اتفقت مصر والسودان على وضع خارطة محصولية وبرنامج تنفيذي لمشروع الشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعي على الأراضي المخصصة لها بولاية النيل الأزرق السودانية. جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقد اليوم الأحد، بولاية النيل الأزرق، حضره وزيرا الزراعة والري دكتور صلاح هلال ودكتور حسام مغازى ووزير الزراعة والرى السوداني دكتور إبراهيم آدم وحاكم ولاية النيل الأزرق الحاج حسين ياسين وكبار المسئولين بالولاية، تعهد خلاله الجانبان بحل جميع المشاكل والمعوقات التي تواجه المشروع مثل "التمويل والتأهيل وإعادة الهيكلة وتوفير وصيانة الأجهزة والمعدات وكافة الخدمات اللوجيستية". وقال هلال إنه لأول مرة في التاريخ يغادر وزيران مصريان العاصمة السودانية الخرطوم ليس للتوجه إلى القاهرة ولكن لزيارة ولاية سودانية، تمثل انطلاقة لمشروعات التكامل بين الدولتين. وأشار إلى أن انضمام والى ولاية النيل الأزرق كرئيس للجمعية العمومية للشركة وعضو مجلس إدارة، يمثل إضافة مهمة وحقيقية لدفع العمل بشكل قوى لتذليل أي عقبات، وأن مهمة الوالي مهمة قومية ثقيلة لصالح الدولتين والشعبين الشقيقين. من جانبه، قال وزير الزراعة السوداني إن مشوار التكامل بين الدولتين مشوار طويل ويحتاج إلى إرادة قوية وصبر ومثابرة، مشددا على ضرورة الإسراع قدما بخطوات إعادة هيكلة الشركة، من أجل وضع النقاط على الحروف، ووجود إدارة نشيطة وفعالة وقادرة على الإنجاز. وأشار إلى أنهم بدأوا في تنفيذ قرارات مجلس الإدارة والجمعية العمومية للشركة، التى عقدت بالخرطوموالقاهرة، وقاموا بالضغط على القائمين عليها من أجل اللحاق بهذا الموسم الزراعى، وتمت بالفعل زراعة عدة آلاف من الأفدنة بمحصول "زهرة الشمس" لاستخراج زيت الطعام، معربا عن أسفه لتراجع نسبة هطول الأمطار هذا العام إلى أقل من 50% من نسبتها الأعوام الماضية. من جهته، قال الحاج حسين ياسين، حاكم ولاية النيل الأزرق، إن هذه الخيرات والموارد الطبيعية الوفيرة التى تتمتع بها الولاية، على مساحة أكثر من 15 مليون فدان، يجب أن توجه لصالح الشعبين المصرى والسودانى، معربا عن استعداد الولاية حكومة وشعبا لتأمين المشروع وكل ما من شأنه تطوير الزراعة والخدمات في النيل الأزرق. وقال ياسين: "إننا لمسنا خلال زيارتنا لمصر الشقيقة مؤخرًا ولقاءاتنا مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء إبراهيم محلب توفر الجدية والدعم المادى والمعنوي من أجل تحقيق التكامل فيما بيننا وإزالة جميع العقبات التى تواجه المشروع"، معربا عن تقديره لهذه الزيارة التى يقوم بها وزيرا الزراعة والرى المصريان للولاية والتى تعكس الإرادة والجدية. يشار إلى أن ولاية النيل الأزرق تقع على مساحة 38.5 ألف كيلومتر، ويبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة وتسقط عليها كميات من الأمطار على مدى 5 إلى 6 أشهر كل عام بمتوسط يترواح بين 600 إلى 900 ملم. كان وزيرا الزراعة والموارد المائية دكتور صلاح الدين هلال، ودكتور حسام مغازى وصلا مساء أمس السبت، إلى ولاية النيل الأزرق، يرافقهما مهندس إبراهيم آدم وزير الزراعة والرى السوداني وعدد من كبار المسئولين بوزارات المياه والثروة الحيوانية والزراعة السودانية، لزيارة مناطق الروصيرص ومزرعة الدمازين بولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان (تبعد 800 كيلومتر عن العاصمة الخرطوم)، وذلك في إطار زيارة هلال ومغازى للسودان الشقيق، والتى تستغرق ثلاثة أيام، لتفعيل مشروعات التكامل واستكشاف مشروعات جديدة في مختلف مجالات تنمية الموارد المائية والزراعة.