كل المشروعات الكبري بدأت بأحلام بسيطة. مجرد فكرة تلمع في ذهن صاحبها خلال النوم أو اليقظة, فيرتب لتحقيقها بنفس قوة إلحاحها علي رأسه. والإلحاح يطارد الشخص في منامه, وقد تتجسد له التفاصيل والخطوات المطلوبة لتحقيق الحلم ليال متصلة حتي تدفعه إلي البدء في التنفيذ علي أرض الواقع. ليس شرطا أن تكون الفكرة مشروعا تجاريا يحقق أرباحا مالية, بل قد تكون فكرة ثورة تحتاج إلي جهود الملايين ولا يعوزها إلا المفجر. ومفجر الثورة غالبا ما يكون حالما عظيما, يتمتع بخيال شديد الخصوبة, وعزيمة لا تلين. ومع كل الاحترام للحالمين العظام, فالتاريخ يؤكد أن نجاح الثورات شأنه شأن كل المشروعات الأخري ليس حتميا, فكثير من الثورات فشلت وعلق أصحابها علي أعواد المشانق, وبعض نجح ورفع صاحبه لأعلي المناصب. وبقدر واقعية الحلم, وذكاء الحالم, يكون النجاح. أما لو جاء الحلم مفرطا في التفائل من دون قواعد سليمة, فسرعان ما يتحول إلي كابوس ثقيل. في الأحلام تنهار الحواجز الاجتماعية وتذوب الفوارق الطبقية ويستمتع الحالم بدنيا وردية بديعة, حيث يسهل الصعود لأعلي بسرعة الضوء, تماما كما يسهل السقوط لأسفل بأضعاف سرعة الجاذبية الأرضية. الخيال الجامح يجد متنفسا كبيرا في الأحلام, حيث لا حواجز ولا قوانين ولا قواعد ولا أصول ولا تقاليد, وكل ما لايمكن تحقيقه في الواقع يسهل تحقيقه في الحلم بمجرد الخلود إلي النوم. الأحلام عالم كبير وعلم واسع, وليست كل الأحلام رؤي صالحة قابلة للتحقق. يستيقظ النائم علي مشاعر طيبة, يملؤه الشعور بالرضا, والرغبة في العودة لحالة الحلم مرة أخري إذا تخلل حلمه أحداث ووقائع سارة وصاحبته أصوات الملائكة, ويستنجد باليقظة إذا توقف الحلم علي مشهد مرعب أو نتيجة مؤسفة أو مفزعة, ويسارع بالهروب من الحلم إلي الواقع مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم, ويجافيه النوم نهائيا. والأحلام لاتأتي دائما بأفكار طيبة, بل قد تدفع بصاحبها إلي موارد الهلاك لعدم مشروعية أفكارها, كأن تدفعه إلي ارتكاب جريمة للوصول إلي مبتغاه. أما الحقيقة فقد تكون أكثر خصوبة من خيال الحالم. الحالمون أشخاص ناجحون بشكل عام, فهم بقدر خيالهم الجامح مغامرون لا يخشون التجربة ولا تثني عزائمهم نوبات الفشل. أحلم بوطن مستقرآمن له مستقبل مشرق للأجيال الشابة والزهور التي تتفتح..فاللهم ارزقنا الأمن والأمان والاستقرار من أجل أبنائنا. رابط دائم :