قدم المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، للرئيس عبد الفتاح السيسي كشف حساب "مختصر" حول عمل الحكومة خلال العام الأول من ولايته، وما واجهته الحكومة من تحديات وماحققته من خطوات على طريق النجاح، مجددًا وأعضاء الحكومة، العهد بأن يتم بذل قصارى الجهد من أجل تحقيق التنمية والرخاء لمصر. جاء ذلك خلال كلمة المهندس محلب خلال افتتاح الرئيس 39 مشروعًا جديدًا، بتكلفة أكثر من 5 مليارات جنيه. وجاءت نص كلمته كما يلي:- الرئيس عبد الفتاح السيسى ... بداية نحمد الله على عودتكم إلى أرض الوطن وإلى شعبكم، رافعًا راية الوطن عالية، مؤكدًا عودة مصر إلى مكانتها التي تستحقها عربيًا واقليميًا ودوليًا، ويتزامن احتفالنا اليوم بافتتاح عدد من المشروعات الخدمية التي تهم المواطن المصرى، مع مرور عام على توليكم المسئولية، كرئيس منتخب للبلاد، وتولى هذه الحكومة المسئولية التنفيذية. ولعل هذا الحدث يكون فرصة لنقدم لكم، ولشعب مصر العظيم، كشف حساب "مختصر" عما واجهناه من تحديات.. وماحققناه من خطوات على طريق النجاح.. وما نحمله من طموحات لشعب بلادى العظيم. لقد كانت تكليفاتكم لهذه الحكومة واضحة ومحددة، تَمثل أهمها في استعادة هيبة الدولة، والقضاء على الواسطة والمحسوبية، وإعلاء قيمتى الكفاءة والنزاهة، إضافة إلى التعامل مع الظروف الصعبة الحالية بأسلوب غير تقليدى، يتسم بالسرعة في الأداء والحسم في اتخاذ القرار، والإنجاز بجودة عالية، كذلك اقتحام المشاكل لحلها بما يحقق تقدمًا ملموسًا متوازيًا ومتزامنًا في جميع القطاعات، تنعكس آثاره لدى رجل الشارع. اليوم، وبعد مرور نحو عام من هذه التكليفات، التي كنتم تتابعون تنفيذها على مدار اليوم، وعلى الرغم مما واجهته الحكومة من تحديات يأتى على رأسها الإرهاب، استطعنا وبحمد الله وتوفيقه أن نعيد الأمن والاستقرار للشارع المصرى، وأن تصبح هيبة الدولة حاضرة، وقوة القانون قائمة. لقد كانت محاربة الواسطة والمحسوبية على رأس الأولويات التي وضعتها هذه الحكومة على أجندتها، وقد تم إصدار قانون الخدمة المدنية لترسيخ هذا المبدأ، والذى سيقضى على ظاهرة كثيرًا ماحطمت آمال النابغين، وخنقت طموح المجتهدين. لقد اقتحمت هذه الحكومة في عام واحد ملفات، وتحديات لم تفتح منذ سنوات، وحلت مشكلات لم تقترب منها أيادى المسئولين. لا ندعى بأن أحلام بنى الوطن تحققت في عام واحد، فالمصريون يستحقون الكثير والكثير، ولكن نثق بأننا بمشيئة الله على الطريق الصحيح.. على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية لشعب ثار من أجلها مرتين.. على طريق تحقيق الكرامة الإنسانية لشعب يستحقها عن جدارة، وأننا ننعم بمناخ الحرية، كأولى ثمار الثورتين. لقد حقق البرنامج الاقتصادى لهذه الحكومة وبشهادات دولية نجاحات مختلفة، سواء بزيادة معدلات النمو بنسبة 5.6 % خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة ب 1.2% بنفس الفترة من العام الماضى.. مما أدى إلى تخفيض نسبة البطالة من 13.4% إلى 12.8% وهناك انخفاض مستمر في نسبة البطالة.. وهناك ارتفاع في صافى تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر خلال الربع الأول من العام المالى 2014/ 2015 إلى نحو 1.8 مليار دولار، مقارنة بنحو 745 مليون دولار خلال الربع الأول من العام المالى السابق. وكذا إصلاح منظومة الدعم في محاولة جادة وصادقة لضمان وصول الدعم لمستحقيه.. وجاء تنظيم المؤتمر الاقتصادى، بصورة موفقة ليتوج هذه النجاحات ويحفزنا لبذل المزيد من الجهد، ثم أعقب ذلك رفع التصنيف الائتمانى أربع مرات في هذا العام وصولاً إلى درجة B مع الإبقاء على النظرة المستقبلية للاقتصاد عند الوضع (مستقر). لم تغفل هذه الحكومة، في ظل اهتمامها بجذب الاستثمارات وتنفيذ المشروعات القومية الكبرى، أن لها مهمة أصيلة، هي حماية الشرائح الاجتماعية المستحقة، فتوسعت في مظلة المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعى، كما زادت قيمة المعاشات بنسبة 50% واستحدثت معاشى "كرامة" و"تكافل"، كما بدأ تنفيذ برنامج التأمين الصحى للمستفيدين من معاش الضمان الاجتماعى. هذا بخلاف التقدم المستمر في تنفيذ أضخم برنامج للاسكان الاجتماعى في المنطقة، لتوفير مليون وحدة سكنية كريمة لمحدودى الدخل والشباب، هذا المشروع الذى أشاد به البنك الدولى، وأوصى بتنفيذه ببعض الدول النامية. هناك أمور تحققت على أرض الواقع، لا تخطئها الأعين، حلول لمشكلات أرقت المصريين على مدى سنوات، كان لسيادتكم رؤية ثاقبة بشأنها، ودعم كامل للحكومة في التنفيذ، على رأسها مشكلات الكهرباء، فطبقًا للارقام كان لدينا في العام الماضى عجز قارب ال 4 آلاف ميجا وات، وشبكة مهترئة لم تقترب إليها أيادى الصيانة، واليوم، وبعد جهود مضنية وبفضل سواعد المصريين اصبح لدينا فائض في انتاج الكهرباء، وشبكات ومحطات تم صيانتها بالكامل. اليوم، أصبح المواطن المصرى يحصل على رغيف الخبز بكرامة، وبعدالة، ودون طوابير، وكذا هناك منظومة ذكية للتموين توفر السلع الأساسية للمواطن، وتوصل الدعم لمستحقيه. لقد خطت مصر في هذا العام خطوات غير مسبوقة، تنفيذًا لرؤيتكم في مجال المشروعات القومية الكبرى، التي أعطت المواطنين أملاً في غد أفضل، ووفرت آفاقًا واسعة للتنمية، على رأسها أيقونة القرن مشروع قناة السويس الجديدة، الذي يجسد رؤية القائد وإرادة الشعب، وكذا مشروع تنمية منطقة قناة السويس العملاق، والمشروع القومى للطرق، الذى يستهدف تنفيذ 3200 كم على مستوى الجمهورية ، ومشروع استصلاح مليون فدان، الذى ستشاهدون بشائره قريبًا في الفرافرة، إضافة إلى مشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى، ومشروع المثلث الذهبى. إننى، وأعضاء الحكومة، ومع بداية عام جديد من ولايتكم، نجدد العهد بأن نظل دومًا خدامًا لهذا الشعب الكريم، نبذل قصارى جهدنا من أجل تحقيق التنمية والرخاء لأبنائه.. ندرك بيقين أن طموحات شعب مصر العظيم كبيرة، وآماله عريضة، وندعو الله أن نكون خير سند لكم في تحمل هذه المسئولية، من أجل شعب يستحق منا الكثير.