يبدأ اليوم 9 ملايين طالب وطالبة العام الدراسي الجديد 2015-2016 على مستوى الجمهورية، وكالعادة كانت أهم المشكلات المتوقعة هى الازدحام المروري واختناق الشوارع بالحافلات المدرسية، وكذلك كثافة الفصول وعدم وجود مقاعد للتلاميذ. تجولت "بوابة الأهرام" على عينة عشوائية من بعض المدارس، ورصدت مشكلات عدد من أولياء الأمور. إيمان عبدالرحمن أم لطفلين أحدهما فى الصف الثالث الابتدائي، والآخر فى الصف الأول، كانت تقف فى الصباح الباكر تنتظر دخول أطفالها إلى مدرسة أم الأبطال الابتدائية المشتركة بالهرم، قالت ل"بوابة الأهرام"، اصطحبت طفلي اليوم وأنا فى غاية القلق عليهما، حيث إننا عانينا العام الماضي لعدم وجود مقاعد لهما، مشيرة إلى أنها ستنتظر حتى انتهاء اليوم الدراسي لتطمئن على الموقف. ومن جانبها أكدت أم أخرى لطفلة بالصف الثالث الابتدائى بمدرسة نجيب محفوظ الابتدائية المشتركة، أنها بكت أمام المدرسة العام الماضي حينما علمت بأن طفلتها قضت اليوم الدراسي كاملًا واقفة على قدميها لعدم وجود مقعد لها، لافتة إلى أن إدارة المدرسة تعاملت مع الموقف ببرود شديد طالبين منها أن تأتى بكرسي للمدرسة فى اليوم التالي لابنتها. فيما كانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت مع بداية شهر أغسطس الماضي على تشغيل المدارس التجريبية على فترتين لتقليل الكثافة والتي وصلت في بعض الفصول إلى 60 طفلًا في الفصل الواحد، وذلك فى المدارس التجريبية المتميزة، وفى مدارس أخرى وصلت إلى 120 طفلًا، وذلك فى الحكومية، وأن ذلك القرار جاء تلبية لرغبة أولياء الأمور. ويبدوا أن هذا القرار لم يعجب بعض أولياء الأمور، حيث أشار على كرم ولى أمر لثلاثة أطفال بنفس المدرسة، أن أكثر ما ضايقه هو قرار تقسيم الوقت في المدارس التجريبية إلى فترتين إحداهما فترة صباحية والأخرى مسائية، موضحًا أن هذا أمر مربك للغاية، حيث يجد صعوبة في توفيق وقته بين أطفاله في مواعيد إحضارهما وانصرافهما من المدرسة والتي ستتعارض مع وقت عمله. فى الوقت ذاته رحبت إحدى الأمهات بوجود فترتين للمدارس لتوزيع كثافة التلاميذ عليهما، مؤكدة أن كثافة فصل ابنتها تصل إلى 80 تلميذ لا يجد البعض منهم أماكن للجلوس عليها، مطالبة وزارة التربية والتعليم بإنشاء مزيد من المدارس للسيطرة على تلك الكثافة. على جانب آخر، كانت هناك عدة شكاوى على مدار العام الماضي من انهيار الأبنية التعليمية، ووجود شقوق وتصدعات بكثير من المدارس، وأن يد الصيانة الدورية من قبل الوزارة لا تطولها. وقالت منال على إحدى الأمهات إنها اشتكت أن طفلها بمدرسة الشهيد أحمد حمدى بشارع الثلاثيني بفيصل، وأنه يوجد بفصله الدراسي شق كبير من السقف حتى الأرض، وأنها قامت بإبلاغ مدير المدرسة ورد عليها بأنه سيأمر بإصلاحه لافتة إلى أن شيئًا لم يتغير بعد شكوتها. من ناحيتها كان هناك عدة تصريحات سابقة لهيئة الأبنية التعليمية بأن اللجنة الخاصة بمراقبة صيانة المدارس تقوم بصيانتها بشكل دوري. من أهم المشكلات التى يخشى بعض أولياء الأمور من تكرارها هذا العام، هو تأخر تسلم أطفالهم للكتب المدرسية، مع بداية العام الدراسي لافتين إلى أن كتب العربي العام الماضي تسلمونها بعد مرور أكثر من شهر على الدراسة، وذلك فى بعض المدارس. وفى اتصال هاتفي مع "بوابة الأهرام" لبعض أولياء الأمور من مدرسة أبوجندير الابتدائية المشتركة بمحافظة الفيوم، أكدوا أن أطفالهم لم يتسلموا كتبهم العام الماضي إلا مع بداية النصف الثاني من العام الدراسي، وبعد عدة شكاوى للإدارة التعليمية، لافتين إلى أنهم يخشون من تكرار هذه المشكلة هذا العام أيضًا. وقال حجازي أحمد أحد أولياء الأمور بتلك المدرسة، أنهم لا يثقون بوزارة التربية والتعليم، ويعتبرونها غير موجودة، وذلك لسبب وحيد وهو أنها لا تتفاعل مع شكاوى أولياء الأمور، مؤكدًا أن التعليم أصبح مجرد شكل وليس به مضمونًا، وأن أطفالهم ينتهون من المرحلة الابتدائية دون أن يعرفوا القراءة والكتابة. وتابع قائلًا: "وزارة التربية والتعليم ملهاش لازمة"، مستطردًا، أن أولياء الأمور خصوصًا بالقرى يفتقدون أى وسيلة اتصال بالوزارة، وأن الإدارات التعليمية لا ترد على شكواهم ولا تعيرهم أى اهتمام، ولا تضع أى حلول لمشكلاتهم.