في ميادين مصر وشوارعها من الممكن أن تري عربات بيع منتجات "القوات المسلحة" لتأمين غذاء المصريين، عن طريق توفير السلع الأساسية للمواطنين، لمحاربة الغلاء وضبط الأسواق، ومد يد العون للشعب في ظل ظروف اقتصادية صعبة. في ساعات الصباح الأولي تتحرك عربات "مشروعات الخدمة الوطنية" لتؤدي مهامها في محاربة الأسعار بالقرب من دار القضاء العالي بميدان الإسعاف، اصطف عدد كبير من المواطنين، للحصول علي المنتجات الأساسية، لحوم ودواجن وأسماك، وزيت وسكر ومعلبات وسلع أخري. وسط الزحام وقفت سيدة عجوز تتشح بالسواد، وهي تحمل بعض السلع، التي حصلت عليها للتو تدعي الحاجة نفيسة عبد الله، تقول وقد ارتسمت علي وجهها ابتسامة واسعة راضية وترفع يدها للسماء:" ربنا يخلي لنا "السيسي" والجيش ربنا يديم علينا الخير ده علشان الفقير يقدر يشتري ويأكل". حضرت الحاجة نفيسة من مسكنها بمنطقة القلعة، خصيصاً لشراء ما تحتاجه من سلع، التي تقل علي مثيلتها النصف، مثل اللحوم التي يصل سعرها ل 42 جنيه، في حين وصول سعرها في محلات الجزارة ل 80 جنيهاً. اعتاد محمود عبده الرجل الستيني علي المعاش، أن يحضر بصفة مستمرة لشراء منتجات القوات المسلحة يقول:"اللحمة ممتازة وسعرها منخفض وأحلي من اللي عند الجزار والكيلو كيلو"، يضحك وأضاف: الجزار مستغرب ومحدش بقي يشتري منه لأن اللحمة وصلت لدي بعض الجزارين ل 100 جنيه وده حرام غير أنها مليئة بالدهون ومش مضمونة، هذا بخلاف المنتجات التموينية التي تمتاز بالجودة وانخفاض سعرها"، كل ما يطالب به عم محمود، هو زيادة عربات الجيش، خاصة في المناطق الشعبية. تحضر مدام "سمية" بصفة أسبوعية، لشراء مستلزمات منزلها بصفة مستمرة، خلال الشهور الثلاث الأخيرة، وقفت ربة المنزل تعدد المزايا التي تحصل عليها تقول:" بعد ارتفاع الأسعار وجشع التجار، كانت عربات القوات المسلحة، هي طوق النجاة للمواطن المصري المطحون، منتجات عالية الجودة ونظيفة جدا، وأسعار مدعومة ومخفضة وميزان مظبوط"، تنصح ربة المنزل كل سيدة مصرية بتجربة وشراء منتجات الجيش لأنها كما تقول نظافة وأمان وجودة، مطالبة القوات المسلحة بزيادة المعروض، خاصة من منتجات الأسماك. يقول الضابط المسئول عن عربة منتجات الثروة السمكية، والذي فضل عدم ذكر اسمه، إن العربة توفر أنواعا متعددة من المنتجات السمكية، وبأسعار تقل عن مثيلاتها بالسوق المحلي وبنسبة 10% على الأقل، مضيفا بأن المنتجات تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين، لافتا إلى بدء "البيع" في تمام التاسعة صباحا، وانتهائه بنفاذ الكمية المعروضة للبيع ومن دون وقت محدد للعمل. وأضاف في تصريحات ل "بوابة الأهرام"، عربات القوات المسلحة تعتبر بمثابة وحدة عسكرية متنقلة، مشيرا إلي أن هناك متابعة مستمرة "سرية" يجريها جهاز "مشروعات الخدمة الوطنية"، للتأكد من حسن التعامل مع المواطنين، ولمقارنة سعر بيع المنتجات بما تم تحديده مسبقًا. وأكد إبراهيم الهوارى مسئول أمن عربية بيع اللحوم، إن تواجد عربات القوات المسلحة بالشارع يأتي تنفيذًا لتعليمات الرئيس السيسي بضرورة تواجد منافذ متحركة لبيع منتجات الجيش من أجل مواجهة غلاء الأسعار. وأوضح الهوارى، أن العمل يبدأ في تمام الخامسة صباحا من مقر الجهاز ب"الهايكستب"، وينتهي في الشارع بنفاذ المعروض، لافتا إلى عدم تأثر الإقبال على شراء المنتجات السمكية بانتشار بعض الأمراض بها.