أصدر المجلس الدولي للمتاحف، اليوم السبت، بيانا حذر فيه من بيع تمثال "سخم كا"، مؤكدًا على أن بيع التمثال في مزاد علني يتنافي مع أخلاقيات العمل المتحفي المعمول به في جميع أنحاء العالم. كانت وزارة الآثار المصرية أكدت أن الحكومة البريطانية تقف مع الجهات المصرية، لمنع تصدير التمثال خارج البلاد، وأن التمثال قد تم بيعه بالفعل، وأصبح هناك مهلة لمنع تصديره حتى يوم 28 أغسطس الجاري، في محاولة لجمع التبرعات من بعض المصريين المهتمين بالحفاظ على تراث بلدهم، بما يعادل نحو 15.8 مليون جنية إسترليني، لدفعها إلى المتحف وإعادة التمثال إلى الأراضي المصرية مرة ثانية. وكشف الدكتور أسامة عبد المجيد، عضو المجلس التنفيذي للمجلس الدولي للمتاحف ل"بوابة الأهرام"، أن إيقاف البيع لايعني رجوعه لمصر مشيرا إلى أن المجلس الدولي للمتاحف أصدر بيان إدانة وقام بتسليمه لمتحف متحف "نورث سامستون" ببريطانيا الذي لايتبع المجلس الدولي للمتاحف وإنما يتبع مجلس المدينة، مؤكدا أنه لابد من الضغط علي الحكومة البريطانية لكي تقوم بدفع ميزانية مقبولة لمدينة نورث هامبيتون كي يتخلي عن بيع التمثال. كانت بوابة الأهرام تناولت في شهر يوليه الماضي من عام 2014م تحرك الخارجية المصرية لمحاولة منع البيع، وقيام حملة استمارات للتوقيع لرفض بيع التمثال الذي يتنافي مع أخلاقيات المتاحف العالمية المعمول بها، وإن كان لايتنافي قانونيا مع قانون اليونسكو عام 1970م، والتي تعطي الحق البيع للتماثيل المصرية الموجودة في دول العالم مادام تم بيعها أو إهدائها قبل عام 1970م. و تمثال سخم كام قد خرج من مصر عام 1850م في القرن التاسع عشر إلى إنجلترا، بعد أن تم إهداؤه غالى بريطانية من قبل "لورد هاينتون" الذي زار مصر في هذا التوقيت واستطاع الحصول عليه، وعقب ذلك قام بنقله إلى بريطانيا بعد أن وافق علي عرضه أو بيعه للمتحف البريطاني وقام ورثتة لورد هاينتون بالاتفاق مع إدارة المتحف علي بيعه في مزاد من أجل توسعة المتحف بالمدينة. وأكد عبدالمجيد أن إجراءات بيع التمثال قانونية إلا أنها ستؤدي إلي شيوع تجارة الآثار والجشع وزيادة التنقيب عن الآثار من اجل المال لافتا أنه ليس من حق مجلس المدينة البريطاني تعويض ميزانيتها ببيع التمثال وعرضه في المزاد، لأنه يتنافي مع الوثائق المتحفية المعمول بها في متاحف العالم أجمع. الجدير بالذكر أن "سخم كا"، هو كبير الكتبة من عصر الأسرة الخامسة، يرجع تاريخه إلى حوالى 2400 و2300 قبل الميلاد، وتم استخراجه من سقارة عام 1850م، وخرج من مصر منذ اكتشافه، ظل يتنقل بين عدد من المتاحف آخرها كان متحف نورث سامستون فى بريطانيا.