تقع عزبة الحلاليف علي بعد كيلو ونصف من مدينة بني سويف وتحيطها القمامة من كل جانب والكارتات المحملة بالكراتين الفارغة ومخلفات طعام وخبز وأشياء غريبة. حياة تلك العزبة بدائية لا تتمتع بأقل مستوي من الآدمية حيث لا توجدبها مدرسة أو وحدة صحية أو أي منشأة حكومية أو أي مرفق يعبر عن حياة أو أي مظاهر للتقدم أو العيشة الكريمة. في البداية التقينا هنري عزيز سعيد الملقب بأبو ناير كبير العزبة حيث بدأ حديثه معي عن أصل وفصل القرية قائلا: إن العزبة كانت في الأساس منزلا واحدا فقط لجدنا قليني القبطي, والذي جاء من بلدته في مركز البداري محافظة أسيوط واستقر هنا في هذا المكان التابع لحوض الشماس نمرة5 التابع لقرية الكوم الأحمر مركز بني سويف, وبدء في قناية أي تربية الحلاليف ليقتات منها وكانت في ذلك الوقت التربيةمتاحة وعمل في التربية أغلب ابناء العزبة لعشرات السنين حتي ان العزبة كانت تشتهر بعزبة الحلاليف نظرا لكثرة الخنازير بها و الي ان صدر قرارحظر التربية و انتشار مرض انفلونزا الخنازيرفأنهينا تربيتها واضاف ان العزبة بها اكثر من150 منزلا جميع افرادها يعملون في جمع الكراتين والمخلفات والبعض يعمل بالزراعة. فسألته عن هذا الكم الهائل من الخبز الجاف في المنشر وفيما يستخدم, يقول نجله ناير حاصل علي معهد اللاسلكي بضيق وحذر أنت عايز المعلومات دي ليه؟ دي مش هاتفيدك في حاجة, ورفض الاجابة, واكتفي بقوله نحن نربي المواشي في الكارة ونعمل في الفلاحة وأهالي العزبة يمتهنون أكثر من مهنة مثل الفلاحة وجمع الكراتين وليست الزبالة واكد ان معظم شباب القرية وأطفالها يعملون في مهنة جمع الكراتين والتي تدر عليهم دخلا بعد إعادة بيعها في ظل عدم وجود وظائف خاصة حملة المؤهلات المتوسطة والدبلومات اما عن المنشر فيقول ناير اننا انشأنا المنشر الممتلئ بالآلاف من أرغفة الخبز فترة العيد فقط لزوم الموسم! بينما يقول فرج ثابت فلاح نعاني من عدم وجود مدارس بالعزبة واقرب مدرسة للتعليم الاساسي تبعد عنا بمسافة5 كيلو مترات أما بالمرحلة الاعدادية فتبعد اقرب مدرسة أكثر من10 كم لذا فمعظم الأطفال المقيمين بالعزبة لا يعرفون القراءة والكتابة, فمن لديه النية في تعليم الأطفال يعجز بسبب عدم وجود المواصلات, وأكمل قائلا: إن القمامة والكراتين التي يقوم معظم شباب وأطفال القرية بجمعها تحتوي علي أكياس ومواد سامة تؤذي وتسمم العديد من ماشية العزبة بسبب ابتلاع تلك السموم والاشكالية الكبري أن العزبة ليست بها وحدة بيطرية والماشية تموت بسبب صعوبة نقلها للوحدة بالمحافظة فتكلفة نقل البقرة فقط علي سيارة نقل يزيد علي ال100 جنيه فمن يملك تلك الامكانات لعلاج ماشيته. واستطرد خلف ثابت فلاح قائلا: توجد بالقرية مئات بل آلاف الأطنان من الكراتين أمام البيوت وداخلها وهي بمثابة القنبلة الموقوته التي تهدد العزبة بالحرق في أي لحظة بسبب تلاصق البيوت وعدم وجود حنفيات إطفاء بالعزبة فضلا عن بعد وحدات الحماية المدنية عن العزبة. ويشير وائل نعيم عامل جمع كارتون الي اشتغال العديد من الأهالي بالزراعة وتقسم ترعة بليفيا المنطقة الزراعية بالعزبة والمنطقة السكنية, ويضطر الأهالي إلي عبور تلك الترعة عن طريق فلوق النخيل التي قمنا بوضعها بالجهود الذاتية وهو ما يعرض الماشية والأطفال للسقوط في كثير من الاحيان بالترعة واكمل قائلا: يعاني كل شباب وأطفال القرية الأمراض الصدرية والجلدية بسبب العمل بالقمامة وتحدث مرتجفا عن مافيا شراء الخبز المدعم من جميع نواحي المحافظة والذي يقوم كبار العزبة بتجفيفه وبيعه علفا للمواشي. ويقول أمجد قدسي موريس 27 سنة أعمل في مهنة جمع الكراتين منذ أكثر من15 عاما وأنا طفل ونقوم بجمع الكراتين من الشوارع والمحلات الكبري والثلاجات ونقوم ببيعها لتجار الجملة بالقاهرة وهذه وراثة ابا عن جد والجد قليني هو أول من أسس وأدخل هذه الصنعة في العزبة وتعلمنا جميعا علي يديه وظل بها الي ان اخذت البلدية( المحافظة) منا المشروع وأصبح مشروع جمع القمامة يتبع البلدية فقررنا عدم الوقوف متفرجين خاصة أن هذه مهنتنا ومهنة اجدادنا فانفردنا بمهنة جمع الكراتين. ونتحدث عن أهم المشكلات التي تواجه أهالي العزبة وهي في حالة حدوث أي سرقة من العزب أو القري المجاورة يتهمون شبابنا بسرقتها نظرا لخروجنا في أوقات متأخرة من الليل لجمع مخلفات المحلات من كراتين وخلافه وكذلك مطاردتنا من شرطة المرافق والطرق وضباط الاحداث حيث ان المهنة يعمل بها صبية دون السن. ومن جانبه, يقول المهندس طه عبد الواحد رئيس الوحدة المحلية بقرية شريف باشا والتابع لها عزبة الحلاليف إن هناك تصرفات أهالي العزبة السلبية من شراء الخبز وتجفيفه وعند تحرير المحاضر يقولون بأنه بقايا خبز متعفن من البيوت التي نجمع منها القمامة فضلا عن كونها تحتاج لمعاملة خاصة من قبل المسئولين لأن معظم قاطنيها من الأقباط ويهددون باختلاق المشكلات مع المسلمين القلة بالعزبة في حال مضايقتهم في أرزاقهم ووعد بوضع حنفية حريق بالعزبة في القريب العاجل, وطالب من أهالي العزبة بتقديم طلباتهم ومقترحاتهم لتطوير العزبة قائلا: باب مكتبي لا يغلق أمام أحد.