أوصي المهندس أحمد يوسف مدير عام( إف في سي) شمال شرق إفريقيا, الشركة المتخصصة في تقديم القيمة المضافة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, البنوك المصرية بتطبيق حلول التكنولوجيا الخضراء التي من شأنها توجيه هذه البنوك لاتخاذ المعايير البيئية في اتخاذ قراراتها والإسهام في حل مشاكل التغيرات المناخية في مصر. وأوصي البنوك- في كلمته أمام المشاركين في مؤتمر( بنك تك2010) الذي اختتم أعماله بالقاهرة بتفعيل استخدام الخدمات البنكية من خلال الانترنت والهواتف المحمولة وماكينات الصرف الآلي لنشر ثقافة ومفهوم التكنولوجيا الخضراء, لتوفير الوقت والجهد اللازم لإجراء أي معاملات بنكية وتجنب زحام المواصلات والموارد التي ينفقها البنك في تعيين موظفين لخدمات العملاء بمقرات البنك, وتوفير مكان لتأجير فروع للبنك, في حين يمكن إجراء هذه المعاملات عن طريق الانترنت أو المحمول. وأوضح يوسف أنه يمكن للبنوك استخدام مفهوم التكنولوجيا الخضراء من خلال تقليل استخدام الورق والخطابات في إعلام العملاء بموقفهم المالي, مشيرا إلي أن مصدر الورق هو الأشجار في الغابات, وهو بشكل أساسي له علاقة بموضوع التغيرات المناخية, وبمعني أخر فإن تقليل استخدام الورق في البنوك يقلل من الانبعاثات الكربونية. ولفت إلي أهمية اختيار البنوك لموردين يتمتعون بأبعاد بيئية في تصنيع وتوفير تجهيزات البنوك لمراكز البيانات الخاصة بها بما تحتويها من كم خوادم ومعدات لها تأثير سلبي علي البيئة بسبب الانبعاثات الحرارية الكبيرة الناتجة عنها, فضلا عن الحاجة إلي تبريد هذه الخوادم مما يرفع من درجات حرارة الجو. وأوضح أن هذه المعدات تحتاج إلي طاقة كبيرة, وأن مصدر هذه الطاقة هو الوقود الحراري, إضافة إلي مشكلة تكهين مثل هذه الأجهزة الذي يحتاج إلي تكاليف كبيرة ليتم التخلص منها بأسلوب علمي حتي لا تؤثر علي البيئة. وأشار إلي أن البنوك يمكن أن تتحول نحو التكنولوجيا الخضراء عن طريق عقد الاجتماعات الدورية لها من خلال تقنيات( الفيديو كونفرانس) و(الاوديو كونفرانس), لتقليل النفقات وتقليل إنبعاثات الكربون, موضحا أن تفعيل مبدأ العمل من المنزل باستخدام التكنولوجيا يعد أحد الحلول المتاحة لتقليل نفقات الذهاب والإياب والوقت المستغرق للذهاب إلي العمل والتلوث الناتج عن المواصلات, مؤكدا أنه يمكن الاستفادة من التكنولوجيا في هذا الصدد خصوصا في مصر, خاصة مع تمتعها ببنية تحتية تكنولوجية قوية وسرعات عالية للانترنت إضافة إلي مستوي عال من أمن وحماية نقل البيانات. وأكد يوسف أهمية استخدام الحلول الافتراضية لتقليل عدد الخوادم بحيث يمكن للبنوك شراء خادم واحد يقوم بجميع الأعمال, بالإضافة إلي تفعيل سياسة تدوير المخلفات الإلكترونية ورفع الوعي والتشجيع علي هذه الخطوة, ودعوة البنوك لتمويل مشروعات تخدم البيئة مثل مشروعات الطاقة المتجددة, والابتعاد عن تمويل مشروعات ضارة بالبيئة. وأوضح أن نسبة الانبعاثات الكربونية من المواصلات علي مستوي العالم تبلغ3% مقارنة ب12% في مصر, إلا أن هذه النسبة ستصل عالميا إلي25% خلال عام2015, ما يبرر المضي قدما نحو اتخاذ خطوات للإسهام في تقليل الانبعاثات الكربونية عن طريق التكنولوجيا الخضراء. ونوه بأن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مهتمة بالتكنولوجيا الخضراء فضلا عن وزارات البترول والكهرباء والسياحة أيضا, وتوقع مزيدا من الاهتمام بالتكنولوجيا الخضراء من خلال عقد المزيد من الفعاليات والمؤتمرات التي تدعم هذا التوجه. ودعا يوسف إلي عقد مؤتمر متخصص عن التكنولوجيا الخضراء لتوظيف تكنولوجيا المعلومات لخدمة مختلف القطاعات في مصر والمنطقة العربية, استجابة لدعوة الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للاهتمام بتطبيق التكنولوجيا الخضراء.