بعيدًا عن الأعين يستدرج "طفل صغير"، ويجرده من ملابسه بوحشية تحت التهديد، ويغتصب براءته دون التفات لنظرات الخوف والترجي في عيناه، وبعد أن يفرغ شهوته ويستعيد عقله، يضغط علي الضحية نفسيًا لعدم افتضاح أمره، ليصبح الطفل الصغير تحت رهن إشارته، أو يكمل جريمته البشعة بجريمة أكبر، بقتل الضحية ويخفي جثته. فلم تكن ثورة أولياء الأمور، مدرسة "المستقبل الدولية البريطانية للغات"، بعد اتهام فرد أمن بالمدرسة، باستدراج طفل 3 سنوات وتكرار اغتصابه، سوي حلقة في عقد انفرطت حباته، بسبب تكرر مثل هذه الحوادث في المدارس وملاجئ الأطفال، وفي القرى والنجوع. فبحسب دراسة أصدرها المركز القومي للبحوث، بالتعاون مع عدد من المراكز الحقوقية، أعدتها الدكتورة فادية أبو شهبة الأستاذة بالمركز، فإن 20 ألف حالة تحرش واغتصاب تقع في مصر سنويًا، 85% من الضحايا هم من الأطفال، و 45% من الحالات العنف الجنسي اغتصاب كامل للطفل الضحية، مع الإجبار على عدم إخبار أسرته بالحادث، فيما يتعرض 20% من الضحايا للقتل بطريقة بشعة. وفي آخر إحصائية أجراها المجلس القومي للأمومة والطفولة، تم رصد 1000 حالة اغتصاب تعرض لها الأطفال في الفترة من يناير إلى أكتوبر 2014، وقدرت الحالات غير المسجلة ب 3000 حالة سنويا. روت أم الطفل الذي تعرض للاغتصاب، داخل مدرسة المستقبل الدولية، مأساتها علي صفحات التواصل الاجتماعي، بعد أن هدأت قليلا من هول الصدمة، قامت بتحرير محضر رقم 18351، وتم الكشف عن أن هناك خمسة أطفال تعرضوا لنفس الحادث، منهم طفلة "بنت" وحررت أسرتها محضر رقم 18476، في حين طالبت المدرسة من أولياء الأمور التكتم علي الأمر، وأكدت أن الأمر لا يزال قيد التحقيق، خاصة أن الحادث لم يتم إثباته، وأن المدرسة تتخذ الاحتياطات المناسبة لحماية وأمان الأطفال. تقول الأم وتدعي دينا: "بدأت الواقعة منذ يوم الخميس 7 إبريل الماضي، عندما رجع ابني وهو بيقول لي في "واوه"، مشيرا إلى مكان حساس في جسده وقد أصيب بإعياء شديد وتعب"، عندما تفحصت الأم طفلها لم تجد شيئاً، وفي اليوم الثاني تكررت شكوي الطفل، وسط حالة شديدة من البكاء والألم. عندما شكت الأم في الأمر وضغطت علي الطفل قال: "عمو طلعنا فوق السطوح وقلعني البنطلون أنا وأصحابي". عندما توجهت الأم لإدارة المدرسة طلبوا منها التكتم علي الأمر، ولكن الفضيحة كانت أشبه بكرة الثلج التي تكبر كلما تدحرجت، واتضح أن نفس القصة تكررت من نفس الشخص المتهم بالاعتداء علي ولد وبنت. انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبات بإعدام الشخص المتهم في الوقعة، بعنوان "إعدام مغتصب الأطفال"، من حسن حظ الأطفال أن الحادث تم اكتشافه، فهناك الكثير من حالات الاغتصاب، التي تقع ويرفض الأهالي الإبلاغ عنها خوفا من الفضيحة، أو يقوم الجاني بإخفاء جريمته عن طريق قتل الضحية، وإخفاء الجثة بالدفن أو الحرق أو الإلقاء في النيل. ولا ننسى حادث اغتصاب الطفلة زينة بمحافظة بورسعيد، حيث اعتدى عليها جنسيا ابن حارس العقار الذي كانت تسكن فيه، ومعه صديقه، ثم ألقيا بجثتها من أعلى العقار لتسقط جثة هامدة. ففي أسيوط بوسط الصعيد، قام شاب باستدراج ابن شقيقه الصغير، واغتصبه بوحشية ولإخفاء جريمته قام بقتله، وإغراقه في ترعة الإبراهمية، وباكتشاف الجريمة والتحقيق مع المتهم، اتضح أنه أقدم علي فعلته، انتقاما من والد الطفل الضحية، الذي قام بالتعدي عليه جنسيا وهو صغير. بدأت الواقعة عندما استدرج العم ابن شقيقه الضحية، ويدعي محمد عبد النبي الطفل الصغير، بحجة أخذه لفسحة بركوب "توك توك"، وقام باستدراجه لمكان قريب من ترعة الإبراهمية، والاختفاء وسط الزراعات، وإجباره علي خلع ملابسه واغتصابه بوحشية، ولإخفاء جريمته قام بوضعه فى شبكة صيد مملوءة بالأحجار وألقاه فى الترعة. عاد العم بعد أيام من الاختفاء، ليروي قصة مختلقة عن اختطاف الطفل منه، ولكن بالتحقيق معه وتضييق الخناق عليه، اعترف بتفاصيل الواقعة، وأكد أن الدافع وراء ارتكاب الحادث، هو قيام شقيقه والد الطفل المجني عليه باغتصابه وهو صغير، تم اصطحابه لمسرح الجريمة واستخراج الجثة من الترعة، وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام علي ذمة التحقيق. أما "رؤي" الطفلة الصغيرة ذات الثماني سنوات، فلم يكن حظها أفضل حالا، عندما تجرد شاب يدعي هيثم من أي مشاعر، وقام باستدراجها واغتصابها داخل مخزن بوحشية، ولإخفاء جريمته الأولي قام بقتلها، بدأت الواقعة عندما أرسلت الأم طلفتها الصغيرة لإحضار كوب زبادي. عندما رأي المتهم الطفلة الصغيرة، طافت بمخيلته فكرة شيطانية، وأعمته شهوته وسيطرت عليه رغباته، فقام باستدراج الفتاة للمخزن بحجة إحضار أكواب الزبادي، وقام بتجريدها من ملابسها بوحشية، ولم يرحم توسلاتها ودموعها وقام باغتصابها، وبعد أن أفرغ شهوته واستفاق، دله شيطانه على قتل الطفلة الصغيرة خنقا لإخفاء الجريمة وعدم افتضاح أمره. كانت العقبة الأخرى أمام الجاني، هي إخفاء معالم الجريمة والتخلص من الجثة، فقام بشراء جوال من أحد المحلات القريبة، ووضع الجثة في كرتونة وتركها أمام المخزن، حتى يبعد عنه الشبهات، ولكن بظهور الجثة وبدأ التحقيقات، دل بعض سكان المنطقة عن أنه كان آخر شخص شوهد بصحبته الفتاة الصغيرة رؤي، وتعرف صاحب المحل الذي اشتري منه الجوال عليه، فتم القبض عليه بتهمة القتل والاغتصاب. لم يفكر كثيرا وقرر قتلها، وبالفعل خنقها حتى فارقت الحياة، وتركها جثة هامدة في المخزن، وعاد للمحل، أنجز بعض المهام العالقة الخاصة به، واشتري "جوال" وعاد للمخزن، ووضع الطفلة ذات الجسد الصغير بداخله، وأدخلها في "كرتونة" صغيرة ووضعها أمام المخزن. لحسن الحظ لا تنتهي معظم حوادث اغتصاب الأطفال بالقتل، ولكن بعضها يتوقف عند افتضاح أمر الجاني، وترك الجريمة آثارها النفسية والاجتماعية لدي الضحية، ففي محافظة المنوفية وتحديدا بمركز مدينة السادات، قام شاب يدعي وائل، باستدراج طفل صغير لم يتجاوز عمره 7 سنوات، وتعدي عليه جنسيا وتركه في حالة إعياء، بعد أن هدده بالقتل في حالة البوح بما حدث. ولكن تحت ضغوط الأهل، اعترف الطفل الصغير بتفاصيل الجريمة وما حدث له، فقام الأهل بإبلاغ المستشار أحمد العناني مدير نيابة السادات، والذي أمر قوات الشرطة بالتحري عن الأمر، وأكدت جميع الأدلة صحة الواقعة. وفي البحيرة كانت الفضيحة واقعة أكبر، خاصة أن المتهم في القضية محفظ قرآن، وأن الطفل المجني عليه أقر أن الجريمة كانت تقع داخل المسجد، بدأت الواقعة التي حدثت بأحد مراكز أبو المطامير بالبحيرة، عندما تلقي العقيد محمد الطنيخي، مفتش مباحث أبو المطامير بلاغا من والد الطفل " ع. ع. ع"، بقيام عامل بأحد المساجد ومحفظ قرآن، بممارسة الرذيلة مع طفلة داخل المسجد، ليتم القبض علي المتهم والتحقيق معه. وقائع اغتصاب الأطفال كثيرة ومتعددة، وتنتشر بشكل واسع بين أطفال الشوارع، ويظل "التوربيني" الذي كان يغتصب أطفال الشوارع ويلقي بهم من فوق القطارات، يتصدر قائمة أشهر هذه القضايا.