أكد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، أن التطرف من أخطر التحديات التى تواجه المجتمعات في كل العصور، لما يمثله من تهديد وعدوان على كل جوانب الحياة، الأمر الذي يستدعى حشد كل الجهود لمواجهة هذا الخطر ووأده فى مهده، قبل أن يستفحل ويتمدد فى شرايين الفرد والمجتمع. وأشار نصار، إلى أنه صار لزاماً على كل المؤسسات التي تتشكل منها الدولة الحديثة أن تقوم بواجبها ومسئولياتها. وأضاف رئيس جامعة القاهرة بكلمته فى المؤتمر الخامس والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى عقد بمدينة الأقصر، أن المؤسسات التعليمية تعد من أهم المؤسسات التي يناط بها التصدي لهذا الخطر، لأن التطرف قبل أن يكون سلوكاً هو فكر وثقافة وتنشئة وبيئة تساعد على تنمية هذا الشكل العدواني من السلوك، ومن ثم يتحدد دور المؤسسة التعليمية بين التمييز بين التطرف والإرهاب و مواجهة الفكر المتطرف بالفكر. وتابع نصار، أنه لابد من إعادة النظر فى أساليب المؤسسات الدينية الرسمية في التعامل مع ظواهر الإرهاب والعنف والتطرف، لأن هذه الأساليب تعزز مكانة المتطرفين لدى جمهور كبير من الناس. وشدد رئيس جامعة القاهرة على إعادة النظر في طريقة الطرح الإعلامي لقضية الدين بدءاً من خطبة الجمعة، وانتهاء بالبرامج التي تُقَّدم للناس عبر وسائل الإعلام المختلفة. وأوضح نصار، أن جامعة القاهرة تجربة رائدة فى تفكيك الفكر المتطرف بمجموعة من الإجراءات التى نجحت فى منع انتشار هذا الفكر بين الطلاب ، مشيرا إلى أن غلق المصليات المتناثرة فى أرجاء الحرم الجامعى والمدينة الجامعية والتي كانت تتعدد فى المبنى الواحد بتعدد الجماعات المتطرفة. ولفت إلى أن الملاحظة الأولية أن أعمال العنف تنطلق من هذه المصليات حيث يتجمع الطلاب الذين ينتمون إلى هذا الفكر المتطرف وله دور تنظيمى بحسب انتمائهم إلى جماعات إرهابية متطرفة . ويقومون على تجميع الطلاب وتجنيدهم ولا بأس من تقديم بعض الخدمات ولا شك أن هذه المصليات كانت بعيدة عن إشراف الجامعة نظراً لتعددها المفرط، وكان من المستحيل أن يتوفر لها إشراف جدى من الأوقاف أو الجامعة. ونوه نصار، إلى أن من أراد أن يصلى جماعة فعليه أن يمشى إلى مسجد الجامعة وهو ما حدث أيضاً فى المدينة الجامعية. واختتم رئيس جامعة القاهرة كلمته: تشجيع الطلاب على المبادرات الذاتية فى حماية النشاط كنشاط النماذج والابتكارات العلمية والرحلات والمعسكرات دون فرض وجهة نظر الجامعة حول مسار الرحلة وأن يقتصر دور الجامعة على الإطار التنظيمى ما التزم الطلاب بالقانون واللوائح.