بعد16 يوما فقط من فض اعتصامي رابعة والنهضة وعقب48 ساعة من ارتدائه عباءة الزعامة الزائفة علي شاشات التلفاز وضعت الأجهزة الأمنية بالجيزة نهاية لأسطورة القيادي الإخواني محمد البلتاجي الذي أثار صخبا وضجيجا باتخاذه طريقة أسامة بن لادن زعيم نتظيم القاعدة نموذجا في ظهوره عبر فيديوهات مسربة بثتها قناة الجزيرة التي ظن البلتاجي أنها البوق الأخير والذي تعشم أن يستمر في حشد فلول الأرهابين المتخذين من عباءة الإخوان ستارا لتنفيذ أغراضهم لإشاعة وبث الفوضي وضرب الإستقرار في أنحاء الوطن. ولكن يقظة رجال الأمن التي واصلت العمل ليل نهار منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة قلبت السحر علي الساحر وتمكنت من احصاء أنفاس قيادات الإخوان في جميع أنحاء الجمهورية بدءا من المرشد محمد بديع وحتي كل من يثبت تورطه في إثم بث الفرقة والفتنة وتدمير الوطن وتجمعت معلومات من مصادر سرية وأكمنة ثابتة ومتحركة عن خط سير البلتاجي قبيل فض الإعتصام بيوم وحتي اختفائه وظهوره في عدة أماكن بضواحي القاهرة خاصة منطقتي التجمع الخامس ومدينة نصر. وفي تمام الساعة السادسة صباحا علت البسمة وجوه رجال الأمن المتتبعين لخطوات الأكذوبة الهارب بعد أن ظهرت شواهد مؤكدة علي تحديد مكان الصيد السهل في منطقة حديثة الإنشاء بالجيزة بين منطقتي ترسا وأبو النمرس اتخذها البلتاجي و2 من قيادات الإخوان مكانا لاختبائهم. وأمرت نيابة شرق القاهرة الكلية بحبس القيادي الإخواني محمد البلتاجي30 يوما في3 قضايا متهم فيها بالتحريض علي القتل والشروع فيه والاشتراك في اختطاف وتعذيب رجال الشرطة والتحريض علي أحداث العنف والاشتباكات النارية المسلحة التي شهدتها البلاد أخيرا. حيث انتقل فريق من محققي نيابة مصر الجديدة مساء أمس إلي سجن ليمان طره للتحقيق مع البلتاجي الذي اسندت له النيابة تهم بالتحريض علي القتل وتحريض أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين علي حيازة الأسلحة النارية والذخائر غير المرخصة في مواجهة أفراد وضباط القوات المسلحة وقوات الشرطة أمام دار الحرس الجمهوري, وهي الأحداث التي جرت في شهر يوليو الماضي. فيما تستكمل النيابة التحقيق مع البلتاجي في قضية اتهامه بالاشتراك في احتجاز مواطنين قسريا بدون وجه حق والاشتراك في استجوابهم وتعذيبهم وتهديدهم بالقتل والاشتراك في القتل والشروع في القتل, والاشتراك في ارتكاب جرائم البلطجة وترويع المواطنين أمام قصر الاتحادية الرئاسي, وهي الجرائم التي جرت في غضون شهر ديسمبر من العام الماضي بحق المتظاهرين المناهضين للرئيس المعزول محمد مرسي والإعلان الدستوري المكمل الذي كان قد أصدره في نوفمبر من ذات العام. كما سيجري التحقيق مع البلتاجي أيضا في شأن قضية ثالثة باتهامه وآخرين بالاشتراك في اختطاف ضابط وأمين شرطة واحتجازهما قسريا وتعذيبهما داخل مقر اعتصام تنظيم الإخوان المسلمين بمنطقة رابعة العدوية, وهي القضية التي سبق وأن أحيل فيها غيابيا إلي المحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات القاهرة وتحددت جلسة7 سبتمبر المقبل لنظرها حيث جري اتهامه وصفوت حجازي واثنين آخرين من أعضاء الإخوان بإدارة تشكيل عصابي بغرض الدعوة إلي تعطيل أحكام القانون ومنع السلطات العامة من ممارسة أعمالها, ومقاومة السلطات, والبلطجة, والشروع في قتل النقيب محمد محمود فاروق معاون مباحث قسم مصر الجديدة ومندوب الشرطة هاني عيد سعيد. وكانت الأجهزة الأمنية بالجيزة ألقت القبض علي القيادي البارز في جماعة الإخوان محمد البلتاجي وخالد الازهري وزير القوي العاملة السابق وجمال العشري القيادي بالتنظيم بقرية ترسا بمدينة أبو النمرس في منزل مهجور وسط الزراعات. وأكد مصدر أمني للأهرام المسائي أن المنزل الذي كان يختبئ به البلتاجي والأزهري والعشري ملك شخص يدعي علي فرحات أحد أعضاء جماعة الإخوان بأبوالنمرس وانه غير مؤهل للمعيشة وأنهم كانوا نائمين علي البلاط وعثر بحوزتهم علي3 هواتف محمولة ولاب توب ومجموعة من الأوراق والخرائط وكاميرا مسجل عليها حديثي البلتاجي الذي تم اذاعتهما علي قناة الجزيرة وبعض المأكولات البسيطة وانه لم يتم العثور معهم علي أي اسلحة أو أوراق تخص تظاهرات اليوم. ورد البلتاجي علي سؤال اللواء محمد الشرقاوي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة عن مكان اختباء القيادي الإخواني عصام العريان قائلا آخر مرة شاهدته فيها لحظة فض اعتصام رابعة, ولم أره حتي أمس عندما شاهدته في تسجيل علي قناة الجريزة, وليس لدي أي معلومات عنه أو المكان الذي يختبيء فيه. ويقوم رجال المباحث بقيادة العميد أحمد الازهري رئيس مباحث قطاع الجنوب والمقدم أحمد عصام رئيس مباحث أبوالنمرس وقوات الأمن المركزي بتمشيط قريتي ترسا وزواية ابومسلم بحثا عن العريان. وكان اللواء كمال الدالي مساعد اول الوزير لامن الجيزة قد تلقي اخطارا من اللواء الشرقاوي بورود معلومات تفيد بأختباء البلتاجي في مدينة أبوالنمرس وانه يتنقل بين منازل عدد من أعضاء جماعة الإخوان بقريتي ترسا وزواية أبومسلم وانه تم رصد تحركاتهم منذ يومين بعد ان كشفت التحريات والمصادر السرية وصول البلتاجي منذ يومين من محافظة الفيوم من خلال طريق وسط الزراعات. انتقل علي الفور اللواءات الشرقاوي ومحمود فاروق نائب مدير الإدارة العامة للمباحث ومجدي عبدالعال مدير المباحث إلي مدينة إبوالنمرس وتبين اختباء البلتاجي والأزهري والعشري في منزل وسط الزراعات علي بعد كيلو متر من مزلقان سكة حديد أبوالنمرس وان المنزل مكون من الطابق الارضي والأول بعد الأرضي وأعمدة الثاني وتم عمل كردونا أمني حول المنزل والمنطقة. وأضاف أن البلتاجي حاول الصعود أعلي سطح المنزل للهروب من رجال الشرطة وعندما شاهد اعداد كبيرة من القوات تحاصر المكان نزل إلي الطابق الأرضي وجلس مع الأزهري والعشري وتم القبض عليهم بدون اي مقاومة. وأكد المصدر بأن الفيديوهات المسجلة التي بثتها قناة الجزيرة علي مدار الأيام الماضية للبلتاجي, ساهمت بشكل كبير في تحديد مكان اختبائه حيث تم التوصل لأحد الاشخاص العاملين بالقناة وانه أخبر عن الشخص الذي يحضر التسجيل من البلتاجي. وأكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية انه تم إلقاء القبض علي البلتاجي والازهري والعشري تنفيذا لقرارات النيابة العامة بضبطهم وإحضارهم علي ذمة العديد من القضايا, منها التحريض علي استخدام العنف وأحداث الحرس الجمهوري والاتحادية وأحداث بين السرايات واعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة بالجيزة.