اتفق العالم أجمع علي رفض استخدام السلاح الكيماوي تحت وطأة أي ظروف, لكن المجتمع الدولي انقسم علي كيفية الرد علي استخدام هذا السلاح في سوريا رغم عدم ظهور أي تقرير محايد من خبراء الأممالمتحدة للطرف الذي استخدم السلاح في مجزرة الغوطة في ظل تصاعد الاتهامات للنظام السوري بالمسئولية عن هذه المجزرة. إلا أن وزير الخارجية القبرصي يوانيس كاسوليديس أعرب عن اعتقاده بأن شن هجمة عسكرية علي سوريا سيتم في غضون الأيام القليلة المقبلة, مشيرا إلي أن مشاورات عن قرب تجري بين بلاده وبين الحكومة البريطانية حول استخدام الأخيرة لقواعدها الموجودة في قبرص خلال الهجمة العسكرية المحتملة ضد سوريا, حيث قال كاسوليديس- في تصريحات لتليفزيون شبكة( سي إن إن) إننا علي علم بأن القواعد ستستخدم لدعم العمليات العسكرية ولن تستخدم كمنصات إطلاق الصواريخ, حيث ستتم الهجمات العسكرية من البحر الأبيض المتوسط. واستبعد وزير الخارجية قدرة النظام السوري علي توجيه ضربة انتقامية لقبرص بسبب دعمها للعملية العسكرية الغربية. مشيرا إلي أنه ينبغي أن تكون بلاده علي أهبة الاستعداد وقتما تقتضي الضرورة لإجلاء مواطني الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة الأخري من البلاد. وتجدر الإشارة إلي أن بريطانيا وإن كانت قد أرسلت في وقت سابق أمس ست مقاتلات من طراز تايفون إلي قاعدتها في قبرص. لكن ردود الأفعال الدولية لاتزال كما هي لم ترواح مواقفها حيث قال متحدث باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في بيان إن ميركل حثت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية أمس علي الاستعانة بمجلس الأمن الدولي من أجل التوصل إلي رد دولي سريع علي الصراع في سوريا. وأضاف إن ميركل دعت الرئيس الروسي إلي الاستعانة بالمفاوضات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من اجل التوصل إلي رد سريع وبالإجماع الدولي. ومن جانبه, أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, أن أي إجراء للتدخل العسكري المباشر لبلاده في سوريا ينبغي أن يرتكز علي ردع نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومنعه من استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. وأضاف كاميرون في كلمته أمام مجلس العموم البريطاني أمس أن الأمر حاليا لا يتعلق بانحياز بريطانيا لأي من الأطراف في النزاع السوري أو غزو سوريا أو تغيير النظام الحالي أو حتي العمل عن كثب مع المعارضة السورية, بل إن الأمر يتعلق بالاستخدام واسع النطاق للأسلحة الكيماوية في سوريا وكيفية رد بريطانيا عليها كجريمة حرب. بينما أكدت روسيا أن الضربة وشيكة حيث أعلن رئيس لجنة الشئون الدولية في مجلس الدوما الروسي البرلمان, أليكسي بوشكوف أن تسريع مغادرة خبراء الأممالمتحدة لسوريا يصب في صالح الولاياتالمتحدة التي تسعي إلي شن هجمة عسكرية علي سوريا. وقال بوشكوف: إن الولاياتالمتحدة ترغب في شن هجمة بأسرع وقت ممكن قبل أن يتبدد دخان الحملة الدعائية المكثفة حول اتهام حكومة الأسد باستخدام السلاح الكيميائي ولا تستطيع لا واشنطن ولا لندن تقديم دلائل مقنعة علي أن الحكومة السورية هي من استخدم السلاح الكيميائي. وأكد البرلماني الروسي أنه وفق بعض المعطيات ستشن الضربات علي سوريا في الفترة بين مغادرة الخبراء وبدء قمة مجموعة العشرين في بطرسبرج في5 و6 من سبتمبر المقبل. وصرح وزير الخارجية نبيل فهمي بأنه في الوقت الذي ترفض فيه مصر وتدين استخدام الأسلحة الكيميائية من أي طرف, وتطالب المجتمع الدولي بمحاسبة المسئول عن ذلك بعد تقديم فريق المفتشين التابعين للأمم المتحدة لتقريره, تؤكد مصر بوضوح أنها لن تشارك في توجيه أي ضربة عسكرية وتعارضها بقوة اتساقا مع مواقفها الثابتة من معارضة التدخل العسكري الأجنبي في سوريا, وتمسكها بأن استخدام القوة في العلاقات الدولية مرفوض إلا في حالة الدفاع عن النفس, أو تحت الفصل السابع من الميثاق, وطالب فهمي مجلس الأمن الدولي ببذل كل جهوده للتحقيق في الأحداث واتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء هذه الجريمة البشعة. جاء ذلك تعليقا علي ما تردد عن توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا نتيجة اتهامها باستخدام الأسلحة الكيميائية. وقد أدان الوزير ممارسات النظام السوري ضد شعبه, وذكر أن مصر تناشد جميع الأطراف السورية والمجتمع الدولي سرعة تفعيل مؤتمر( جنيف2) لإيجاد حل سياسي للوضع في سوريا برمته يحفظ لسوريا وحدة أراضيها وتنوعها, ويحقق المطالب والتطلعات المشروعة لمختلف مواطنيها وأطيافها المتعددة. كما صرح السفير أحمد عبدالعزيز قطان سفير المملكة السعودية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية بأن إجمالي المساعدات السعودية للاجئين السوريين, بلغت373 مليونا و30 ألف دولار أمريكي, مشيرا إلي أنه تم توزيعها كالتالي100 مليون دولار مساعدات عينية للائتلاف السوري, و80 مليون دولار تم الاعلان عنها خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في دولة الكويت خلال شهر يناير..2013 جاء ذلك في تصريح له امس, وأوضح أن مساعدات المملكة شملت أيضا183 مليونا و30 ألف دولار تبرعات نقدية وعينية, تم جمعها من خلال الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا, بالإضافة إلي10 ملايين دولار عبارة عن بطانيات وبسط وخيام لإغاثة اللاجئين السوريين في الأردن. بينما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف عن فزعها مما آلت إليه تطورات الأوضاع في سوريا خلال الفترة الاخيرة بما في ذلك ما جري الأسبوع الماضي من استخدام للأسلحة الكيماوية والتصعيد الذي أعقب ذلك. وفي الوقت الذي أكد بيان للجنة أن معاناة المدنيين في سوريا قد وصلت إلي مستويات غير مسبوقة, فقد أشارت إلي أن البادي هو أنه لا توجد نهاية في الأفق. وقال ماغني بارث رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا: إنه في حين بلغ عدد القتلي بسبب النزاع في سوريا إلي أكثر من100 ألف قتيل ويموت مئات آخرين بشكل يومي أو يكافحون للتغلب علي إصاباتهم, فإن المئات وربما أكثر ينضمون يوميا أيضا إلي الملايين من السوريين النازحين في الداخل أو الباحثين عن ملاذ آمن خارج البلاد, مشددا علي أن المزيد من التصعيد المحتمل في سوريا قد يؤدي الي مزيد من النزوح وكذلك زيادة الاحتياجات الإنسانية للمدنيين وهي الاحتياجات الهائلة بالفعل حاليا. في الإطار نفسه لفت مسئول الصليب الأحمر إلي أن سوريا تشهد نقصا حادا في المستلزمات الطبية الحيوية والمواد الغذائية والمياه في عدد من المناطق التي تم إغلاقها لعدة أشهر والتي لم تتمكن فرق اللجنة الدولية أو الهلال الأحمر السوري من الوصول إليها. وأضاف بارث أنه في أجزاء كبيرة من ريف دمشق علي سبيل المثال, فإن كثيرا من الناس يموتون لأنهم يفتقرون إلي الإمدادات الطبية وكذلك لعدم وجود ما يكفي من العاملين في المجال الطبي للرعاية بحالاتهم, مؤكدا أن الصليب الأحمر مازال علي استعداد للاستجابة لكل الاحتياجات الإنسانية للمحتاجين أينما كانوا في سوريا مطالبا بضرورة إتاحة الوصول غير المشروط لفرق العمل الإنساني إلي جميع المناطق. وجدد مسئول الصليب الأحمر تأكيد أن أطراف النزاع في سوريا عليها ان تسمح وتسهل المرور السريع وبدون عراقيل للاغاثة الانسانية للمدنيين المحتاجين, وكذلك احترام حق جميع الأشخاص من الجرحي والمرضي سواء كانوا من المدنيين أو المقاتلين, لافتا إلي أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية من قبل أي طرف إنما يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي وعلي جميع الأطراف احترام الحظر المفروض علي استخدام مثل هذة الأسلحة.