تحول اعتصام العاملين بمصنع(المنصورة-أسبانيا), الثلاثاء للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة وإعادة تشغيل المصنع, إلى مأتم بعد مصرع إحدى زميلاتهم, إثر قيام سائق سيارة محملة (بالطوب)بدهسها ورفاقها الذين زاملوها لسنوات خلال رحلة البحث عن حقوقهم ومستحقاتهم على مدار سنوات, ظلوا يعانون فيها من تحكم رأس المال ورجال الأعمال. كانت آخر ضحايا محاولات الإبادة المنظمة (مريم عبد الغفار-42سنة), أو أم محمد كما تعود زملائها مناداتها تعمل بالمصنع منذ أكثر من(20سنة), بحثا عن الرزق, ظلت تطالب بحقوقها واعتصمت وأضربت أشهر كاملة حفاظا على"شقا العمر", عندما قامت الثورة ظنت أن حقوقهم سوف تعود وأن الثورة ستجعل قضايا العمال هي الأهم وستنتهي أزماتهم. لكن ما حدث هو العكس كما يروي أحد العاملين بالمصنع ل(بوابة الأهرام) قائلا" لقد استغل مالك المصنع إنشغال الشعب المصري في ثورته وبدأ فى التنكيل بالعمال من أجل التأكيد على أن عصر مبارك لم ينته. استغاث العمال ولم ينجدهم أحد بعد أن تمت تصفيتهم إلى عشرات. وفكروا فى قطع الطريق أمس, بعد أن تحداهم أحد العاملين بالمصرف المتحد المالك الأصلي للمصنع, بقوله"روحوا اقطعوا الطريق إنتوا مالكوش دية", فقام العشرات منهم بالاعتصام أمام مقر المصرف المتحد وخرجت معهم"مريم" وجلسوا في الشارع يبكون حظهم العاثر ورواتبهم المتوقفة. تحكي لهم "مريم" من وسط الأحزان أنها تمكنت وزوجها (عبد النبي- مدرس) من حجز إحدى القاعات لحفل خطوبة ابنها "محمد"، ثم فاجأتهم سيارة محملة "بالطوب" تريد أن تتجاوزهم، بالرغم من تحويل مسار الطريق إلى شارع المختلط المقابل لمكان اعتصام العمال والذي تزامن معه اعتصام عشرات السائقين بسياراتهم التي أغلقت الطريق بدورها, إلا أن السائق رفض المرور من الطريق البديل, كما يروي (عبد المنعم -عم الضحية)الذي تصادف مروره خلال المشادة بين العمال والسائق قائلا : لقد فوجئت بقيام السائق بالعراك مع المعتصمين مصمما على المرور, وتدخل حينها احد العاملين بالمصرف المتحد وقال: ادهسهم دول ديتهم 50 جنيه. الأمر الذي شجع السائق على تنفيذ تهديده بدهسهم. وهو ما حدث بالفعل وسط ذهولنا جميعا ووجدنا مريم مسجاة على الأرض وعدد من زميلاتها نتيجة الاصطدام بهم وألقينا القبض على السائق وسلمناه لرجال الجيش بعد قتله لمريم. وقد ودعت قرية "حواس" التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية جثمان شهيدة اعتصام(المنصورة –أسبانيا) إلى مثواها الأخير في مشهد جنائزي مهيب حضرة الآلاف من أهالى القرية والقرى المجاورة إضافة إلى جيرانها بمدينة طلخا وعمال مصنع المنصورة أسبانيا.