ربما كتب الفنان أحمد مكي النهاية لأسطورة "الكبير أوى"، فالجزء الخامس الذي يعرض هذا العام لم يلق بأصدائه لدى الجمهور، الذي تعلق بهذا "الكاركتر"، وأصبح ينتظره من عام إلى آخر. ومع تراجع شخصية "الكبير" ل مكي، تسحب دنيا سمير غانم "هدية" التي شاركته بطولة أربعة أجزاء من العمل، البساط من الفنان الكوميدي، حيث تصدر مسلسلها "لهفة" أعلى نسب تحميل ومشاهدة عبر موقع اليوتيوب، بالإضافة إلى إثناء الكثيرين على العمل، برغم نجاحه وإخفاقه من حلقة إلى أخرى. وضع مكي نفسه في مأزق خطير، سبقه فيه عدد من زملائه من نجوم الكوميديا الذين قرروا استثمار شخصيات بعينها لسنوات، ربما تكون حققت نجاحًا في البداية إلا أنها كتبت النهاية لها بعد سئم الجمهور منها، وعلى رأسها شخصية "اللمبي" التي قدمها محمد سعد، الأمر ذاته ل أحمد مكي الذي قرر أن تكون شخصية "الكبير" هي جزء لا يتجزأ من دراما رمضان، بدأت بحلقات حملت أفكارًا ضاحكة متضمنة العودة إلى "نوستالجيا" الماضي، وانتهت بتكرار واستهلاك لا جدوى منه للشخصية التي تعلق بها الصغير قبل الكبير. ويبدو أن الأمر يتطلب وقفة من مكي، ليس فقط لعمله في الدراما، ولكن في السينما أيضًا، حيث إن مسلسل "الكبير" تناول الكثير من الشخصيات "الفانتازية"، وهو ما يعني أن عودته للسينما لابد أن تحمل مضمونًا جذابًا ومختلفًا عما قدمه من قبل. أما دنيا سمير غانم، فقد أنقذت نفسها بابتعادها عن تجسيد دور مكرر، ربما افتقد كثيرًا من وهجه، وكان لابد من مراجعة الحسابات، خصوصًا أن الفنانة تمتلك قاعدة محبة وشعبية كبيرة في قلوب جماهيرها، لذلك قررت دنيا التخلي عن "هدية" لتقدم لتجربتها الأولى في البطولة المطلقة بمسلسلها "لهفة"، بعد أن ازدادت قاعدتها الجماهيرية بعد مشاركتها الأخيرة في برنامج اكتشاف المواهب "إكس فاكتور" ، مما دعم المؤيدين لتجربتها. وبرغم أن أحداث مسلسل "لهفة" تبدو عادية لاتحمل تفاصيل درامية بقدر ما حملته من وهج حول "كاركتر" الفتاة الطموح التي تريد الدخول إلى عالم التمثيل، بالإضافة إلى ما تضمنته الحلقات من ظهور لنجوم بعينهم، والذكاء من دنيا -وإن كان غير مقصود- تكلل في الطريقة التي دعمت بها "لهفة" الكاركتر الذي تقدمه، فقد اتخذت من شخصية الفتاة "بائعة المحل" التي تقع في غرام الشاب الخليجي في فيلم "طير انت" طريقة الحديث التي كانت تتكلم بها، وطورتها بشكل أوسع وأكثر اختلافًا. الناقد طارق الشناوي، أكد في تصريحاته ل "بوابة الأهرام" أن دنيا قالت هذا العام إنها "الكبيرة أوي"، موضحًا أن الفنان الكوميدي كان لابد أن يضع علامة "stop" لذاته، وقال: إذا كان هناك شخصية يقدمها الفنان لأجزاء طويلة وحققت نجاحًا كبيرًا، وكان هناك جزء جديد يحمل إخفاقًا له لابد أن يبتعد عنه. واستكمل: دنيا سمير غانم تمتلك خفة ظل، وربما تكون تجربتها في "لهفة" تضعها في المسار الصحيح في العام المقبل، فبرغم ما تمتلكه الفنانة من موهبة إلا أن السيناريو والإخراج لمسلسل "لهفة" خلا من الإبهار واعتمد أكثر على استقطاب النجوم؛ مما جعل هناك حلقات ارتفع فيها سقف الكوميديا، وأخرى أخفقت. الناقدة ماجدة خير الله، أكدت هى الأخرى أن أحمد مكي سبق له تقديم شخصيات كثيرة وقالت: مكي "عصر الفكرة للنهاية"، وأنه إذا قام بعمل أفلام خلال الفترة المقبلة ستدور في نفس الشخصيات التي سبق وقدمها. كما أثنت خير الله على أداء دنيا، موضحة أن لهفة عمل فني خفيف، واجتهدت دنيا في أداء الشخصية برغم الإخفاق والنجاح في حلقات وأخرى، لكن المؤكد أنها كسبت عددًا أكبر من الجمهور لتمييزها في العمل.