قال رئيس وزراء الكونغو، اوجستين ماتاتا، إن مستقبل إفريقيا شأنه شأن مستقبل العالم تمليه قواعد العولمة فهو هذا السباق نحو الثراء الذي تدخله الأمم والذي يمكن أن تكسبه بشرط أن تتكيف قيادة كل دولة مع شروط المنافسة العالمية. وأضاف ماتاتا خلال كلمته بجامعة القاهرة اليوم السبت، أنه ومن وجهة نظره كلما سيطر القادة الأفارقة على السياسات الاستغلالية فيما يخص التنظيم الاجتماعي ومعوقات حرية المؤسسات والمواطن، تجلت التنمية بالمزيد من الازدهار لشعوبنا. وأوضح أن صورة إفريقيا بصفتها قارة تم استعمارها ستظل مستعمرة طالما أن القيادة ترفض التخلي عن البقايا المؤسسية للاستعمار ، فيجب إذن إثراء بلادنا وشعوبنا في - عالم مفتوح. وتابع: "في إفريقيا تواجه قادة الإدارات العامة وإدارات القطاع الخاص والمؤسسات تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فالمسألة تكمن في التحدي المستمر الذي يواجه النخبة الإفريقية التي لم تتمكن بعد من إخراج إفريقيا من دائرة الفقر والوصول ببلادها وشعوبها نحو الثراء، وإن البلاد الإفريقية في منافسة علمية واقتصادية وتكنولوجيا ومالية ومؤسسية وقضائية واجتماعية وسياسية مع باقي دول العالم فيجب علينا - على سبيل المثال- أن نُوجد مستويات عالية من الادخار لإفريقيا ، ونسب فوائد منخفضة من أجل تشجيع الاستثمار. وأكد أن تقدم ونجاح البلاد ينتجان أولاً من أعمال قادتها التي تتمثل في مواجهة التحديات بشكل صحيح وبكفاءة، ومن ثم يمكن وصف فشلها وتأخيرها باعتباره نقصًا أو نقاط ضعف في القيادة، وأن التاريخ الحديث يوضح أن مكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي قد تحسنت بشكل واضح نتيجة تحسن القيادة الإفريقية، وهكذا فإن تطوير إفريقيا لا يعود إلى تتابع الأجيال تلقائياً، ولكنه ثمرة وعى تدريجي لنخبتها فيما يتعلق بمقاومة المعوقات والأزمات، وإن التحدي الذي ينتظر القائد يتمثل في كونه جريئاً وقادراً على الدخول في إصلاحات حاسمة من شأنها أن ترفع من شأن المؤسسات .