قال الكاتب محمد سلماوي، إن الوطن العربي يمر بمرحلة تغيير، من حال إلى حال، مضيفا: فنحن في مرحلة انتقالية، بدأ فيها صوت الشعب العربي يسمع، وصوت الشعب هم الأدباء والمثقفون، الذين هم المعبر الأول عن ضمير وإدراك الشعب. جاء ذلك خلال اللقاء الفكري الذي جمعه بالشاعر حبيب الصايغ، رئيس اتحاد الكتاب العرب، بمعرض الكتاب، مساء اليوم، وأداره محمود الورداني. وأضاف سلماوي: والإرداة تفرض نفسها بشكل واضح على الساحة العربية، ويواجه الاتحاد العام موقفا مزدوجًا، فهو يتعرض لتهديدات، وقد رأينا دولا عربية تتمزق وتتداعى، كما حدث في لبيبا، وفقدنا في اتحاد العرب أحد الأعضاء، وهو اتحاد كتاب ليبيا الذي ناله من التمزق والتداعي، ما نال وطنه نفسه، وخلا مقعده بالاتحاد. واستطرد: كان لمثل هذا الحدث أن يتكرر، وينتشر بين مختلف الدول، لولا تماسك الكتاب والاتحادات العربية المختلفة، ورفضها لما يحدث من أضرار على الساحة الثقافية، رفضت أن تمتد تلك الأضرار لمختلق البقاع، في الوقت الذي وجدنا التناحر والتقاتل ينتشر. وأوضح سلماوي أن فترة تولي الصايغ من أصعب الفترات قاطبًة، مضيفًا أن الاتحاد يضم 16 دولة عربية فقط، في حين أن عدد الدول العربية أكثر من ذلك بكثير، وقال: هناك حقيقة مؤسفة أن بعض الدول العربية ليس بها اتحاد كتاب، بل إن بعض الكتاب تقف ضد إقامة الاتحادات والحركة النقابية، وقد تحدثنا إلى ملوك وأمراء تلك الدول، ليمارسوا حقا من حقوقهم الطبيعية، التي نصت عليها وثيقة حقوق الإنسان، وهي نقطة تخص الحريات، لأن الحريات ليست فقط فيما قد يكتبه الأديب، الحرية هي التمتع بحقوق الإنسان كافة، فنحاول تعويضه بأن ندعوا الأدباء بشكل فردي. ورداعلى سؤال أحد الحضور حول إمكانية ظهور نجيب محفوظ آخر، أجاب سلماوي بأنه لا يوجد كاتب في تاريخ الأدب كله، يظهر مرتين، مضيفا: قدرة الأديب أن يجد لنفسه مكانًا جديدًا مميزًا، عليه أن يقرأ كل هؤلاء، ويُبدع في مسار أخر، فلن يظهر نجيب آخر، وعلينا ألا نتحسر على الماضي، ومصر التي أنجبت مثل نجيب محفوظ قادرة علي أن تنجب آخرين. وبخصوص الثورة، رأى سلماوي أن الثورة لم تنته، مازالنا في مرحلة تحول، من ثَم أهداف الثورة لم تتحقق بالكامل بعد، وهذه مهمة الكاتب والأديب أن يصوّر ذلك في أعماله.
