يبدو أن موضوع جزيرتي تيران وصنافير اللتين أثارتا ضجة إعلامية وعالمية اليومين الماضيين، فتحت شهية الإمارات العربية المتحدة في المطالبة مجددًا بحقها في جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي استولت عليها إيران. وأكدت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي تأييد ودعم جمهورية روسيا الاتحادية حق الإمارات في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من إيران، من خلال المنهج السلمي الذي تنتهجه الدولة عبر المفاوضات الجادة المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. ولفتت إلى أن الجانب الروسي سعى للوساطة في هذا الملف بين الإماراتوإيران، عام 2012 لكن هذا المسعى قوبل بتعنت إيراني. فما هي قصة الجزر الثلاث محل الخلاف بين الإماراتوإيران؟؟ حقائق حول الجزر الثلاثة: - جزيرة طنب الكبرى: هي واحدة من ست جزر تشكل أرخبيل مضيق هرمز جنوب الخليج العربي تتبع إمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، احتلتها إيران عام 1971، وتقع اليوم ضمن محافظة هرمزجان الإيرانية وتبلغ مساحتها ما يقارب 9 كم2 ويسكنها 700 نسمة. تمتاز جزيرة طنب الكبرى بسطحها المنبسط، ويقوم في طرفها الشرقي الجنوبي المقابل لمدخل الخليج مرتفع جبلي أقيمت على قمته فنارة لإرشاد السفن، وذلك في عام 1912 بموافقة حاكم رأس الخيمة آنذاك الشيخ سالم بن سلطان القاسمي بناء على طلب من الحكومة البريطانية باعتباره صاحب السلطة والسيادة على الجزيرة، وكانت إقامة هذا الفنار في الجزيرة من الأهمية بمكان، نظرًا لموقع الجزيرة على خط سير السفن الداخلة إلى الخليج، وكذلك الخارجة منه وهي الخطوط الملاحية للسفن التجارية ولناقلات البترول المحملة من مواقع الإنتاج في مختلف مناطق الخليج العربي. عرضت الحكومة الإيرانية آنذاك بواسطة بريطانيا شراء جزيرتي طنب ولكن حاكم رأس الخيمة الشيخ سلطان بن سالم القاسمى أكد مع حاكم الشارقة في 15 مايو 1930 رفضهما القاطع بيع جزيرة طنب إلى البلاط الفارسي، مهما كان الثمن المعروض وعدم موافقتهما على قيام أي شيخ بالبيع أو التخلي عن أي جزء من أراضيهم. قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة كانت الجزيرة تتبع لرأس الخيمة، واحتلت عن طريق إيران في 1971 تحت غطاء خطة بريطانية مثيرة للجدل لإعادة توزيع واستقلال مستعمراتها في الخليج العربي، وتطالب الإمارات العربية المتحدةإيران بالانسحاب من جزيرة طنب الكبرى مستندة بأدلة تاريخية على أن أصل الجزيرة عربي. وقد شبه مجلس التعاون لدول الخليج العربي الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث "بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية"، وذلك بعد قيام طهران بفتح مكتبين لها في الجزيرة. - جزيرة طنب الصغري: هي أيضًا ضمن أرخبيل مضيق هرمز جنوب الخليج العربي، تتبع إمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، احتلتها إيران في عام 1971، وتقع اليوم ضمن محافظة هرمزجان الإيرانية، وتطالب بها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحتل هذه الجزيرة موقعًا يبعد عشرة كيلومترات إلى الغرب من جزيرة طنب الكبرى. في 29 نوفمبر 1971 احتلتها القوات الإيرانية بعد انسحاب البريطانيين من هذه الجزيرة، وكان ذلك قبل إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث طالبت بها الحكومة الإماراتية إلى جانب جزيرتي طنب الكبرى وأبو موسى، ولكن الحكومة الإيرانية تدعي أنها جزر إيرانية كانت قد احتلت من قبل البريطانيين في السابق، واكتفت الإمارات بالوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة تفاديًا لتصعيد النزاع بينها وبين إيران. - جزيرة أبو موسي: هي الأخرى في تشكل أرخبيل مضيق هرمز جنوب الخليج العربي التابعة لإمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، احتلتها إيران في عام 1971، وتقع اليوم ضمن محافظة هرمزجان الإيرانية وتطالب بها دولة الإمارات العربية المتحدة. تقع جزيرة أبو موسى على بعد 94 ميلًا من مدخل الخليج العربي، مقابل ساحل إمارة الشارقة، حيث تبعد عن مدينة الشارقة نحو 60 كيلومترًا، بينما تبعد عن الساحل الشرقي للخليج العربي بحولي 72 كيلومترًا. تبلغ مساحتها حوالي 20 كيلومترًا وأراضيها سهلية منخفضة فيها تل حبلي يسميه السكان (جبل الحديد) ويبلغ ارتفاعه 360 قدمًا وجبل آخر يطلق عليه الأهالي جبل الدعالي وفيها بعض التشكيلات المعدنية مثل الجرانيت وأكسيد الحديد الأحمر الذي استغل منذ أكثر من 57 سنة قبل الاحتلال. قام الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بزيارة إلى جزيرة أبو موسى الإماراتيةالمحتلة، وكان وزير خارجية الإمارات قد شبه احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى باحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية. عدد سكان جزيرة أبو موسى حوالي ألف وخمسائة نسمة وجميعهم من العرب الأصليين الذين ينتمون إلى القبائل العربية في الساحل الغربي للخليج العربي ويملكون مراكب كثيرة يستخدمونها في النقل التجاري إضافة للصيد، وفي الجزيرة إدارات حكومية تابعة لإمارة الشارقة تؤدي الخدمات للسكان. في 30 نوفمبر 1971 نزلت القوات الإيرانية في جزيرة أبو موسى حيث تم سيطرة القوات الإيرانية على الجزء المتفق عليه مع حكومة الشارقة في مراسم لتنفيذ مذكرة التفاهم بحضور ممثل عن بريطانيا ونائب حاكم الشارقة الشيخ صقر بن محمد بن صقر القاسمي. وانقسم الرأى العام المحلي والعربي حول مذكرة التفاهم والإقرار لإيران باحتلال نصف الجزيرة بين مؤيد ومعارض، فقد رأى البعض أن ذلك الاجراء يعتبر تفريطًا بأرض الجزيرة وبمياهها وأنه رضوخ للوعيد والتهديد العدواني الإيراني وتسليم للضغوط التفاوضية البريطانية وأن ما تم يمنح إيران قاعدة متقدمة للقفز على المزيد من الأرض العربية تحقيقًا لأهداف الشاه في التوسع والسيطرة على منطقة الخليج العربي بأسرها، في حين رآى البعض الآخر أن التفريط بالجزء أفضل من ضياع الكل. وقال حاكم الشارقة في تصريح له في ذلك اليوم: أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، وان الاحتفاظ بالسيادة على البعض أفضل من خسارة السيادة على الكل، نحن لا نستطيع عسكريًا أن نمنع إيران من احتلال جزيرة أبو موسى، والدول العربية لم تساعدنا فكان علينا أن نقلع أشواكنا بأصابعنا، البعض يتهموننا بأننا أضعنا نصف جزيرة أبو موسى ونحن نقول أننا أنقذنا نصف الجزيرة. لقد احتلتها القوات الإيرانية بعد انسحاب البريطانيين من هذه الجزيرة، وكان ذلك قبل إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث طالبت بها الحكومة الإماراتية إلى جانب جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، ولكن الحكومة الإيرانية تدعي أنها جزر إيرانية كانت قد احتلت من قبل البريطانيين في السابق، وأيضًا اكتفت الإمارات بالوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة تفاديًا لتصعيد النزاع بينها وبين إيران. - أول شهيد إماراتي علي أرض جزيرة طنب الكبري: هو سالم سهيل خميس بن زعيل الدهماني ولد عام 1951 ويعتبر أول شهيد في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، أحد منتسبي شرطة رأس الخيمة المكلف بحراسة جزيرة طنب الكبرى التابعة لإمارة رأس الخيمة، استشهد على يد قوات الجيش الإمبراطوري الإيراني خلال الهجوم الذي أدى إلى احتلال جزيرة طنب الكبرى فجر يوم الثلاثاء 30 نوفمبر 1971، أي قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بيومين. وتكريمًا للشهيد أمر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بتحديد يوم 30 نوفمبر من كل عام يومًا رسميًا لجميع شهداء الدولة تحت مسمى (يوم الشهيد) والذي يصادف يوم استشهاد سالم.