في ركن منعزل بالمنزل وبعيدا عن أعين جلادها جلست الطفلة رحمة ذات السنوات الثلاث تبكي وتصرخ وحدها تشكو إلي الله ضعفها وقلة حيلتها وهوانها علي من ملك أمرها مهمومة مكسورة الخاطر بعد أن ذبلت ملامحها وتبدلت وأصبحت لا تحمل براءة الطفولة الجميلة التي تختفي وتتلاشي أمامها الأحزان, لهول ما تلاقيه من صنوف العذاب علي يد عشيق والدتها الذي يتحول الي وحش كاسر لا يعرف قلبه الرحمة ولا الشفقة بطفلة ضعيفة بمجرد سماعه بكائها علي والدتها التي تتركها بمفردها وترتمي في أحضان العشيق, حيث اندفعت مروة وراء نزواتها مقابل بضعة جنيهات قليلة أو عدد من الأقراص المخدرة التي أدمنتها. استمرت مروة علي هذه الحال عدة سنوات حتي شاهدت عواد مسجل خطر, ونشأت بينهما علاقة واعتادت ارتكاب الإثم, وفي أحد لقاءاتهما المحرمة أبلغها بأنه يغار عليها فوعدته بإخلاصها له فقام بعقد قرانه عليها واستمرت حياتهما حتي أنجبت طفلتها رحمة وبعد عدة شهور تم القبض علي زوجها في إحدي قضايا المخدرات وتم الزج به خلف القضبان ولكنها عادت لجرمها. وبدأت تلهث خلف نزواتها في الوقت الذي تقرب منها احمد صديق زوجها بحجة ان زوجها طلب منه مراعاتها ومتابعة سلوكها أثناء فترة حبسه واستغل الصديق ذهابه الي شقة مروة للاطمئنان عليها وعلي طفلتها وأوقعها في حبه ونشأت بينهما علاقة عاطفية وبدأ يتردد علي شقتها بمدينة السلام بالقاهرة وخوفا من بطش الجيران بعد ملاحظتهم بتردد شخص غريب علي شقة جارتهم مروة, فطلب منها الحضور إلي شقته بمنطقة الوراق وبالفعل ترددت عليه كثيرا وكانت تمكث بشقته بصحبة طفلتها رحمة لعدة أيام, وكانت الأم تترك طفلتها بمفردها في صالة الشقة تبكي وتصرخ وتنغمس في الإثم, وفي احد الايام عاد العشيق الي شقته فوجد عشيقته نائمة فطلب من الطفلة رحمة أن تذهب لإيقاظ أمها وعندما تأخرت الطفلة تجرد من جميع المشاعر الانسانية وبقلب متحجر انهال علي الطفلة بالضرب ورفعها بيديه إلي أعلي وألقي بها علي الارض لتسقط غارقة في دمائها وتلفظ أنفاسها الأخيرة. وطلب من والدة الطفلة الذهاب بها إلي المستشفي وإخبار الأطباء بسقوط الطفلة من شرفة الشقة, ولكن أطباء الاستقبال بمستشفي الموظفين شاهدوا آثار تعذيب علي جسد الطفلة واتصلوا برجال المباحث الذين اكتشفوا الجريمة. وتم القبض علي المتهمة وعشيقها وأمر اللواء حسين القاضي مساعد أول الوزير لامن الجيزة بإحالتهما الي النيابة فأمر ياسر عبداللطيف مدير نيابة الوراق بحبسهما4 أيام علي ذمة التحقيق. وكان اللواء محمد الشرقاوي مدير الادارة العامة للمباحث قد تلقي اخطارا من اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة بورود بلاغ من مستشفي الموظفين بوصول رحمة3 سنوات جثة هامدة وبجسدها آثار تعذيب ونزيف بالمخ. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء الشرقاوي وتبين من تحريات اللواء مجدي عبدالعال مدير مباحث الجيزة والعميد عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع الشمال أن والدة الطفلة المجني عليها علي علاقة غير شرعية بمسجل خطر يدعي أحمد مقيم بالوراق, وأنه وراء تعذيب الطفلة وقتلها ولاذ بالفرار. تم عمل عدة أكمنة بقيادة العقيد درويش حسين مفتش مباحث الشمال نجح خلالها المقدم عمرو السعودي رئيس مباحث الوراق في القبض علي المتهم وبمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة.