لن تنسي ذاكرة العرب قادتها ورجالها العظام ويأتي علي رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي قطع البترول عن الغرب في حرب أكتوبر وقال قولته الشهيرة عشنا وعاش أجدادنا علي التمر واللبن وسنعود لهما, ولن تنسي شيخها زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية عندما رفض إعادة ضخ البترول قائلا: الدم العربي ليس أغلي من البترول العربي. والحمد لله ما يزال أسلافهم يسيرون علي نفس النهج ويضعون الكرامة والعزة وشرف العروبة قبل المال والسلطة والجاه. والآن وبعد أربعين عاما نجد نفس الموقف المشرف للسعودية يتكرر وينتفض الملك عبدالله بن عبدالعزير ويعلن للعالم أجمع أن السعودية شعبا وحكومة تقف مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة وضد التدخل في شئونها. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل قال سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي من أعلن وقف مساعدته لمصر أو يلوح بوقفها فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم العون لمصر واليوم لا أجد كمواطن مصري الكلمات التي يمكن أن تعبر عن مدي شكري وتقديري لجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين لموقفه التاريخي بجانب مصر في هذه اللحظة الفاصلة التي تمر بها مصر العروبة, فعلا جلالتكم خير خلف لخير سلف. والشكر متواصل لربان الدبلوماسية العربية الماهر سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية لجهوده المكوكية المساندة لمصر وحربها ضد الإرهاب. وبالأمس بهرتني كلمات السفير أحمد قطان سفير المملكة بالقاهرة عندما قال حرفيا لبرنامج هنا العاصمة نحن نعشق مصر وسندافع عنها إلي الأبد. وجاءت تصريحاته حول زيادة العمالة المصرية بالسعوية بمقدار نصف مليون نسمة منذ ثورة25 يناير لتصل إلي أكثر من مليوني نسمة لتؤكد دعم السعودية المتواصل لمصر علي مدي العامين الماضيين حتي في السنة الكبيسة التي حكم خلالها المعزول. كما أن مصر حكومة وشعبا لن تنسي المواقف الداعمة والمساندة لها من قادة وحكام ورؤساء الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين والعراق وسلطنة عمان والأردن. ونسأل المولي سبحانه وتعالي أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وحكومته وشعب المملكة الشقيق وقادة وحكام العرب الشرفاء ومصر وشعبها من كل سوء, وأن يجعل كيد شياطين الغرب وأذنابهم تركيا ودويلة قطر في نحورهم وأن يكفي مصر والأمة العربية كيدهم.