قال الكاتب محمد سلماوي إن الأديب العالمي نجيب محفوظ كان أول من ذكر مصطلح "دولة فلسطين" في محفل دولي، وذلك في كلمته أمام لجنة نوبل عام 1988. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت بمركز الأهرام للنشر لمناقشة كتاب "حوارات نجيب محفوظ" لسلماوي، عن "مركز الأهرام للنشر"، بحضور كل من محمد سلماوي، ود.جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، ومحمد الشاذلي مدير مركز الأهرام للنشر، وحضرها عدد من المثقفين والشخصيات العامة منهم الكاتب ثروت الخرباوي، والكاتبة فريدة الشوباشي، ود.محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، وغيرهم. وعن السبب في إجراء الحوارات التي بني عليها الكتاب، قال سلماوي إن الحوارات جاءت بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها نجيب محفوظ، بعد أن طعنه شاب بسكين في رقبته، وكان محفوظ قد أرسل عدة مقالات لجريدة الأهرام حيث كان ينشر مقالاته، لكنه لم يتمكن من كتابة المزيد. وأضاف سلماوي: رفض محفوظ أن يتقاضى أجرا من الأهرام دون أن يكتب لها، ورغم أنني أخبرته بأن الأهرام تسعد بأن ينتسب لها محفوظ، فإنه أصر على أن يكون هذا الأجر لقاء حوارات أجريها معها في بيته، واتفقنا على أن أزوره في بيته كل سبت في السادسة مساء لإجراء الحوار. وكان أول حوار أجريته معه عن الله والدين، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يفصح فيها نجيب محفوظ عن تصوراته حول الدين. كما كشف سلماوي عن أن ما نشر في الكتاب يمثل أقل من 5% مما يمتلك من الحوارات، مشيرا إلى أنه يمتلك ما يزيد على 500 ساعة مسجلة على شرائط. وقال د.جابر عصفور إن نجيب محفوظ كان سباقا إلى الإشارة إلى أن العصر الحديث هو عصر الرواية. وأضاف عصفور: عام 1945 نشر العقاد مقالا في مجلة الرسالة يقلل فيه من شأن الرواية قائلا إن مكتبته لا تحوي أية رواية، وإن بيتا واحدا من الشعر يعادل رواية كاملة. وتابع عصفور: نُشرتْ عدة مقالات للرد على مقال العقاد كان أهمها مقال محفوظ الذي كان في الرابعة والثلاثين من عمره آنذاك؛ حيث وصف الرواية بأنها "شعر الدنيا الحديثة". تبع ذلك فتح باب الأسئلة للجمهور، وتساءل الكاتب ثروت الخرباوي في كلمته حول عدم نشر المادة التي يمتلكها سلماوي كاملة، واصفا إياها بأنها صارت ملكا للجمهور، وما عادت ملكا لسلماوي وحده. من جانبه، أجاب سلماوي بأن عدم نشر الحوارات كاملة يرجع لاعتبارين،أحدهما يتعلق بمحفوظ، والآخر يتعلق به. وقال سلماوي: لم أكن قادرا على فتح هذه التسجيلات بعد وفاة محفوظ، والأمر الثاني يتعلق بتوقيت النشر، فمحفوظ كان حريصا على ألا يجرح أحدا، وكانت هذه التسجيلات تحتوي على حوارات يصعب نشرها. في حين ألقى الناشر محمد رشاد مالك الدار المصرية اللبنانية سؤالا لعصفور حول اختلاف تناول الكتاب لنجيب محفوظ، فجاءت كل الكتب التي كتبت عنه مختلفة، على عكس سائر الكتاب. وأجاب عصفور: هذه هي ميزة الأدب العبقري، وهذا الاختلاف يرجع إلى كيفية التناول، وتنوعه بين العقيدة والثقافة والتوجه السياسي والنظرة الاجتماعية للعالم. وعندما سئل سلماوي حول رأي محفوظ في التطبيع مع الكيان الصهيوني، أجاب بأن محفوظ كانت له تحفظات كبيرة على كامب ديفيد، ولكنه كان ضد حالة "اللاسلم واللاحرب"، مفضلا التفاوض على ألا تبقى الأراضي المصرية المحتلة في قبضة العدو الصهيوني. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :