أكد جراح القلب العالمى الدكتور مجدى يعقوب أن المرحلة التى تشهدها مصر يجب أن يتخللها اهتمام كبير بالعلم. وقال "نحن بحاجة لاجتهاد شباب العلماء فى مصر، كى يثروا الحياة البحثية بكل ما يشغل العالم من علوم المستقبل مثل النانوتكنولوجى والبيوتكنولوجى وأبحاث الخلايا الجذعية. وإذا أردنا أن يكون لنا شأن بين الأمم لابد أن يكون العلم والبحث العلمى على قائمة أولويات الدولة المصرية وإلا فقدنا ما حققناه من ثورة وحرية وعدنا إلى ما كنا عليه". أوضح يعقوب خلال كلمته التى ألقاها فى الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس فى افتتاح مهرجان القاهرة الثانى للعلوم اليوم والذى تستمر فعالياته طوال شهر مايو الحالي، إن البحث العلمى يمنح الشعوب الكرامة ويسهم فى نشر ثقافة التعاون والتكامل والمساواة بين العلماء. كما أن العلم يسهم فى تحسين نوعية الحياة للمواطنين وفى زيادة الرفاهية. وبالتالى يرفع من مستوى رضا وسعادة الشعوب. وأضاف أنه فى مجال أبحاث أمراض وجراحات القلب هناك الكثير من العلوم المستقبلية التى يجب أن نعمل على بحثها فى مصر، كباقى دول العالم، مثل مشروع الجينوم البشرى والذى نحتفل هذا العام بمرور 10 سنوات على بدايته. ورغم ما تحقق من هذا المشروع الضخم الذى يغير كل يوم من معرفتنا لسبب وأصل المرض ، إلا أن ما توصلنا إليه هو جزء ضئيل جدا من عالم مزال مجهولا بالنسبة لنا كعلماء. وأكد أن المرحلة الحالية فى أبحاث أمراض القلب تعتمد بدرجة كبيرة على تعاون وتكامل الخبرات العلمية المختلفة فمثلا هناك أبحاث نجريها حاليا لتحويل الخلايا الجذعية الى خلايا قلب وحتى يتم ذلك قمنا بالتعاون مع علماء فى أبحاث الخلية حتى نرصد مراحل تكامل وتحور الخلايا كى تشكل الأجزاء المختلفة من القلب كما تعاونا مع علماء فى مجال الهندسة لمعرفة ديناميكية حركة الدم فى القلب. وأوضح الدكتور مجدى يعقوب أن العالم يتجه إلى مايعرف بشخصنة العلاج حيث سيتم وضع برنامج علاجى لكل مريض. وهو من الأمور التى تتطلب الى تكامل تخصصات طبية مختلفة لانتقاء العلاج الأمثل لكل مريض . كما أن هناك حاليا صحوة عالمية للاهتمام بكل الأمراض التى كانت تتجاهلها شركات الدواء والدول المتقدمة حيث تنتشر بعض الأمراض الوبائية فى كل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية ونظرا للحركة والهجرات المستمرة لدول الشمال وجدنا أن كثير من هذه الأمراض الوبائية أصبحت مستوطنة فى دول الشمال مما يدعو إلى ضرورة توجيه مزيد من الأبحاث للأمراض المجهولة.