أقيمت مساء اليوم الأحد ندوة لمناقشة كتاب "القوى السياسية بعد 30 يونيه" للكاتب السياسي فريد زهران، الصادر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وذلك بالمركز الدولي للكتاب بالقاهرة، بحضور كل من عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والكاتب وحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، والكاتب الصحفي عبد العظيم حماد. عن الكتاب قال زهران إنه كتبه خلال الفترة التي تلت 30 يونيو مباشرة، مشيرا إلى أن الكتاب يضم أفكارا متعلقة بالمجريات على الساحة السياسية، ومناقشة تحليلية للأحداث، لرؤية المشهد بصورة أوسع. ويستدرك زهران: لكن بعض التوقعات التي قدمتها في الكتاب "شاخت" ومنها المراهنة على حزب الحركة الوطنية الذي أسسه الفريق أحمد شفيق. وعما قدمه الكتاب يقول إن الكتاب يطرح فكرة أن مصر تقدم فرزا سياسيا يختلف عن الفرز الذي لطالما قدمه اليسار المصري، الذي يقسم الاتجاهات السياسية ليسار ويمين ووسط، وهو تقسيم طبقي. ويضيف زهران: رغم اتفاقي مع مسألة التحليل السياسي تحليلا اجتماعيا، فإن الكتاب يأتي محاولة للخروج على عن هذا الإطار. يرى زهران في كتابه أن الفرز السياسي في مصر بعد 30 يونيو يقسم التيارات السياسية إلى ثلاثة تيارات، وهي تيار يسعى لبناء الدولة الدينية، وتيار يسعى لبناء دولة استبدادية، في حين يسعى التيار الثالث لبناء دولة مدنية ديمقراطية. يتفق د.وحيد عبد المجيد مع زهران في الفرز السياسي بعد 30 يونيو قائلا: هناك ثلاث قوى، إحداها تريد إعادة إنتاج ما قبل 25 يناير باستعادة الذريعة نفسها التي استخدمها النظام الديكتاتوري في مصر، بحجة أنه إذا حدث تغيير فإن القوى الدينية ستسيطر على البلاد. وعن المنهج الذي اتخذه الكتاب يقول عبد المجيد: الكتاب ربما يساعد القارئ في قراءة ما حدث في تلك الفترة، ولكن لن يساعد القارئ في قراءة الاحتمالات التي ستحدث في الفترة القادمة. ويضيف: الكتابة في هذا الموضوع أمر صعب، فالخريطة السياسية لابد أن تكون لها معالم و"تضاريس" واضحة وثابتة، وهو ما لا يتفق مع الوضع في مصر بعد 30 يونيو. وعن الفرز السياسي في مصر حسبما تناوله زهران يرى عبد العظيم حماد أن هناك أسسا اجتماعية قوية للإيمان بما وصفه ب"الدولة المهيمنة" قائلا: هناك أغلبية قد تصل لسبعين بالمائة من كافة الشرائح الاجتماعية ترى أن الدولة المهيمنة هو النموذج الطبيعي للدولة. ويتابع: هناك ضعف بالأحزاب لكن البنية الاجتماعية أيضا، التي هي المكون الأساسي لهذه الأحزاب، مسلمة بالدور المهيمن للدولة. من جانبه قال عمرو موسى إنه من الخطأ أن نعتبر أن ثورة يناير قد فشلت، مشيرا إلى أن التتابع المستمر للأحداث، الذي تمخضت عنه حركة 30 يونيو وما بعدها بالضرورة، هو نتاج لهذه الثورة. وعن الدور المطلوب للقوى السياسية في هذه الفترة يقول موسى: إن مهمتنا أن نجعل مصر تلحق بالقرن الحادي والعشرين، فلا يصح أن نتحدث في قرون مضت، في حين أن العالم يتحدث فيما يحمله المستقبل.