أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن اجتماع دول جوار ليبيا الذي تستضيفه الجزائر، مساء اليوم الثلاثاء، يأتي في مرحلة مهمة بعد اكتمال الإطار العام لاتفاق الصخيرات، الذي صار جاهزا للنظر من قبل مجلس النواب الليبى باعتباره المؤسسة الشرعية الموكل إليها إقرار الاتفاق. وقال وزير الخارجية، في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، إن دول الجوار تجتمع لمراجعة الموقف بشكل متكامل، خاصة مع التطورات المثيرة للقلق وهي إعلان تنظيم "داعش" الإرهابي الاستيلاء على مدينة سرت الليبية، وبحث كيفية العمل مستقبلا في إطار ما سوف يتخذ من قرارات اتصالا بتفعيل اتفاقية الصخيرات ومقاومة الإرهاب. وأضاف أن هذا الحدث له أهميته في إطار المشاورات الثنائية بين الدول الفاعلة والدول الإقليمية ودول الجوار التي هي أكثر الدول المعنية بخطر الإرهاب وانتشاره وزعزعته للاستقرار. وبالتالي صار التنسيق فيما بينها أمر حيوياً ومهما. وحول مدى توافق الآراء بين الاتحادين الأوروبي والإفريقي وبقية الدول المشاركة في اجتماع دول الجوار بشأن الأزمة الليبية، قال وزير الخارجية إن اجتماع اليوم سيظهر مدى التوافق، وأكد اعتقاده بأن هناك توافقاً بالنسبة لقضية حل الأزمة الليبية واستقرار ليبيا ووحدة أراضيها وامتثال كافة الأطراف لإرادة الشعب والنهوض بمسئولياته من قبل القيادات والأطياف السياسية لإخراج ليبيا من الأزمة. وقال إن هناك توافقاً دولياً داعما لاتفاق الصخيرات وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وهناك رغبة من المجتمع الدولى لتوفير كل سبل الدعم وتعزيز قدرات حكومة الوحدة الوطنية التي تستطيع أن توفى باحتياجات الشعب الليبى سواء فى الخدمات أو فى تحقيق الاستقرار أو في مقاومة الإرهاب مشيرا إلى أن كل الأطراف الدولية تسعى الآن بشكل حثيث للانتهاء من هذه الأزمة حفاظا على مقدرات ومصلحة الشعب الليبى. وحول لقائه مع المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا مارتن كوبلر مؤخراً بالقاهرة، قال وزير الخارجية إنه تم خلال اللقاء استعراض كامل لكافة الأمور، مشيراً إلى أن مهمته تتمثل في استكمال ما أنجزه سلفه برناردينو ليون، نظراً لدور الأممالمتحدة الرئيسي فى هذا الشأن، ومؤكدا أن المبعوث الأممي بالتشاور مع دول الجوار والدول الفاعلة عليه العمل على تنفيذ وإنفاذ الاتفاق الذى تم التوصل اليه وحكومة الوحدة الوطنية التى يتم السعى لتشكيلها. وعما إذا كانت مصر ستطرح الملف الليبى من خلال عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن، قال شكري أن هناك دائماً دوراً لمجلس الأمن على أساس ما يطرح من تقارير دورية من خلال الموقف الأممي مشيرا إلى أن الملف الليبى مطروح دائما على المجلس والتطورات التى تحدث ستفرض على مجلس الأمن وعلى أسلوب تناول الموضوع. يذكر فى هذا الصدد أن الاجتماع الوزاري العادي السابع لبلدان جوار ليبيا الذي ستضيفه الجزائر مساء اليوم يأتي امتدادا للاجتماع الذي عقد فى العاصمة التشادية نجامينا فى شهر يونيو الماضي ويشارك فيه بالإضافة إلى الجزائر ومصر كل من السودان والنيجر وتشاد والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وليبيا وممثل الأمين العام الأممي لليبيا مارتن كوبلر.