لم يكن قرار إقالة عصام الأمير من رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون مفاجئًا لأحد، فكل العاملين في مبنى ماسبيرو لديهم على الأقل توقع الإطاحة به في أي لحظة، لما وصل إليه حال قنوات التليفزيون، وأوضاع موظفيه من ترد دفع رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل لوضع حد لها بتعيين صفاء حجازي. والسؤال الملح هو: هل هي الإصلح لهذه المهمة كبديل للأمير؟ أو بعبارة أخرى هل تمتلك عصًا سحرية للإصلاح والهيكلة التي هي هاجس يراود كل من يعمل بهذا المبنى العريق؟ والإجابة بسيطة "نديها فرصة"؛ فتاريخها في العمل الإخباري معروف، ومشهود لها بالكفاءة، تمرست في العمل من نشرات الأخبار إلى التقارير التى تميزت بها، خاصة في مجال الجامعة العربية.. مبنى ماسبيرو به 42 ألف موظف، وبه أكثر من 20 قناة تليفزيونية، ما بين رئيسية وإقليمية وتعليمية وفضائية، ومتخصصة، وأكثر من 20 محطة إذاعية ما بين إذاعات رئيسية، وإذاعات إف إم وغيرها.. كل هذا يحتاج بالفعل إلى عصا سحرية؛ لأن كل قطاع وكل قناة بها مشكلة، ولم يعد هذا المبنى مصدر دخل يكفي لهم كحال معظم وسائل الإعلام في مصر.. والسبب هروب الكفاءات، والبيزنس الخفي الذي يعتبر العامل الرئيسي في انهيار القنوات الرئيسية كالبرامج التي تقدم بدون رسالة أو هدف، خاصة في القناة الأولى.. وأعرف أن صفاء حجازي لن تملك عصا سحرية.. لكنها على الأقل تمتلك ثقافة ووعيًا تتحاشى به الأخطاء القاتلة التي وقع فيها عصام الأمير كقراره العنتري بإذاعة مباراة منتخب مصر وغانا في عام 2013، ونتج عنه خسارة التليفزيون مليوني دولار من الجزيرة الرياضية، وعدم وجود رؤية واضحة لإصلاح القنوات المتخصصة التي تعد عبئًا على اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فلا توجد قناة تتمتع بمشاهدة غير قناة النيل للرياضة.. وبدون دوري لا قيمة لها. أما القناة الأولى، فإن أرادت حجازي إصلاحها فعليها أن تعيد هيكلتها؛ لتصبح قناة منافسة للقنوات الخاصة، وتمثل العمود الفقري للاتحاد، وأظن أن بالتليفزيون عشرات الكفاءات، بالإضافة إلى وقف مهازل البرامج التي تستهين بالمشاهد، خاصة تلك المنتجة من الخارج. أما القنوات المتخصصة فلا ضرورة إذن لكل هذه القنوات، طالما أنها فقدت رسالتها وأهميتها، وليست هناك مشكلة فى أن يتم تجميعها فى قناة واحدة، وفقرات سينما بدلًا من قناة كاملة، وفقرات لايف، وفقرات ثقافية، وتظل قناة النيل للرياضة كونها تتمتع بنسب مشاهدة.. وإن أرادت أن تستعيد المشاهد لقنوات التليفزيون؛ فعليها أن تضع نصب عينيها كلمة واحدة "الصدق" في المعلومة، وأن تصبح الرسالة هي المواطن والوطن، لا ملء الفراغ وحشو البرامج بضيوف وكلام لا يودي ولا يجيب.. مطلوب فقط تليفزيون للوطن.. وليس قنوات تشبه مكاتب الموظفين تشطب بعد الساعة الثانية بعد الظهر.