لم يخطر ببال مسئولي شركة فولكس فاجن الألمانية التي تربعت منذ شهور قليلة على عرض السيارات الأكثر مبيعا في العالم أن تتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى، على خلفية فضيحة التلاعب في نتائج الانبعاثات. "فولكس فاجن" التي تعني بالألمانية سيارة الشعب وتم تطويرها أيام الحكم النازي، تواجهها الأزمات من كل اتجاه، ف 1.1 مليون سيارة من سياراتها في المملكة المتحدة متضررة بفضيحة معالجة الانبعاثات في المحكات التي تعمل بالديزل. وستضطر الشركة لاستدعاء ما يصل إلى 11 مليون سيارة، من أجل معالجة أسوأ أزمة في تاريخ أعمالها الممتد منذ 78 عامًا ،حيث هبطت أسهمها من مستوى 162.5 يورو إلى 97 يورو في خلال قرابة الأسبوعين بعد الفضيحة. وبينما قررت سويسرا وقف مبيعات سيارات فولكس فاجن يشتبه في أنها مجهزة ببرامج إلكترونية مصممة للغش في اختبارات الانبعاثات، تبحث السلطات الفرنسية المعنية بحماية المستهلك ومكافحة الاحتيال تحقيًقا منفصًلا بشأن ما إذا كانت فولكس فاجن تلاعبت بالفعل في اختبارات الانبعاثات ويركز هذاالتحقيق على أجهزة البرمجية في السيارات، ومن المتوقع صدور نتائج التحقيق الذي لا يعد تحقيقا عقابيا في نوفمبر أو ديسمبر. كما أعلن المكتب الفيدرالى للطرق فى سويسرا منع لفترة وقتية لسير سيارات فولكس فاجن على طرقها حتى تصل الشركة إلى حل بعد الفضيحة التى لحقت بالسيارات فى أمريكا بسبب الخداع والغش فى موتورات الديزل الأخطر على الصحة من موتورات البنزين، وتكرر الأمر ذاته في أستراليا التي علقت بيع سيارات " فولكس فاجن". كما رفعت مجموعة جديدة من أصحاب سيارات فولكس فاجن في كوريا الجنوبية دعوى قضائية، واتهموها بخداع عملائها وطالبوا بالغاء العقود التي اشتروا وفقها سياراتهم بجانب تعويض بقيمة 30 مليون وون في حالة عدم إلغاء العقود. وأكدت وكالة حماية البيئة فى الولاياتالمتحدة أن مجموعة فولكس فاجن الألمانية لصناعة السيارات تواجه غرامات مالية تصل قيمتها إلى 18 مليار دولار، بعد اتهامها بتصميم برمجيات لنحو نصف مليون سيارة تعمل بالديزل تخدع الجهات المعنية بقياس نسبة الانبعاثات السامة. ويعتمد الاقتصاد الألماني على الصادرات التي تشكل أكثر من 45%، كما تعتبر صناعة السيارات أهم صناعات ألمانيا ،حيث توفر خمس الوظائف في البلاد وساهمت نحو 18% من إجمالي الصادرات الألمانية البالغة 1.1 تريليون يورو العام الماضي. وبينما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن فضيحة الانبعاثات المتورطة فيها فولكس فاجن "قاسية" لكن الضرر الذي ألحقته بألمانيا لم يصل إلى حد اعتبارها مكانا غير ملائم للاستثمار، إلا أن صادرات ألمانيا سجلت في أغسطس الماضي أكبر تراجع لها منذ ذروة الأزمة المالية.