أكد السفير الروسي لدى الرياض أوليج أوزيروف، أن بلاده لا تخطط إطلاقا لتنفيذ أي عمليات برية في سوريا، لافتًا إلى أن موسكو منفتحة على التشاور مع كل الأطراف وأن هناك"توافقًا وتقاربًا كبيرين في المواقف مع السعودية". وقال أوزيروف في حديث مع صحيفة "الحياة" اللندنية فى طبعتها السعودية، إن بلاده "تتحفظ على الاعتداء على أي دولة من دون وجود قرار من مجلس الأمن الدولي. وأضاف: "لا يمكن قصف دولة مستقلة وذات سيادة من دون وجود قرار من مجلس الأمن، يسمح بتوجيه أي ضربات، لذلك كان لدينا تحفظ واضح في سوريا.. ونعتقد بأنه يجب أن يكون هناك أساس قانوني واضح للتدخل الخارجي، على غرار مماثل؛ نعرف أن التحالف في اليمن، جاء بناء على طلب من الحكومة اليمنية الشرعية وقرار مجلس الأمن والأمر ذاته في سوريا؛ فهناك دعوة من الشرعية ونحترم قرار مجلس الأمن، ومنفتحون على التعاون مع الأطراف الأخرى، لكن على أسس سليمة وقانونية". وبرر السفير الروسي خطوة بلاده بالتدخل العسكري في سوريا، وقال إن "ضربات الائتلاف الذي تقوده أميركا، لم تؤد إلى إضعاف تنظيم داعش ولم تكن ذات فعالية.. لو عدت إلى الخلف ورجعت إلى تسلسل الأحداث، ستجد أن عدد عناصر "داعش" في بداية إنطلاقه كان في حدود ألف تقريبا.. وبعد ضربات ائتلاف يتكون من 60 دولة، وهو يعد أكبر من الائتلاف الذي تم تشكيله ضد هتلر، وبعد كل هذه الضربات الجوية لم يدمر شيئا؟ ثم كيف أصبح «داعش» أكبر عددا وأكثر قدرة إلى حد أن عدد أتباعه وصل إلى 50 ألفًا، وفي رواية أخرى 100 ألف.. لا نستطيع أن نتصور كيف يمكن أن تضرب بهذه القوة العظيمة، وتكون النتيجة على هذا النحو". وردًا على سؤال عن عدد الروس، الذين التحقوا بتنظيم "داعش"، قال أوزيروف: "هناك عناصر إرهابية يقدر عددها بالآلاف من روسيا ومن الجمهوريات المستقلة عن الأتحاد السوفياتي السابق، والإحصاءات تختلف، لكن ما سمعنا عنه أن هناك في حدود ألفي عنصر من روسيا وثلاثة آلاف من الجمهوريات. ويمكن أن يكون عددهم أقل أو أكثر، لكن في النهاية نحن لا نريد أن يعود هؤلاء إلى روسيا بعد تجربتهم في القتل والتدمير وقطع الرؤوس، وينشروا هذا الإرهاب في بلدنا". وأكد أن أولوية بلاده هي القضاء على"داعش"، مشيرا إلى أن الآخرين لديهم الهدف ذاته، "لكن روسيا تفعل ذلك بطريقة أكثر فعالية.. والضربات الروسية مؤثرة، وتؤدي إلى إضعاف قدرات التنظيم، وبالنسبة إلى سوريا نحن نصر على أن قرار أي بلد يجب أن يتم اتخاذه داخل هذا البلد، ويجب أن يكون قرار الشعب السوري بيده". وأضاف أوزيروف: "نسعى إلى أن يكون الحل في سوريا بطريقة سلمية، وبالجلوس إلى طاولة الحوار، وأكثر من مرة جمعنا ممثلي المعارضة السورية والوطنية والحكومة، ولكننا بالطبع نرفض مشاركة الإرهابيين في هذه الاجتماعات".