قال عدد من التشكيليين ل"بوابة الأهرام" إن الفنانة الدكتورة عايدة عبد الكريم، التى رحلت صباح اليوم الأحد عن عمر يناهز ال89 عامًا، من أبرز الأسماء التشكيلية، وكانت وستظل النموذج والقدوة للكثير من الفنانين في العطاء والنشاط الفنى الذى حرصت على حضور فعالياته والمشاركة فيها حتى أيامها الأخيرة. في حديثه ل"بوابة الأهرام"، قال الدكتور أحمد نوار إن عايدة عبد الكريم هى عاشقة الحجر الجيرى والخزف، استطاعت السيطرة على جميع مقومات الخامة، واكتشاف أسرارها، فالخامات الطبيعية هى خامات نبيلة تتنفس وينبثق منها ما يُسمى بروح الخامة أو دفئها. بعكس الخامات الصناعية باردة الإحساس. وعن رؤية "نوار" لأعمالها قال إنها تتميز برومانسيتها ورقتها. فعندما نتأمل مرجعية هذه الأعمال تستدعينا مرجعيتها المصرية القديمة والإسلامية لتؤكد أهمية التواصل الإبداعى وعمق الانتماء. أما الناقد التشكيلى الدكتور خالد البغدادى فقال إن عايدة عبد الكريم اسم مهم من الأسماء فى الحركة التشكيلية. فقد لعبت دوراً مهماً فى الحركة الثقافية. وهبت حياتها لفكرة الفن. وأضاف البغدادى أن الفنانة وزوجها الراحل زكريا الخنانى وضعا كل ما يملكانه فى الفن. وهذا يؤكد أن الأجيال الأولى، كان الفن بالنسبة لهم منهج حياة، حيث آمنوا بقدرته على التغيير للأفضل، عكس الجيل الحالى الذى تعامل مع الفن بنوع من التساهل. وأشاد البغدادى بفكرة تعاملها مع النحت الزجاجى الذى يحتاج لدرجة عالية من الإدراك لفكرة الفورم النحتى، مضيفاً: من يقابلها يشعر بأنها تتعامل مع الفن والحياة بحس صوفى، حيث اختفاء فكرة الكتلة. فالعمل الفنى يبدو وكأنه خفيف ويمكن النظر من خلفه. كان لديها تجربة فريدة أتمنى أن نعيد الاهتمام بها. من جهته قال الدكتور أشرف رضا: عرفنا الدكتورة عايدة عبد الكريم رائدة لفنون الخزف والنحت الزجاجى، فكانت من رموز الحركة التشكيلية من الفنانات المصريات والعربيات، وهبت عمرها للفن والفنانين، ورأيناها رمزاً للإخلاص، فكانت نموذجاً فريداً فى العطاء، بإنشائها متحفاً لأعمال زوجها الفنان الراحل "زكريا الخنانى" بجانب أعمالها على أرض بيتها. وأضاف: زاملت الراحلة بجمعية "محبى الفنون الجميلة" - وهى أكبر أعضائها - فكانت أماً لجميع الفنانين من خلال قدوتها والتزامها ونشاطها وعطائها المستمر. فقد كانت تواظب على الحضور رغم عمرها الكبير ومن ثم كانت قدوة لنا بأسلوبها الجميل. وتابع: يكفى أنها أكملت مشوار زوجها زكريا الخنانى، وخلال عملى كرئيس للقطاع قمت بزيارتها مرتين من أجل المتحف وتفقد أعماله. مختماً بقوله: ستظل الراحلة تذكاراً لجميع الفنانين. وقالت الفنانة التشكيلية الدكتورة أمل نصر: كنت أراها نموذجا إنسانياً كبيراً. لديها طاقة وقدرة كبيرة، ولآخر لحظة كانت تشارك وتقابل الناس بحفاوة. حدثت تقنيات جديدة فى فن الزجاح واستفاد منها الكثير. فقد عاشت ورحلت وهى تؤمن بالفكرة الفنية وما تقدمه، ونقلت هذا للأجيال الجديدة بأن تحترم فنهم، اختارت طريقا صعبا وقدمت فيه الجديد. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :