".......، .....،......" أي بذاءة أو أي قباحة مكان هذه النقاط".. يعف القلم عن كتابتها ضد وزير الداخلية أو أي مسئول آخر، لا بد أن أسطرها حتى أكون حينئذ صحفيًا وكاتبًا جريئًا وشجاعًا في نظر البعض، أو أن أنزل لأتظاهر، وأردد هتافات وراء من لا أعرف دوافعه واتجاهاته وحساباته. أما أن أصفه بصاحب الوجه "المقفول"، أو بالغباء السياسي أو المطالبة بإقالته، فهذه "موالسة" للداخلية وخيانة لمهنتي ونقابتي عند آخرين! فهناك نوعيات من الصحفيين أوغيرهم، لا ترى قيمة للتعبير، إلا بقلة الأدب والسفالة في الألفاظ والانحطاط في الحوار، وانتهاج منهج الأولتراس في البذاءات ألفاظًا وحركات. للأسف هذا ما تعودناه على الجدران أن تقرأ وتسمع ألفاظًا بذيئة وجنسية فاضحة، تقال بدافع من الحنق والتحفز والبحث عن خصومة من بلطجية يتحفزون ككلاب مسعورة للانقضاض عليك، وتقيؤ ما في جوفهم من حنق وحقد وانحطاط. هذا لا يقتصر على نوعية معينة من الصحفيين فحسب، بل صار هو سمة الشارع المصري، وربما البيت المصري الذي يرى من تبنى وجهة نظر ما، أو اعتقادًا ما "سياسي أو غير سياسي" مبررًا لإظهار مستوى التربية، وهم لايرون في كل هذه القمامة، سوى شجاعة وحرية رأي. ما حدث بالأمس من القبض على اثنين من داخل نقابة الصحفيين، مهما كان من رؤيتي للمبالغة في تضخيمه إلى درجة الكذب والادعاء، إلا أننى رأيته علامة على مدى اللا مسئولية والاندفاع والحماقة والغباء من جانب قيادات وزارة الداخلية؛ مما أعطى فرصة لإشاعة أخبار كاذبة، رددها محامي المتهمين بأن الشرطة أطلقت الرصاص، بالرغم من أن مفاوضات كانت تجري مع النقيب وبعض أعضاء مجلس النقابة، إلا أننى ذهلت من مدى اندفاع القرار باقتحام المبنى، ولو لم يتم عنف، لكن عندما تصاعدت الأحداث، امتطى البعض صهوة البطولة، وراحوا يكيلون الشتائم والاتهامات. كل هذا لا يجدي مادمت لا أستخدم ألفاظ مقاهي المثقفين، التى يتفاخرون فيها بسب الدين علانية، والتلفظ بألفاظ بذيئة من رجال ونساء في استعراض قميء، حتى صارت قلة الأدب هى علامة الحرية والإبداع. طبعًا سأكون كاذبًا ومنافقًا إن قلت إنني عفيف اللسان في جلسات الهزار مع أصدقائي، لكن عندما أكتب أو أتبنى موقفًا، فأنا حينئذ سأكون ملوثًا وخائنًا لقدسية القلم والكلمة. بعض من الأدب في الحوار فما أسهل من الضغط على حروف الكلمات البذيئة. والجريمة الكبرى التى أهالت ما لا يمكن توقعه من سفالات هو تساؤلي عن كيفية مرور هذه الفضيحة دون تصوير لقطة لصورة أو فيديو على أي موبايل مع الذين كانوا في النقابة ساعة القبض أو الاقتحام، نضعه في "عين التخين" عندما ينفي أي اقتحام، وهو ما حدث! فهل عجز البعض عن التصوير؟ أم أن كل الهواتف كانت "فاصلة شحن" فكيف لي أن أشكك في فعل الاقتحام ولو بتساؤل واقعي في ظل مجتمع يترصد بالكاميرا والفيديو لأتفه الأحداث في الشوارع أو البيوت، أو في غيرها لدرجة أن مواقع بث لقطات الفيديو أصبحت سجلًا يوميًا لحياتنا في كل مكان. أيها السادة لو اعتمدنا على هذه البذاءات؛ فمن الممكن أن نكسب قضيتنا، ولكننا سنفقد شرف الكلمة إلى الأبد.