فى أول بيان لها بعد قرار مجلس النواب بعزلها، قالت رئيسة البرازيل ديلما روسيف، لقد حاربت طوال حياتى وسجنت من أجل الديمقراطية وسوف اواصل القتال من أجلها . وواصلت .. الآن فقط انتبهت إلى الحقيقة وهى أننى ضحية خيانة من نائب الرئيس نفسه، ميشال تامر وحزبه الحركة الوطنية الديمقراطية. واستنكرت خلال البيان قرار مجلس النواب الذى تسيطر عليه أغلبية من رجال الأعمال واليمينيين. وأكدت مجددًا وفقا للبيان أنها لم تفعل أى شىء بشكل غير قانوني مشيرة إلى أنه لأول مرة يتم محاسبة رئيس دولة بناء على وشايات وادعاءات كاذبة. واتهمت روسيف خصومها بسوء استخدام المال العام والإثراء غير المشروع، ووجود حسابات فى الخارج ، .. فى إشارة إلى إدواردو كونيا رئيس مجلس النواب. وقالت ساخطة من قرار مجلس النواب، أى ديمقراطية فى العالم تسمح لنائب رئيس الجمهورية بخيانة الرئيس المنتخب بأغلبية 54 مليون الأصوات، وأنهت روسيف البيان بعبارة " لقد أصبحت الخيانة علنية..و لاشرعية لخائن ". ومن جانبها أعلنت اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم فى البرازيل عقد اجتماع طارئ لمناقشة هزيمة الحكومة في إجراءات العزل وبحث الأخطاء في صياغة السياسات التي ارتكبتها إدارة الرئيسة ديلما روسيف. وقال البيان الصادر عن اللجنة المركزية أنه سيتم خلال الاجتماع الذى سوف يحضره الزعيم التاريخى للحزب، الرئيس السابق لولا دا سيلفا، مناقشة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى أكتوبر المقبل، وعرض اقتراح اللجنة على الرئيسة ديلما روسيف. فى حال موافقة الرئيسة روسيف على الاقتراح تتقدم بطلب إلى مجلس الشيوخ والمحكمة الاتحادية العليا لإعفائها من منصبه، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة فى أكتوبر القادم. ورجحت مصادر فى حزب العمال إنه فى حال إجراء انتخابات رئاسية مبكرة سيتم ترشيح الرئيس السابق لولا دا سيلفا. يأتى الاجتماع الطارئ للجنة المركزية على ضوء إعلان أكثر من 46 عضواً من 81 من أعضاء مجلس الشيوخ رسمياً استعدادهم للتصويت على إقالة روسيف فى الجلسة العامة التى سيحددها المجلس فى النصف الأول من مايو القادم. فى نفس السياق أشار المحامى العام البرازيلى جوزيه إدواردو كاردوزو إلى أن الأمر سيكون مختلف تماماً فى الجلسة العامة لمجلس الشيوخ. وقال كاردوزو فى مؤتمر صحفى أمس " أثق فى رئيس مجلس الشيوخ هرنان كاليروس، فهو رجل لن يفعل شىء ضد الدستور والقانون". وأبدى دهشته من مفارقة أن الذى ترأس جلسة الموافقة على عزل ديلما روسيف، شخص متهم بالفساد وتلقى الرشى ويستحق المحاكمة، فى إشارة إلى إدواردو كونيا، رئيس مجلس النواب. وتحت شعار "لا روسيف ولا تامر " أكدت مارينا سيلفا المرشحة الرئاسية السابقة على أن الحل الوحيد الآن للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تمر بها البرازيل هو الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة. وقالت لماذا يعيش ميشيل تامر دور البطولة الآن بعد تحالف دام 13 عاماً مع حزب العمال وهو وحزبه شركاء فى الحكومة التى يتهمها بالفساد والفشل . .لماذا الآن؟! وتعليقًا على الأحداث قال الرئيس البرازيلى الأسبق فرناندو هنريكى كاردوسو أن ديلما روسيف حتى الآن هى رئيسة البرازيل، علينا الانتظار لقرار مجلس الشيوخ. وأوضح كاردوسو أن الدستور البرازيلى فى هذه الحالة لا ينص على انتخابات رئاسية مبكرة . ونصح كاردوسو القوى السياسية بالحفاظ على الحرية والديمقراطية والاحترام وعدم الإصرار على شيء غير صحيح من الناحية الدستورية. من جانبه أعلن هرنان كاليروس رئيس مجلس الشيوخ تسلمه قرار مجلس النواب بعزل روسيف مشيراً إلى أنه سيتم تشكيل لجنة خاصة لبحث كافة الاتهامات ثم يتم تحديد موعًدا للتصويت. وطالب كاليروس خلال تصريحات صحفية بعدم استعجال الأمر حيث أن عملية العزل ليست سهلة، بل يترتب عليها مستقبل الدولة ومصالح الشعب،مؤكداً أنه لن يخضع لضغوط رئيس مجلس النواب ادواردو كونيا بتسريع الإجراءات. وردًا على الاتهامات الموجهة إليه أمس من قبل رئيس شركة النفط العملاقة بيتروبراس والذى يتهمه بتلقى رشاوى بقيمة 6 ملايين دولار ، قال هرنان كاليروس لقد قدمت من قبل كافة المعلومات والتوضيحات حول هذا الأمر. وقال ريكاردو ليفاندوفسكى رئيس المحكمة العليا أن دور المحكمة يقتصر فقط على التنسيق مع مجلس الشيوخ ورسم اتفاق خارطة الطريق، مؤكداً أن إجراءات عزل الرئيسة ديلما روسيف يختلف عما حدث أثناء عملية عزل الرئيس الأسبق فرناندو كولور دي ميلو فى عام 1992.