أجرى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو محادثات في طهران أمس، ركزت على ترطيب العلاقات بين البلدين، وتفعيل التعاون الاقتصادي في مجالات النفط والغاز والطاقة والنقل والسياحة والقضايا الجمركية والمصرفية، كما ناقشت آلية رفع كل العقبات لزيادة حجم التبادل التجاري إلى 30 بليون دولار سنويًا. وصرح داود أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع إسحاق جهانجيري، نائب الرئيس الإيراني: «يجب أن تجد تركياوإيران رؤية مشتركة لإنهاء القتال بين أشقائنا في الشرق الأوسط، ووقف الصراعات العرقية والطائفية»، وزاد: «ربما اختلفت وجهات نظرنا، لكننا لا نستطيع تغيير تاريخناأوجغرافيتنا». وتختلف تحالفات البلدين في أزمة سوريا، إذ تدعم طهران نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تساند تركيا المعارضة التي تدعو إلى إسقاط نظام الأسد كمخرج للأزمة. لكن توتر العلاقات بين أنقرة وموسكو إثر إسقاط الطائرة الحربية الروسية العام الماضي أفسح المجال أمام مزيد من المشاورات بين أنقرةوطهران، خصوصًا في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي الذي أزال العقوبات الاقتصادية الدولية عن إيران في كانون الثاني (يناير)، وإبداء أنقرة رغبتها في دخول الأسواق الإيرانية. وأمل رئيس الوزراءالتركي بتشجيع الاستثمار المشترك المباشر «لأن عقبة العقوبات الدولية التي منعتنا من تحقيق هدفنا زالت، ما يعني أننا نستطيع بسهولة تجاوز حجم التجارة الثنائية المستهدف سابقاً، وهو 30 بليون دولار سنوياً»، علمًا أن معهد الإحصاء التركي حدد حجم التبادل التجاري بين البلدين ب 9.7 بليون دولار عام 2015. وتصدّر تركيا معدات ومركبات ومنتجات حديد وصلب لإيران، فيما يمثل النفط والغاز الطبيعي 90% من صادرات إيران إلى تركيا، وتستضيف تركيا خط أنبوب الغاز الإيراني الممتد إلى دول أوروبية. وأيدّ جهانجيري تصريحات داود أوغلو قائلاً: «نختلف في مسائل إقليمية، لكننا عازمون على إيجاد نقاط تقارب لتحقيق الاستقرار في المنطقة، والذي سيُفيد إيرانوتركيا». وزاد: «وجود التنظيمات الإرهابية يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة»، معتبرًا أن زيارة داود أوغلو إلى طهران، وهي الأولى له منذ توليه منصب رئيس الوزراء، «تحظى بأهمية خاصة ويمكن أن تشكل منعطفًا في العلاقات بين إيرانوتركيا اللتين ارتبطتا دائمًا بعلاقات جوار طيبة، وتطورت منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة في تركيا».