أعدم مسلحو تنظيم "داعش" 20 شخصًا بإطلاق النار عليهم وسط المسرح الأثري في مدينة تدمُر، التي تصنفها منظمة اليونسكو من مواقع التراث العالمي في وسط سوريا، بحسب أحدى جماعات المراقبة الحقوقية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن سكان المدينة جُمعوا وأجبروا على مشاهدة عملية الإعدام. وأضاف المرصد، أن نحو 240 شخصا، معظمهم من الجنود، قتلوا على أيدي مسلحي "داعش" منذ سيطرتهم على المدينة الأسبوع الماضي. وتاتي هذه الأنباء وسط تصاعد المخاوف من أن يقوم تنظيم "داعش" بتدمير آثار هذه المدينة التي تعود إلى العصر الروماني قبل نحو 2000 عام. وكان مسلحو التنظيم دمروا مواقع أثرية في العراق يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام، وكان آخرها مدينة النمرود الأثرية، التي تعد من أعظم الكنوز الأثرية في العراق. وسيطر تنظيم "داعش" بعد دخوله مدينة تدمُر على قاعدة عسكرية وسجن شهير بالقرب منها، حسي ما نقله موقع بي بي سي العربية. وقال مسئولون سوريون إنه، حتى الان، ليس ثمة تقارير عن وقوع تدمير في المواقع الأثرية في مدينة تدمُر، التي تعرف عالميا باسم بالميرا. وقد أغلق مسلحو التنظيم أبواب متحف المدينة وأوقفوا حراسا أمام هذه الأبواب. وقال المرصد السوري، الذي مقره بريطانيا ويتابع التطورات على الأرض في سوريا عبر شبكة مصادر على الأرض، إن نحو 70 إمرأة وطفلا كان بين 240 شخصا قتلوا في المدينة. وثمة خشية في أن يواجه نحو 600 سجين لدى المسلحين المصير ذاته. وقالت الأممالمتحدة ل"بي بي سي" إن نحو ثلث سكان المدينة البالغ 200 ألف نسمة، تمكنوا من الخروج منها قبل وصول مسلحي تنظيم "داعش"، وإنها استلمت تقارير عن أن القوات السورية في المدينة منعت العديدين من مغادرتها. وتقع هذه المدينة الأثرية في منطقة استراتيجية مهمة في الطريق بين العاصمة السورية دمشق ومدينة دير الزور شرقي البلاد.