مع تقديري للدور الذي تقوم به الشرطة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مصر, إلا أن الخريطة الأمنية, والتعاطي الشرطي مع بعض الأحداث لا يزال دون المستوي ويحتاج إلي إعادة نظر ومراجعة دقيقة حتي تستطيع مصر عبور هذه الأزمة. وحتي يشعر المواطن بقدر من الأمن علي حياته, ولعل ملابسات المحاولة الإرهابية الغادرة التي استهدفت وزير الداخلية تكشف عن غياب الأمن الوقائي, وتعكس خللا واضحا في أجهزة الأمن, فإذا كان وزير الداخلية غير آمن في مسكنه فما بالك بالمواطن العادي,!! الغريب أن الوزير نفسه كشف في حديث تليفزيوني أن لديه معلومات تؤكد أن هناك مخططا لاستهدافه, كما أنه من المفارقات الغريبة أن السيارة المستخدمة في العملية وجد أنها مسروقة منذ فترة وتم الإبلاغ عنها ولم تستطع أجهزة الأمن القبض عن السارقين, حتي تم استهداف الوزير نفسه بهذه السيارة, كل هذه المؤشرات تؤكد ضرورة المراجعة الأمنية الشاملة, وتطوير خطط المواجهة مع الإرهاب, حتي يمكن هزيمته. والخوف أن تطال هذه الموجة الإرهابية المواطنين في الشوارع وهي محاولات يلجأ إليها الإرهابيون لإحراج سلطة الدولة وإظهارها في موقف الضعيف وكلنا يذكر إرهاب التسعينيات الذي اعتمد علي العبوات الناسفة, التي يتم تفجيرها عن بعد, وسط الجمهور حيث شهدت محطة أتوبيس ناصية قسم الأزبكية مع تقاطع شارع الجلاء تفجيرا مروعا راح ضحيته العشرات من المواطنين الذين كانوا يستعدون للعودة إلي منازلهم, فيما شهد شارع شبرا, وتحديدا محطة الخازندار تفجيرا مماثلا أودي بحياة العشرات من الأبرياء, كما شهدت محطة عبد المنعم رياض, ومقهي بالتحرير أحداثا مماثلة, ولعل هذه الأحداث كلها تذكرنا بخطورة الإرهاب, وتدعونا في ذات الوقت للعمل علي سرعة مواجهته والكشف عن رؤوسه, وفضح من يقف وراءه. إذ إن كل المؤشرات تؤكد أن مصر مقبلة علي موجة إرهابية دنيئة تستهدف النيل من استقرار البلاد وتسعي إلي تقويض جهود الاستقرار والمضي قدما في العملية السياسية, والمؤكد أيضا أن هناك أطرافا أجنبية تلاقت مصالحها مع أطراف داخلية سعيا لضرب الاستقرار في مصر, وإفساد الأجواء الجديدة التي أوجدتها ثورة الثلاثين من يونيو نحو بناء دولة مدنية حديثة تتسع لكل المصريين. وإذا كان الأمن يقع عليه العبء الأكبر في كشف هذه المخططات قبل وقوعها من خلال توسيع دائرة الاشتباه, ورصد تحركات هذه الخلايا الإرهابية فإن الشعب يضطلع بدور مهم في دعم جهاز الشرطة من خلال التحلي باليقظة, والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة.عندئذ سوف يسقط الإرهاب بإرادة المصريين. [email protected] رابط دائم :