عشق المصريون القدماء زهرة اللوتس لارتباطها بالكثير من المعاني والرمزية فما قصة هذه الزهرة الخالدة ودورها في الفكر المصري القديم والتي استمرت في الفن المصري حتي الآن, واللوتس نبات مائي ينتمي إلي فصيلة البشنين وينمو في البرك والجداول والمستنقعات, وهناك ثلاثة أنواع من اللوتس هي: اللوتس الأبيض, والأزرق والوردي. أطلق المصريون القدماء عدة أسماء لهذه الزهرة منها: سشن وسششن وسشني وأطلق علي البراعم نحبت ونخب, وأطلق علي الورقة خا. تخيل المصري القديم أنه في بداية الخليقة انبثق النبات من خلال المادة الجوهرية الأساسية وهي الماء والأرض ثم ظهر الرب فوق زهرة هذا النبات, وذكر أن بداية الخلق كانت في البركة الكبيرة في الأشمونيين التي فيها زهرة اللوتس بجوار البراعم واستخدمت الهيئة الخاصة بالطفل ذي تاج الكوبري علي رأسه وهو با ايتن والذي يخرج من اللوتس ويصبح بارعا, وحدث الربط بين اللوتس ورع خلال عصر الانتقال الأول إلا أنه خلال الدولة القديمة كان هناك معارضة لاشتراك رب الشمس مع نبات أزلي. ورط المصري القديم بين الزهور المائية مثل اللوتس وبين الشمس بما لاحظه المصري من تفتح زهورها عند شروق الشمس وانغلاقها عند الغروب, وكانت سفينة تحمل شعار اللوتس, وارتبطت أيضا بالمعبود نفرتم والذي انبثق من زهرة اللوتس ومن ثم اتخذ لقب سيد قوة الحياة وهذا يؤكد التطابق بينهما بل وربما أن هناك طقسا لإقامة رمز نفرتم( مكون من ساق وزهرة اللوتس عليها الريشتان) مثل طقسة إقامة عمود جد والتي ترمز للبعث وتجديد الولادة. وصاحب تصوير هذا الرمز بعض العبارات التي تتمني للمتوفي بداية عام جيد جديد, ولم يكن نفرتم مجرد الشمس أو الرب الخالق بل كان أيضا هو حورس الحاكم الأرضي ولذا ارتبطت إقامة شعار أو رمز نفرتم بشعائر التتويج, وجاء في متون الأهرام أن الملك ونيس ولد في عين شمس في فترة كان يسيطر فيها رع علي التاسوع ونفرتم علي البشر. ورمزت زهرة اللوتس إلي نفرتم الذي ينعش رب الشمس برائحته وظلت هذه الزهور لمدة طويلة هي الوحيدة التي تقدم في الأعياد مع زهور البردي. وارتبطت زهور اللوتس بالمعبود حورس حيث جاء في إحدي البرديات أن ست اقتلع عين حورس ودفنها في الجبل وفي الصباح أصبح إنسانا العين زهرتي اللوتس وذلك يشير إلي مدي قدرة هذه الزهرة علي الحياة وتتميز هذه الزهور بشذاها الطيب الذي يرمز لتجدد الولادة والبعث, وفي أحد فصول الموتي كان المتوفي يتحول إلي زهرة اللوتس حيث يبعث من جديد. منذ الدولة القديمة تكاد لا تخلو الأيدي وخاصة أيدي السيدات من زهور اللوتس وكذلك زينة المرأة ووضعت مع قمع الدهن العطري فوق رءوس الأشخاص وخاصة السيدات وكن يمسكنها ويستنشقن عبيرها. اشتركت زهور البردي مع زهور اللوتس في خواصها العامة حيث الرائحة الذكية وأنهما من النباتات المائية التي ارتبطت ببدء الخليقة, وكانت زهور وبراعم البردي تقدم للمتوفي حيث يقوم بشمها. وتقدم كقربان خاص بفترة الفيضان, وكانت إحراج البردي هي موطن المعبودة حتحور, بل وجاء في إحدي الأساطير أن نبات البردي كان نتاج ريق المعبود رع. ويعتبر صولجان واج( عبارة عن ساق وزهرة البردي) رمزا للمعبودات المختلفة وذلك منذ بداية الأسرات, واستخدم كتميمة, ولون البردي الأخضر ارتبط بمعان رمزية حيث لون به أوزيريس باعتباره باعثا للحياة, وارتبطت تمائم الحماية والشفاء باللون الأخضر الذي يعني أيضا النمو والشباب والصحة وكذلك السعادة.