وقع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس مرسوما حول تشكيل لجنة حكومية لمكافحة تمويل الإرهاب، وأكد المكتب الإعلامى للكرملين أن بوتين أوصى النيابة العامة والبنك المركزى وسلطات المقاطعات الروسية وغيرها بإبلاغ اللجنة بكل ما لديها من المعطيات والمعلومات عن أى مشتبه بهم يحتمل ضلوعهم فى الأنشطة الإرهابية، بما فى ذلك تمويل الجماعات المتطرفة. وذكرت قناة "روسيا اليوم" أن اللجنة ستتلقى تقارير دول أجنبية حول أى أنشطة مريبة لمنظمات أو أفراد غير مدرجين على قائمة المتورطين فى أنشطة متطرفة أو أعمال إرهابية بهدف تجميد أصولهم. وتزامن ذلك مع فرض إجراءات أمنية مشددة فى موسكو أمس بانتشار دوريات لرجال الشرطة وقوات الجيش فى شوارع العاصمة وحراسة مداخل محطات السكك الحديدية والمترو ومراكز التسوق، فضلا عن القيود على مداخل الميدان الأحمر وتفتيش حقائب الأشخاص. وفى غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف أن بلاده يمكنها هزيمة الإرهاب بمفردها، لكن الخيار الأفضل لموسكو وللغرب هو تنحية الخلافات وخوض القتال سويا. وقال ميدفيديف فى كلمة أمام قمة منظمة التعاون الاقتصادى فى آسيا والمحيط الهادى "أبيك" إن مقاطعة الغرب لروسيا تبدو "غريبة" على ضوء الهجمات التى وقعت فى باريس الأسبوع الماضى وحادث الطائرة الروسية فى مصر 31 أكتوبر الماضى. وجاء ذلك فى الوقت الذى حث فيه وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف القوى العالمية بعد اعتداءات باريس على توحيد جهودها ضد تنظيم "داعش" بدون فرض أى شروط مسبقة حول مصير الرئيس السورى بشار الأسد. وأشار لافروف إلى أن الطيران الأمريكى وطيران التحالف الدولى يوجه ضربات انتقائية للتنظيمات الإرهابية فى سوريا، مضيفا أن واشنطن تريد أن يُضعف داعش الرئيس السورى حتى يترك منصبه ويرحل، ولا تريد فى الوقت نفسه أن يقوى التنظيم الذى يستطيع أن يستولى على السلطة فى سوريا بعد رحيل الأسد. وميدانيا، صعدت موسكو من هجماتها بالصواريخ العابرة للقارات على مدينة الرقة السورية معقل داعش فى شمال سوريا، بينما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بيتر كوك أنه خلال الأيام الماضية أعاد الروس "النظر بضرباتهم" ضد التنظيم الإرهابى بعد توعد بوتين بتكثيف الضربات فى سوريا، ردا على حادث الطائرة الروسية فى سيناء.