أسدل الستار أمس علي قضية النادي الأهلي ضد عصام الحضري حارس مرماه السابق بإصدار المحكمة الرياضية الدولية حكمها الأخير بمعاقبة الحارس بالإيقاف لمدة4 أشهر تبدأ مع بداية الموسم الكروي الجديد2011/2010, بالإضافة إلي تغريمه مع ناديه السويسري السابق إف.سي.سيون796500 دولار( ما يعادل4.3 مليون جنيه) يحصل عليها الأهلي مع فائدة5% عند تأخير السداد فور تسلم النادي السويسري منطوق الحكم رسميا, وشملت الأحكام الصادرة أيضا من المحكمة الرياضية الدولية معاقبة سيون بعدم إبرام أي تعاقدات لفترتي انتقالات متتاليتين, ومنعه من التعاقد مع لاعبين جدد أو تجديد عقود لاعبين لديه خلال تلك الفترة عقابا له علي تعاقده مع الحضري في فبراير2008 في ظل وجود عقد رسمي وقتها يرتبط به اللاعب مع الأهلي لموسمين إضافيين وقتها. كما نصت عقوبة إيقاف الحضري علي أن تبدأ فترة الأشهر الأربعة من بداية الموسم الكروي2011/2010 لأي ناد يلعب له, سواء بقي مع الإسماعيلي أو وقع لناد آخر, ليسدل الستار علي أشهر صراع دار في ساحات الفيفا والمحكمة الرياضية الدولية. 833 يوما بالتمام والكمال.. عاشتها أطراف الكرة المصرية من جماهير وخبراء ولاعبين وأندية واتحاد كرة ومنتخب وطني تترقب ختام لعبة المطاردة بين عصام الحضري الحارس الحالي للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي من جهة, والنادي الأهلي من جهة ثانية, وفي انتظار النتيجة النهائية. 833 يوما بالتمام والكمال.. مرت علي الأزمة الشهيرة للطرفين منذ البداية في18 فبراير عام2008 عندما خلع عصام الحضري قميص الأهلي وسافر إلي سويسرا ليوقع لمصلحة نادي إف.سي.سيون, وحتي الأول من يونيو عام2010 موعد صدور الحكم الأخير من قبل المحكمة الرياضية الدولية التي لا استئناف في أحكامها وواجبة التنفيذ لكل الأطراف. 833 يوما بالتمام والكمال.. كانت فترة مزدحمة بالأحداث المثيرة في علاقة بطلي القضية وهما الأهلي وعصام الحضري, وكذلك المتناقضات. البداية كانت في18 فبراير2008 عندما قرر عصام الحضري بصورة رسمية خلع قميص الأهلي بعد أسبوعين من مفاوضات لم يكتب لها النجاح بين مسئولي ناديه وكريستيان قسطنطين رئيس نادي إف. سي. سيون السويسري الذي حضر إلي القاهرة لشراء الحضري وعرض400 ألف يورو لإتمام الصفقة, ووجدت الرفض من جانب مسئولي النادي القاهري وقتها كان للحضري موسمان في تعاقده مع الأهلي, وجاء قرار الحارس بالسفر إلي سويسرا والتوقيع لسيون من طرف واحد علي أن يتولي قسطنطين إنهاء الصفقة من خلال لوائح شئون اللاعبين بالفيفا, وجاء سفر الحضري مفاجأة للجميع في الأهلي, وكان أول رد فعل من جانب مسئوليه تقديم شكوي ضد الحارس لدي اتحاد الكرة من أجل التحفظ علي البطاقة الدولية, ودار جدل واسع بعدها عقب هجوم الحضري علي الأهلي وتحديدا مديره الفني وقتها مانويل جوزيه الذي اتهمه بتطفيشه من الفريق واضطهاده.. وبعد11 يوما من الهروب عاد الحضري إلي القاهرة لينتظم في تدريبات منفردة مع الأهلي وتعرض لإيقاف لمدة شهر من مسئولي الأخير, وكانت تلك الخطوة هي بداية جديدة للمخطط السويسري في إتمام صفقة التعاقد مع الحضري, وعقب ذلك تم تقديم خطاب رسمي موقع من الحارس يؤكد خلاله تعرضه لمعاملة غير لائقة من جانب ناديه المصري ورغبته في الرحيل إلي سيون, وقدم الأخير هو الآخر صورا من عقوده مع اللاعب, وعاد الحضري بعدها للسفر إلي سويسرا من أجل اللعب مع سيون عقب حصول الأخير علي بطاقة دولية مؤقتة من الفيفا لحين الفصل في الشكاوي المتبادلة بين الطرفين. وبدأ الجزء الثاني من القصة في مايو2009 عندما قدم مسئولو الأهلي شكوي ضد سيون وعصام الحضري إلي الاتحاد الدولي لكرة القدم( فيفا) يطلب فيها الحصول علي تعويض مالي وأدبي من جراء هروب حارسه الأساسي رغم سريان عقده وتوقيعه لسيون السويسري من طرف واحد, وقدم الأهلي في شكواه كذلك نفيا لاتهامات الحضري للمسئولين عن سوء المعاملة وتقديم كشوفات تفيد بحصول الحارس علي مستحقاته بانتظام طوال فترة وجوده في الأهلي بين عام1996 و2008, وطلب الأهلي في شكواه الحصول علي تعويض مالي قدره مليونا يورو بداعي أن اللاعب الهارب من صفوفه هو أفضل حارس مرمي في القارة السمراء, هذا بخلاف العقوبات التأديبية المنصوص عليها في لائحة الفيفا. وتمت إحالة الشكوي بدورها من جانب الفيفا إلي لجنة شئون اللاعبين للبت في الأمر, وتمت مخاطبة سيون السويسري بما جاء فيها وطلب الحصول علي ردود واضحة حول ما وجه لرئيسه كريستيان قسطنطين من اتهامات, وظلت القضية في إطار البحث والتحقق من جانب الفيفا ولجنته الداخلية حتي مايو2009, أي بعد مرور عام كامل, ووقتها صدرت عقوبته ضد الحضري بتغريمه مع سيون900 ألف يورو بالإضافة إلي حرمان النادي السويسري من إبرام أي صفقة لمدة عامين كاملين, بالإضافة إلي إيقاف الحضري لمدة4 أشهر تبدأ من موسم2010/2009, ووقتها كان المنتخب الوطني يستعد لخوض مباراته أمام الجزائر في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم, ومن بعدها دخول منافسات كأس العالم للقارات في جنوب إفريقيا, وإلي هنا انتهي الجزء الثاني. وبدأ الجزء الثالث والأخير باتفاق الحضري مع قسطنطين علي اللجوء إلي المحكمة الرياضية الدولية بشأن عقوبات الفيفا, سواء بإيقاف الحارس4 أشهر أو منع سيون من إبرام تعاقدات جديدة لعامين, أو فيما يخص الغرامة المالية علي الطرفين, وبالفعل جاء اللجوء مباشرا من خلال تقديم تظلم إلي الفيفا وإحالة الملف إلي المحكمة الرياضية الدولية التي تسلمت بدورها الملف من الفيفا في مطلع يونيو2009, وكان أول تداعيات هذه الخطوة هو تجميد الاتحاد الدولي, كما تنص اللوائح والقوانين, عقوباته الصادرة ضد الحارس والنادي السويسري, وفي ضوء ذلك أبرم عصام الحضري صفقة انتقاله من سيون السويسري إلي الإسماعيلي مقابل600 ألف يورو في صيف عام2009, بالإضافة إلي المشاركة مع الإسماعيلي بصفة رسمية مع انطلاق موسم2010/2009, وظلت القضية تحت دائرة البحث من قبل المحكمة الرياضية الدولية لنحو عام كامل حتي صدرت القرارات الأخيرة.
**الأهلي بعد الحضري: ضياع4 بطولات.. وتجربة4 حراس منذ فبراير2008 والأهلي يعاني في مركز حراسة المرمي لديه.. في هذا التاريخ بات هناك صداع مزمن في رءوس مسئولي الأهلي وجهازهم الفني حول البديل الكفء القادر علي اللعب مكان عصام الحضري بعد انتقاله إلي إف. سي. سيون السويسري, ومن بعده الإسماعيلي. ففي الوقت الذي يعد المكسب المالي للأهلي ممثلا في حصوله المنتظر علي تعويض يصل إلي800 ألف دولار, فإنه في المقابل كانت هناك خسائر بالجملة فنيا وماليا تعرض لها الفريق الكروي منذ رحيل حارسه الأساسي ل12 عاما متصلة. ومند واقعة رحيل الحضري في فبراير2008 بدأ نزيف خسارة الألقاب بسبب أخطاء مباشرة في مركز حراسة المرمي. ففي موسم2009/2008 أول المواسم الحقيقية بعد رحيل الحضري فقد الأهلي لقب كأس مصر بعد خسارته أمام حرس الحدود بهدف مقابل لاشيء من خطأ تحمله وقتها رمزي صالح, ثم خرج الأهلي من دور الستة عشر لدوري الأبطال الإفريقي نسخة عام2009 وكان وقتها هو حامل اللقب القاري من أخطاء لحارسه رمزي صالح, والأخير استقبلت شباكه3 أهداف في لقاء واحد جمع الأهلي في ختام الموسم نفسه مع سانتوس الأنجولي في إياب دور الستة عشر الملحق ليودع الأهلي المنافسات القارية تماما في عام2009. وقبل فقدان الألقاب الثلاثة في موسم واحد كان هناك سقوط كبير عند خوض الأهلي منافسات كأس العالم للأندية في اليابان ممثلا عن القارة السمراء في نهاية عام2008. وقتها كان الحارس الأساسي للفريق هو أمير عبدالحميد, وكانت الترشيحات تصب في مصلحة وصول الأهلي للمباراة النهائية للمونديال العالمي, لكن تلقي الفريق صدمة قوية وقتها بخسارته أولي مبارياته أمام باتشوكا المكسيكي في دور الثمانية بأربعة أهداف مقابل هدفين, ووقتها جاءت الخسارة بسبب أخطاء مباشرة من أمير عبدالحميد, وكان الأهلي قد بدأ اللقاء بالتقدم بهدفين دون رد, وكانت الخسارة في مونديال كأس العالم للأندية بداية انقلاب المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه علي حارسه أمير عبدالحميد والانتقال بعدها للاعتماد علي رمزي صالح في حراسة مرمي الفريق. وفي موسم2010/2009 عاد أمير عبدالحميد ليكون الحارس الأساسي للفريق عند خوضه لقاء السوبر المحلي أمام حرس الحدود, وهو اللقاء الذي شهد فوز الحدود بهدفين مقابل لاشيء, وضياع بطولة رابعة من الأهلي, وكانت سببا في ابتعاد أمير عن اللعب أساسيا ودخول أحمد عادل عبدالمنعم في الصورة. وعلي الصعيد المالي تكبد الأهلي الكثير من المال لإحداث علاج سريع وفوري في مركز حراسة المرمي, فالحارس الأساسي للأهلي حاليا هو شريف إكرامي القادم من الجونة في يناير الماضي خلال الانتقالات الشتوية كلف خزانة الأهلي كرسوم انتقال قدرها3 ملايين جنيه بخلاف عقده الشخصي. وكان شريف إكرامي هو ثاني صفقة يبرمها الأهلي في سبيل تدعيم مركز حراسة المرمي, وسبقه في اللعب للفريق رمزي صالح الحارس الفلسطيني الذي جري التعاقد معه قبل بداية الموسم الماضي مقابل40 ألف دولار, بخلاف ما حصل عليه الحارس, ويضاف إلي ذلك قيام مسئولي الأهلي بتعديل عقد أمير عبدالحميد في نهاية2008/2007 بعد5 أشهر من رحيل عصام الحضري وزيادة المقابل المالي السنوي المخصص له, وهو ما جري أيضا في نوفمبر2009 مع أحمد عادل عبدالمنعم.
** الحضري بعد الأهلي: لقب قاري.. كأس سويسرية.. مجد في القارات عندما خلع عصام الحضري قميص الأهلي بإرادته توقع له الجميع السقوط, وتعامل معه الكثيرون علي أن نهايته الكروية بدأت, وهناك من تعامل مع اعتذاره فيما بعد عن واقعة الرحيل علي أنه محاولة يائسة من جانبه لإنقاذ ما تبقي من اسمه. رحل عصام الحضري عن الأهلي في فبراير2008 وهو في عامه الخامس والثلاثين, وبعد18 يوما من اختياره كأفضل حارس مرمي في إفريقيا, وعندما صدر القرار أمس بإيقافه ل4 أشهر وهو في السابعة والثلاثين من عمره, وبعد أكثر من عامين علي رحيله بقي كما هو الحارس الأفضل في القارة السمراء. وما بين الرحيل في فبراير2008 وإعلان العقوبة في يونيو2010 عاش الحضري فترة مميزة في رحلته الكروية حصد خلالها إنجازات أضيفت إلي مشواره الكروي. بدايته في الملاعب بعد الرحيل من الأهلي كانت في أبريل2008 عندما حصل إف. سي سيون السويسري علي بطاقة دولية مؤقتة لقيده في قائمته, وأدي الحضري وقتها عددا محدودا من المباريات مع إف. سي. سيون بسبب اقتراب الموسم الكروي2008/2007 من نهايته, وفي الموسم التالي بات هو الحارس الأساسي للفريق السويسري في80% من لقاءاته بالدوري والكأس, وانتهت مسيرة الحضري مع سيون في مايو2009 بعد اتفاقه مع كريستيان قسطنطين رئيس النادي علي الانتقال إلي الإسماعيلي. وكان حصاده مع سيون كبيرا بعد أن لعب دور البطولة في إحراز الفريق لقب كأس سويسرا لموسم2009/2008. وبعد انتقاله إلي الإسماعيلي ورغم دخوله في أزمات عديدة مع إدارة النادي حول رغبته في الرحيل تارة, وحول مستحقاته المالية تارة أخري, فإن مستواه في الملعب لم ينهر, بل كان علي الدوام نجم نجوم الإسماعيلي وأنقذه من عدة هزائم, وأسهم في حصوله علي المركز الثالث بالدوري الممتاز, بالإضافة إلي التأهل لدوري المجموعات بدوري الأبطال الإفريقي, وكان نجم الشباك مع الإسماعيلي في كأس مصر وتصدي لركلة جزاء وسجل من أخري ليقود الدراويش إلي المربع الذهبي علي حساب الاتحاد السكندري. ورغم أنه تجاوز السابعة والثلاثين من عمره في تجربته مع الإسماعيلي, فإنه ظل حارسا مطلوبا من أندية أخري أبرزها المريخ السوداني وليرس البلجيكي. وعلي صعيد مشواره الدولي لم يتخل الحضري عن لقبه المفضل كأفضل حارس في القارة السمراء, ونجح في أداء دور كبير في إحراز المنتخب الوطني لقب كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في أنجولا مطلع هذا العام, وبات هو أول حارس في إفريقيا ينال الكأس4 مرات رقم قياسي منها3 مرات متتالية, وحصل أيضا علي لقب أفضل الحراس, وكانت له بصمة أكبر من ممتازة خلال الانتصار الأكبر للكرة المصرية عندما فاز المنتخب الوطني علي نظيره الإيطالي بهدف مقابل لاشيء في يونيو2009 بكأس العالم للقارات في جنوب إفريقيا, وهي المباراة التي يتمثل المجد فيها, إلا أنها أول فوز عربي في التاريخ علي بطل العالم في بطولة رسمية, وكان الحضري نجم اللقاء الأول بعد أن تصدي بكفاءة لأكثر من5 أهداف إيطالية محققة من أقدام ورءوس لوكاتوني, وياكونيتا, وجوسيبي روسي.