مع بداية الفصل الدراسى الثانى بالجامعات تشهد جامعة القاهرة نشاطًا ثقافيًا وبحثيًا ملموسًا؛ لتأكيد الدور المنوط بالجامعات القيام به، ضد أسلوب التلقين، الذى يجب أن يختفي تمامًا من الجامعات. فلقد أعدت جامعة القاهرة مسابقة باسم "اقرأ" حول ثلاثة كتب هى: "مستقبل الثقافة في مصر" للدكتور طه حسين، و"الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبدالرازق، و"لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم" لشكيب أرسلان، وستقام ندوة لكل كتاب، إلى جانب تقدم الطلبة بأبحاث لاختيار أفضل ثلاثة منها، وتوزيع ثلاث جوائز تبلغ قيمتها خمسين ألف جنيه. هذه المسابقة مهمة لتنشيط التفاعل الثقافى، وإعمال العقل ضد ثقافة "التلقين"، وتوجيه الطلبة إلى مؤلفات كبار المفكرين الذين تناولوا قضايا الأمة فى كل المجالات، بالإضافة إلى طرح برامج متنوعة لدمجهم فى أنشطة المسرح، والغناء، والمسابقات الرياضية. ولاشك أن هذه الخطوة مهمة لإعادة الاعتبار إلى الكتاب، وجذب الشباب إلى القراءة الجادة، ودفعهم إلى البحث والاطلاع على مختلف كنوز المعرفة، ويجب أن تتلوها خطوات أخرى؛ لتمكين الدارسين من البحث، وأن يعتمد تقييم أدائهم على ما يقدمونه من دراسات، وأن تتم مناقشتهم فيها. هذه الطريقة هي أفضل السبل لتصحيح مسار التعليم، إذ لا يعقل أبدًا أن يتخرج الطالب من الجامعة، وقد نسى ما حفظه من مواد دراسية، ويلجأ بعد ذلك إلى الاشتراك فى دورات تدريبية فى مجال تخصصه، أملا فى الحصول على الخبرة التى تؤهله لسوق العمل، فالمفترض أن ما يتعلمه فى هذه الدورات، يكون قد درسه، وقدم فيه أبحاثًا خلال سنوات الجامعة. ومن المهم تعميم خطوة جامعة القاهرة على كل الجامعات، وعلى وزارتي التعليم العالي، والبحث العلمي وضع فلسفة جديدة للتعليم الجامعي في مصر.