظم صفوف السيارات داخل المعدية من قائد اول سيارة( السيارة التي سقطت) ان يتقدم خطوة للأمام, ولكن قضاء الله وقدر جعله يدوس علي البنزين الي ان سقطت السيارة اسفل المعدية. بعدها تم ايقاف المعديات جميعها حتي لا تنجرف السيارة, وتم استخراج السيارة بعد3 ساعات ونصف. رابط دائم :